الحريري “راجع” إلى الحياة السياسية؟

ستعيد عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت النكهة الى الحياة السياسية والحيوية الى الشارعين السني والوطني بشكل عام، فقرار العودة اتخذ وسيلبي سعد الحريري نداء الجماهير المشاركة في مهرجان 14 شباط بالبقاء في بيروت، والتراجع عن تعليق العمل السياسي والتحضير للعودة الى السراي الحكومي مع العهد الجديد.

وفي معلومات لصحيفة “الديار”، ان الحريري لم يكن لياخذ قرار العودة وممارسة النشاط السياسي، لولا الموافقة السعودية و”قبة الباط”، من دون ان يعني ذلك ازالة الجفاء معها في ظل الكم الهائل من الملفات المتشعبة العالقة بينهما.

وبحسب معلومات “الديار”، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل شخصيا في هذا الملف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لترتيب اوراق الحريري في الرياض ونجح في ذلك، وان مستشار الحريري الروسي جورج شعبان لم يهدأ بنقل الرسائل بين الحريري في الامارات ونائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط بوغدانوف على مدى الشهرين الماضيين، ونقل بوغدانوف الى القيادة السعودية تمسك الحريري بالعلاقة مع الرياض والعمل ضمن الثوابت السياسة السعودية التي ردت بعدم الممانعة في العودة الى بيروت.

وتأتي عودة الحريري بالتزامن مع النهج السعودي الجديد في التعامل مع ازمات المنطقة، والانفتاح على ايران وروسيا والصين ورفض الدخول باحلاف عسكرية ضد الحوثيين ووصول القائم بالاعمال السعودي الى دمشق السبت رغم المعارضة الاميركية، بالاضافة الى المقاربة الجديدة للملف اللبناني القائمة على الانفتاح على الجميع، فالحريري دفع ثمن السياسات السعودية المتشددة ضد “حزب الله” منذ العام 2015 ورفضه خوض المواجهة معه على الارض وتدمير البلد، وستساعده السياسة السعودية الجديدة تجاه محور المقاومة على تجاوز الكثير من الملفات الداخلية بمقاربة مختلفة والعمل بظروف مريحة.

وفي المعلومات، ان موسكو ستشهد محطات لبنانية قريبا مع سعد الحريري ووليد جنبلاط وغيرهما، والرئيس بري الذي كان اول المرحبين بعودة الحريري قادر على اعادة خطوط التواصل بين الرجلين، وتبقى المشكلة امام رئيس المستقبل بالشريك المسيحي في ظل القطيعة مع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

يذكر ان استعادة الدور والوهج الداخلي والعربي والدولي مرهونة بقدرة الحريري على الحشد الجماهيري في 14 شباط والقول للجميع: القرار لي سنيا؟ وعندها ستفتح كل الابواب التي اقفلت منذ سنوات وسنوات، والجميع بانتظار 14 شباط، حيث بلغ الاستنفار لدى كوادر المستقبل اقصى درجاته مع رفع الصور والشعارات وتامين النقل المجاني من كل المناطق الى بيروت .