الصراع الدائم: الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة والأهداف الإستراتيجية غير المحققة

الحرب استمرار للسياسة بوسائل اخرى, هذا التقعيد الجوهري لمفهوم الحرب الذي قاله المفكر البروسي كارل فون كلوزفيتز.يمكن اسقاطة على معركة غزة لجهة الموقف الاسرائيلي ورؤيته الاستراتجية لهذه الجولة الصراعية الجديدة والمستمرة منذ 7تشرين 2023 وما هذه الاستطالة لامد الحرب إلا دليلا على ان الاهداف الاستراتجية اي الخطط الاسرائيلية الموضوعة للحرب لم تنجز بالكامل وهذا يعني ان الاهداف لم تتحقق كاملة من وجهة نظر الاسرائيلية لهذا يبدو ان مسرح الحرب مُحضّراً للقاء دمويّ جديد في جنوب غزة جدّدت إسرائيل تصميمها على اجتياح رفح آخر معاقل المقاومة الفلسطينية من وجهة نظر الاسرائيلية . وقالت في بيان إنّ «حكومة الحرب قررت بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدماً في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب». رغم كل التحذيرات الدولية الرافضة لذلك، نظرا لازدحام المدينة بأكثر من مليون ونصف نازح من الفلسطينيين المدنيين.
ولكن هذه {حتى تحقيق بقية أهداف الحرب.} اللازمة التي ترددها كل القوى الاسرائيلية المختلفة وتشكل الاجماع الذي يحول دون انفراط عقد الحكومة الاسرائيلة هل تكون معركة رفح واحتلالها اخر الاهداف الحرب الاسرائيلية الموضوعة مسبقا من قبل اجتياح حماس المستوطنات الاسرائلية على غلاف القطاع في 7تشرين 2023 .وهذا ما اطال امد الحرب اكثر مما تتحمله نظرية الامن الاسرائيلية على اعتبار ان الافراج عن الرهائن والاسرى امر منطقي متفق عليه منطقي ومآلا طبيعي تحكم قواعد كل الحروب التي تنهي جولاتها الصراعية بالافراج عن الاسرى عادة …
هذه الرؤية اكثر ما تكون مفهومة اذا ما تتبعنا المواقف وتصريحات المسؤولين الاسرائيلين وقادة القوى السياسية المتجمعة في حكومتها التي تتصادم مع بعضها وتختلف حول الموقف من انهاء هذه الجولة الصراعية ومدي تتطابقها مع الاهداف المرتجاة والموضوعة .حيث يصر المتشددون في الحكومة كوزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير ووزير المالية الاسرائيلي رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش على المضي قدما بالعملية العسكرية حتى اتمام تحقيق الاهداف الموضوعة للعملية من قبل ان تقوم عملية المقاومة الفلسطينية على للمستوطنات في غلاف غزة
ولكن خطة الحرب الاسرائلية على غزة اليوم التي هي استمرارالاسترتجية الصهيونية العامة تجاه الشعب الفلسطيني وانهاء قضيته لم تكن ً بهذا التبسيط او هذه الطريق الممهد لاسرائيل لتحقيق اهدافها التي يعتريها الكثير من الغموض والإبهام وأشدّ تعقيداً لتداخل وتقاطع مصالح اطراف وقوى سياسية مختلفة قد تختلف في بعض والحسابات رغم تقاطع المواقف والرؤى ، ما يجعل المشهد السياسي مليئاً بالتداخلات والتعقيدات، نتحدث هنا عن الموقف الاردني والمصري حيث الحسياسية المطلقة من تهجير الفلسطينين من القطاع وهذا ما لا تتحمله المصالح والرؤى الاردنية لاعتبارات الامن والتوازنات والديموغرافيا المجتمعية الاردنية الداخلية التي سيطالها اثار التهجير وايضا مصر والتي يبدو ان سياستها تفهم ان استقبال النازحين في سيناء هو انخراط جديد وانشغال بالمسألة الفلسطينية هي بمنأى عنه منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد وخروجها من الصراع العربي الاسرائيلي تحت دعاوي الامن القومي المصري . و الدول الخليجية التي هي محرجة من الصراع العربي الاسرائيلي وموقفها تجاه شعوبها وتاخر التطبيع مع اسرائيل بل وامريكا واوروبا حلفاء اسرائيل الدائمين الذين باتوا ينظرون بقلق شديد من استطالة امد الجولة الصراعية وتاثيراتها على الراى العام داخل بلدانهم والمفاجآت التي فجرتتها الانتفاضات الطلابية في الجامعات الامريكية تحديدا وتأثيراتها البعيدة المدى على الاتجاهات السياسية والتحولات الثقافية المجتمعية لدى شعوبهم .
فهل تمضي اسرائيل قدما في اجتياها ما تبقى من مناطق وماذا عن اليوم التالي التي يبدو انها لم تتحضر له جيدا على ضوء المنجزات العسكرية التي حققتها القوات الاسرائيلية في القطاع والتي تقول ويعترف كبار المحليلين الاستراتجين ومسؤوليها ان الخطط لم تحقق اهدافها الموضوعة لتلك الاستراتجية على ضوء الحقائق التي انتهت اليها واولها القضاء على المقاومة و هزيمة حماس والمنظمات الاخرى وانهاء وجودهم في القطاع .
و عملية عسكرية اجتياح رفح وهي مدينة ليست كبيرة وباهمية مدينة خان يونس او غزة قد يرضي المتشددين والعقلية الاسرائلية المتوترة ولكن لا يضيف الى المنجزات العسكرية شيئا او يقلب التوازنات القائمة و يؤثر على مسار المفاوضات باعتبار ان رفح وبحسب التصور الاسرائيلي اخر المعاقل التي تحتمي بها المقاومة الغزية ومنطق الامور ان المقاومة قد تستسلم بحسب العقلية الاسرائلية هذه . وهذا مناف للواقع ومنطق المقاومة بل قد تضيف من الخسائر الى سجل الخسائر الاسرائيلية دون تعديل في موازين القوة وهذا ما لا يرغب به الجيش الاسرائيلي نفسه ويعرفه.
بالتأكيد الدخول الى رفع هي آخرخطط العمليات الاسرائية فهل تكون عملية عسكرية جدية
او ان العملية هي دخول استعراضي يمهد الى الانتقال اعلان اتفاقية وقف الحرب حيث ان مسودات الاتفاق والمقترحات المصرية والقطرية وحتى الامريكية التي يقوم بها رئيس وكالة الاستخبارات الاميريكية الذي لم يترك المنطقة منذ السبت الفائت بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب في قطاع غزة، هي الأفضل منذ بدء المفاوضات، وأن حسم بنودها بات وشيكا وما اعلان حركة حماس عن قبول المقترحات المصرية ‘لا احداها ،والكرة الان في الملعب الاسرائيلي حيث الحسابات الخاصة لكل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، واطراف الاخرى في حكومته هي ما يعقد اتخاذ القرار السياسي بالموافقة على الصفقة،
فهل تمهد عملية رفح سواء اكانت عسكرية او استعراضية واللالفاظ الواردة في نصوص الاتفاقية المطروحة من وقف القتال وانهاء الحرب حيث حلت مكانها بتعبيرات والفاظ الهدنة المستدامة مقدمة تدفع الاطراف الاسرائليون الى تجاوز اختلافاتهم و الموافقة على البنود الاتفاقية المقترحة
-بقلم جمال الدين خالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *