“استغلال جنسي” للأوكرانيات في بريطانيا!

كشفت صحيفة الـ”تايمز “البريطانية أن اللاجئات الأوكرانيات إلى بريطانيا، يتعرّضن للاستغلال الجنسي.

وفي تحقيق أجرته الـ”تايمز”، تبيّن أن اللاجئات الأوكرانيات اللواتي يستخدمن مجموعات “فيسبوك” للعثور على منازل آمنة في المملكة المتحدة، يواجهن خطر الاستغلال الجنسي.

وكشفت الـ”تايمز” بأن مراسلًا متخفيًا للصحيفة قام بنشر رسالة على إحدى أكبر المجموعات على “فيسبوك” للمُضيِّفين في المملكة، مدعيًا أنه فتاة تدعى ناتاليا، تبلغ من العمر 22 سنة، وأنها من كييف التي تعرضت للقصف، وبعد دقائق فقط من ذلك، تلقى كمًّا هائلًا من رسائل غير لائقة تحمل إيحاءات جنسية، من رجال يسعون لإقامة علاقات.

وفي هذا الصدد، يقدم بعض الرجال على الكذب بتوفر عدة غرف نوم في منازلهم، مدعين أنها ذات سرير واحد، فيما اقترح أحدهم مشاركته السرير، وكتب قائلا: “لديَّ سرير كبير، يمكننا مشاركته والنوم معا”، أما آخر، فبعث برسالة صوتية يقول فيها: “أنا مستعد لمساعدتك، ويمكنك أيضا مساعدتي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن ناتاليا “المزيفة” نشرت في رسالتها أنها تبحث عن منزل آمن وعن الرعاية، وقد نشرتها على العديد من مجموعات “فيسبوك”، بما في ذلك الخاصة بـ” إقامة اللاجئين الأوكرانيين في المملكة المتحدة”، والتي تضم 50 ألف عضو، وبعد ثلاث دقائق فقط، أرسل رجل يضع على ملفه الشخصي صورة لجذع عليه وشم، قائلا: “هل أنت بمفردك”.

وتبين الصحيفة أن هذا الرجل البالغ من العمر 74 سنة، يقترح إقامة علاقة متكررة، مبديًا وعوده بالزواج، مضيفًا أنه بصفته الراعي لـ”ناتاليا”، كما يظن، سينتقل إلى الأريكة في غرفته المكونة من سرير واحد، بينما تنام هي على السرير، تاركًا ملاحظة يقول فيها: لا تقلقي، أنا لست مهووسًا بالجنس، أنا لست من ذلك النوع من الرجال.

وفي المحصلة، بلغ مجموع الرسائل التي تلقتها “ناتاليا” 75 رسالة على مدار يومين، كانت 41 منها رسائل خاصة من رجال غير متزوجين ويعيشون بمفردهم، كما قالت الصحيفة، التي أضافت أنه بموجب مخطط الحكومة “منازل لأوكرانيا”، يتوجب على البريطانيين الذين يستضيفون لاجئات أوكرانيات الارتباط بهن، وهذا ما دفع بعشرات الآلاف منهن للجوء إلى البحث في مجموعات “فيسبوك” غير النظامية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إنشاء خدمة مدعومة من الحكومة البريطانية، تديرها “مؤسسة إعادة التعيين الخيرية”، وتهدف إلى إحداث توافق بين المُضيِّفين واللاجئين، لكنها بدأت العمل منذ أسبوع فقط، وتقتضي شروطها أن الراغبين في الانتقال إلى المملكة المتحدة يجب أن يكون لديهم كفيل هناك قبل طلب التأشيرة، وعلى هذا الأساس، وجه رجل يبلغ من العمر 43 سنة يعمل طاهيًا في لندن، عرضاً إلى “ناتاليا”، يقول فيه بأنه قادر على توفير مساحة صغيرة وسط لندن، مع إمكانية توظيفها كنادلة، وقد أرسل صورا تظهر الشقة الصغيرة الخاصة به، لكنها بالتأكيد ليست الغرفة المقترحة لنوم اللاجئين؛ حيث تهرب من الإجابة عن شكل السرير ومكان نوم “ناتاليا”، وفي نهاية المطاف اقترح عليها مشاركته السرير، غير أنه وحين واجهه أحد المراسلين في إطار مخطط التوافق، أصر على أنه يملك سريرًا ثانيًا في شقته، وأنه سيكون سعيدًا بمساعدة شخص ما، مضيفًا أنه أعزب، وإن وصلت المرأة المناسبة سيكون سعيدًا بلقائها
ونوه التقرير إلى أن التوجيهات الحكومية تحتم على الأشخاص الذين يتقدمون بعروض الرعاية، اجتياز فحص الكمبيوتر التابع للشرطة الوطنية، وبمجرد توجيه اللاجئ إلى الراعي، يصبح التصريح وإجراءات المنع مطلوبة للتحقق من المُضيِّفين البالغين؛ حيث ادعى آخرون أن لديهم منازل كبيرة، غير أنهم اعترفوا لاحقًا بوجود غرفة نوم واحدة، كما عرض آخر، وهو طالب دكتوراه يبلغ من العمر 30 عامًا، منزلًا مكونًا من ثلاثة أسرة، غير أن شريط الفيديو الذي أرسله أظهر شقة بغرفة نوم واحدة فقط، في حين قام آخر بتدبير صور يتظاهر فيها لاجئ أوكراني على أنه فرد من العائلة.

ونقل التقرير عن لويز كالفلي، رئيسة الخدمات والحماية في منظمة “حركة اللاجئين”، قولها: “إننا أمام مخطط تديره الحكومة، غير أنه يترك النساء عرضة لمخاطر الاستغلال الجنسي”، فيما عبرت “حركة اللاجئين” نفسها عن مخاوفها من أن إجراء المجالس المحلية لفحص منازل الكفيل قبل وصول اللاجئ قد لا يحدث دائمًا بشكل صحيح، وقالت المؤسسة الخيرية إن بعض المجالس بالفعل كانت تقوم بعمليات التدقيق على الطاولة أو عبر عمليات افتراضية عن طريق تصفح صور المنازل في أجهزة الكمبيوتر.

وأضافت كالفلي أن السجلات الجنائية لا تكشف عن الأشخاص من ذوي السوابق في التحرشات الجنسية، ما يسمح لهم بالتسجيل واجتياز الفحص لاستضافة لاجئين في منازلهم، مشيرة إلى أنه في حالة استمرار هذا المخطط على هذا النحو، فليس هناك مجال للشك بأن بعض اللاجئات سيتعرضن لمواقف خطيرة.

ونقلت الصحيفة عن باتريشيا دور، الرئيسة التنفيذية لجمعية “كل طفل محمي ضد الاتجار”، تعبيرها عن قلقها الشديد بشأن افتقار مخطط “منازل لأوكرانيا” إلى الضمانات والحماية، فيما تقول وزارة الإسكان والتجمعات إن مخطط “منازل لأوكرانيا” قد صمم ليوفر ضمانات محددة، بما في ذلك فحوصات أمنية لجميع الرعاة، من طرف وزارة الداخلية والسلطات المحلية.

وبخصوص مجموعات “فيسبوك” التي تنتشر عليها صور الاستغلال هذه، فإن مؤسسة “ميتا” المالكة لـ”فيسبوك” تقول: “إننا نتعامل بجدية بالغة مع أولئك الأشخاص، على قلتهم، الذين يحاولون استغلال مجموعات فيسبوك للإساءة إلى الباحثين عن مأوى آمن، وسنتخذ الإجراءات اللازمة ضد كل محتوى يخل بلوائحنا أو ينتهك سياستنا”.