الخوف من الكوليرا يتزايد… ماذا نأكل ونشرب؟

جاء في “أخبار اليوم”:

لم يطوِ اللبنانيون بعد صفحة وباء كورونا، لـ”يهلعوا” مجددا من “الكوليرا”، لسان حالهم، ماذا نأكل وماذا نشرب؟!

على الرغم من ان الكثير من اجراءات الوقاية قد تآلفوا معها، ولكن حين يحصل التفشي… فلا رادع امامه! لا سيما حين يكون وضع المستشفيات صعب، كما ان قدرات الناس المادية “على قدها”.

يدعو الدكتور عاصم عراجي (رئيس لجنة الصحة النيابية السابق) الى عدم الخوف المبالغ، قائلا: في مقارنة مع كورونا كنا امام وباء جديد انتشر بسرعة كبيرة بين مختلف دول العالم ولم يكن لدينا الكثير من المعلومات عنه، مما ادى الى اعداد كبيرة من الوفيات على مستوى العالم، وقد استمر الامر لسنتين لنعرف المزيد عن تركيبة هذا الفيروس.

ويضيف في حديث الى وكالة “أخبار اليوم”: الكوليرا ليس مرضا جديدا بل لدينا المعلومات الكافية بشأنه منذ زمن طويل، وموجات منه ضربت دولا عديدة من العالم على مدى العقود السابقة، وهو لغاية اليوم يستوطن في عدد من دول العالم لا سيما الفقيرة منها في افريقيا وافغانستان… واضف الى ذلك انه سنويا تسجل اكثر من اربعة ملايين اصابة عالميا ما يؤدي الى وفاة اكثر من 50 الف شخص.

وردا على سؤال، يشير عراجي الى ان علاجات الكوليرا معروفة ومتداولة، لا سيما من خلال الامصال المتعلقة بمعالجة الاسهال الى جانب تناول السوائل المتوفرة في الصيدليات التي تحول دون جفاف الجسم.

وفي سياق متصل حذّر عراجي من سرعة انتشار الكوليرا نتيجة لتلوث الماء والمواد الغذائية، آسفا الى ان البنية التحتية للمياه في لبنان سيئة جدا، خصوصا وان محطات ضخ مياه الشرب في معظمها متوقفة، فيضطر الناس الى الاستعانة بالمياه من أبار غير موثوقة او غير نظيفة وقد تكون متلاصقة لجور الصرف الصحي، اضف الى ذلك التلوث في عدد من الانهار منها الليطاني، معتبرا ان هذه كلها بيئات حاضة لبكتيريا الكوليرا.

واذ يشدد على ان الوقاية تساهم كثيرا في الحد من الانتشار، يدعو عراجي الى غسل الخضار والفواكه جيدا.

وهنا سئل، ماذا عن المنتجات الزراعية التي تنمو تحت الارض (كالبطاطا والجزر والفجل….)، يلفت عراجي الى امكانية تناول مختلف انواع الخضار والفواكه شرط ان تغسل وتعقم بشكل جيد، من خلال اضافة مادة الكلور الى المياه المنزلية، اضافة الى الطهي الجيد على درجات حرارة عالية.

وكانت انطلقت “شرارة” الكوليرا من أحد مخيمات اللاجئين السوريين في عكار شمال لبنان، قبل أن تتوسع رقعة انتشارها في البلدات المجاورة لتصل الى مخيمات عرسال في البقاع الشمالي على الحدود بين لبنان وسوريا، وإلى عدد من المناطق في أقضية المنية الضنية، وطرابلس وبعلبك وكسروان وزحلة وزغرتا وبعبدا.

وقد وصل العدد التراكمي للاصابات إلى 287، والمشتبه فيها 718 حالة، كما سجل عدّاد الوفيات لغاية يوم امس 11 وفاة.