لقاء «حميم جداً» بين عون و«حزب الله»… وهذا ما دار بينهما!

كان الحدث السياسي البارز أمس استقبال الرئيس العماد ميشال عون في دارته في الرابية وفداً من كتلة «الوفاء للمقاومة» ضَم رئيس الكتلة النائب محمد رعد، والنائبين علي عمار وحسن فضل الله. وتمحور اللقاء حول الاوضاع التي يشهدها الجنوب إضافة إلى الاوضاع الداخلية.

بعد اللقاء قال رعد: «الاتصال القائم بيننا وبين فخامة الرئيس الجنرال ميشال عون هو خط دائم ومستمر لم ينقطع في السابق ولن ينقطع أبداً، وهو خط يبعث الطمأنينة والسكينة في نفوس اللبنانيين على اختلاف مناطقهم وطوائفهم نظراً لتاريخ التعايش والشراكة الحقيقية التي نعيشها فيما بيننا في مقاربة القضايا الوطنية».

واضاف: «هذه الزيارة كانت فرصة لإطلاع فخامة الرئيس على الاوضاع الميدانية الدقيقة والموضوعية بعيداً عما يتم من تراشق من هنا وهناك. وأبدَينا ما يمكن أن يعزّز الوحدة الوطنية في مواجهة تحدي العدو الصهيوني الذي يجترح اليوم ابادة جماعية في غزة. ومن المريب انّ اصواتاً دولية صَمتت بالكامل ولم ترق الى تحمّل المسؤولية الانسانية لمقاربة مثل هذا التوحّش الذي يمارسه العدو في غزة. ايضاً في وضعنا اللبناني نحن في حاجة الى ان نُبدي نيّاتنا الحسنة ونصرّ على التخاطب المسؤول بين كل الفئات والمعنيين بشأن هذا البلد، وصولاً الى حل المشكلات الرئيسية التي نعانيها».

حقائق ميدانية

واكدت مصادر مسؤولة متابعة للقاء لـ«الجمهورية» انه كان «حميمياً جداً» وانّ هناك اسباباً عدة أملَت انعقاده، أوّلها تأكيد الحرص على العلاقة الخاصة مع الرئيس عون والعلاقة السياسية مع «التيار الوطني الحر»، والتمسّك بتفاهم مار مخايل على رغم من بعض التباينات في المواقف السياسية الداخلية والانتقادات التي وَجّهها عدد من قيادات التيار وكوادره الى «الحزب» حول عمل المجلس النيابي والحكومة وتغييب الموقع المسيحي الاول عمّا يجري.

وأوضحت هذه المصادر انّ الوفد شرح لعون بالتفاصيل ومباشرة كل اسباب الخلافات حول بعض الملفات الداخلية، وأوّلها سبب دخول الحزب في المواجهات ضد العدو الاسرائيلي، إذ بعد المواقف التي صدرت كان لا بد من توضيح عدد من النقاط التفصيلية حول الموضوع. وقالت ان الوفد أطلعَ عون على «حقائق ميدانية موضوعية لا يعرفها الا أهل الميدان». وسجّل عون امام الوفد ارتيابه من الصمت الدولي إزاء ما يحصل في غزة، مشيراً الى انّ استهداف المدنيين في قطاع غزة لم يحصل في تاريخ العالم المعاصر ولا في الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت المصادر ايضاً انّ الوفد عرضَ موقف «حزب الله» التفصيلي من موضوع العمل الحكومي ومشاركة وزراء الحزب في كل القرارات التي اتخذتها الحكومة، ومنها التمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس للأركان وسواها من قرارات انتقدها «التيار» بشدة واعتبرها تغييباً للدور المسيحي وتجاوزاً لموقف التيار المعارض لها.

واشارت المصادر الى انّ البحث لم يتناول موضوع الاستحقاق الرئاسي.

الجمهورية