حانَ الوقْت لأُغادر “حيرة المستقبل” …بقلم سمية يقظان

قالت لرفيق دربها والحزن يأخذ مكان عميقا في داخلها:

أظنُ أنهُ حانَ الوقْت لأُغادر …..

لأرحل عَن مَكان ليسَ بمكاني،عن أصدقاء ليسوا بدائمين لي بل هم دائمون ويَنتمُون لغَيري ،لَعَلّي أرْحل عنهُم جميعاً وأستقبل وحدَتي التي لطالما كانت ظلمتي، وفي الوقت ذاته نجَاتي.لا أدري لمَن أنتمي.. ولكنْ الذي أَعرِفه جيداً أنني أنتَمي لسريري،لثيابي،ولتفاصيلي الصغيرة البَعيدة بُعدَ الكوْن عن هَذا العَالم،حيث أنا في اللاوجود حيث كل شيء موْجود.

أريدُ أن أكسب شهرة ومعالي لأرى قيمتي في نجَاحي كيف أستطيع أن أحقق نجاحاً يُذكَرُ حتى بعد موتي ؟وأجعل كل من يراني يذكرني. لا أريد أن أذهب من هذه الحياة وكأن شيء لم يكُن،فرسالتي تكمن في أعماقي، وداخلي عالم واسع من المعرفة،الثقافة،الإيمان في الحياة وحتى إدراك لعبة الحياة.

يقولون:”الحياة لعبة” صحيح أن الحياة لعبة ولكن لكل لعبة أساسيات وقواعد وإن لم تجد معرفتها ستقّع في حفرة اسمها”ضحية الحياة”.نعيش الآن يا صديقي في زمن المظاهر، الجميع يتنافسون من سيكسب المال،الشهرة الزائفة التي تعتمد على كل ما هو تافه وساخر،والأكثر من ذلك أننا أصبحنا ندعم “التفاهة”وكأنها محور الكون،والكون في وجوده معتمد عليها،فأصبحت تشكل أوكسجين الإرهاق لكل عقل ناضج ومثقف.

أشْعُر وكأن الأيَّام تمضي والعمرُ ينقضي ،تَتكاثرُ الأحزان والصَبر ينجلي.أيقنتُ مع مرور الوقت بأن القُلوب تاهَت في مصَارع الخوفِ باتَت،حزن يتلوه حُزن بَينما الفرَح غائب لمُدة رُبما حَزِنَ وحُزنه ودموعه دامت عمراً.

صديقتي الغالية :

أما أنا ….

سأكتب مجدي بيدي لأقف على شرفة نجاحي وأقول فَعلتُها.ذهبت الأيام وها أنا أنظر إليها ولا أرى الا ضعفي وانكساري ،دعمي للآخرين ونسياني لنفسي جعلني لا شيء بعين أحلامي. أرى الآخرين يجتازون خط أحلامهم، وأنا في البداية لا طريق يرشدني، ولا هدف يسعفني، أرى هدفي يسألني دائما هل عرفت ما الذي تبغاه أَم لا زالت الحيرة تأكل يومك؟

غاليتي وصديقتي في كل الأوقات ،أنا بانتظارك لتدرك نفسك جيدا، ونتعاون سوياً ونخوض معا هذه الحرب ضد أعدائنا: “الخوف ،الحيرة ،التفكير”.

هيا…فَكِّري أجلسي وركِّزي جيدا ..وخذي من نقطةِ خوفك نقطة لنجاحك.وتذكري أنه وفي أي لحظة من الممكن أن تتحول نقطة الضعف الى قوة تبشر بضياء مستقبلك وآمالك. ونصيحتي تتجسد بأن تنسجي “خيوط نجاحك بيدك”،أعلم أن الحيرة تقتل والعقل يذبل من شدة التفكير،وأن الدمع أخذ نصيبه من العين. أعلم كل هذا، لذا أريدك أن تمدي بساط الريح لتسافري به إلى مرادك الحقيقي.

لكل منا طريقه الخاص وليس أحد بسابق أحد،فلكل منا خطوته وسعيه ورسالته،وتجاهلي صراع مواقع التواصل الاجتماعي فكل ما تراه عينيك ما هو الا فساد لروحك،صديقتي إن مقارنة أنفسنا بغيرنا ما هي إلا نار شاعلة تلتهم كل موهبة في داخلنا حتى تحولها لرماد.رسالتك تكمن في حبك للأشياء التي تبهج روحك وتسر فؤادك وتأخذ بسمة من صندوق ذكرياتك.

الحزن يستقر في داخلك اليوم وغدا سيحزن الحزن بسبب دخول الأمل لحياتك،وفي الإيام القادمة سيدخل ضيف جديد هو “الفرح”انه بانتظارك لتستقبليه أحسن إستقبال فتجاهلي يا غاليتي كل من يقذف قنبلة الأسى في داخلك،واجعلي قنبلة نجاحك تنفجر في نقصه.