دراسة عن شركة لايك ديجيتال وشركائها : التحديات والفرص الجديدة المُتاحة في سوق العمل في ظل تطور الذكاء الإصطناعي

كشفت شركة لايك ديجيتال وشركائها في أحدث دراسة أصدرتها عن تحول جذري يشهده عالم التسويق وسوق العمل بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي سيلعب دورًا محوريًا في تحسين وتخصيص تجارب المستهلكين وتطوير استراتيجيات العلامات التجارية واستغلال فرص جديدة لمعالجة تحديات سوق العمل.

وأكدت الدراسة أيضًا أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي وغيرها، قد أدى إلى ظهور فرص جديدة تجعل عمليات التسويق أكثر فعالية وتحقيقاً لنتائج ملموسة. كما تمكنت تلك الأدوات من تحقيق تحسينات كبيرة في تفاعل العلامات التجارية مع العملاء، حيث تم تحسين خدمة العملاء وتوفير تجارب شخصية أكثر تخصيصًا وراحةً للمستخدمين.

كما وضحت الدراسة أنهُ بفضل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، يتوقع أن يستفيد سوق العمل ومجال التسويق من طيف واسع من التحسينات والفرص الجديدة. حيث ستسمح قدرات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات الضخمة واستخراج أنماط معقدة وتوجيه التسويق بشكل أكثر استهدافًا وفعاليةً. كما سيتمكن المسوقون من تطوير استراتيجيات مبتكرة وقوية، والتفاعل مع العملاء بشكل أكثر تخصيصًا، مما يؤدي إلى زيادة التفاعل وتعزيز الولاء للعلامة التجارية. بشكل عام، يظهر التطور المستمر للذكاء الاصطناعي واستخدامه الواسع أنه يمثل فرصة حقيقية لتحقيق تقدم كبير في سوق العمل ومجال التسويق.

كذلك أظهرت أن الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي في سوق العمل يتمثل في قدرته على فهم المستهلكين بشكل أفضل، وتقديم التوصيات المناسبة والمحتوى الملائم في الوقت المناسب عبر الإنترنت حسب الحاجة.لكن الجانب الأساسي والحاسم في استراتيجية الذكاء الاصطناعي غالبًا ما يتم فيه تجاهل التفاصيل الدقيقة. لذلك، يجب أن يكون التركيز الأساسي لأي استخدام ناجح للذكاء الاصطناعي في المجال التجاري هو تحقيق فهم عميق لاحتياجات وتفضيلات المستهلكين. وبينت بأن الاستخدام الأكثر فائدة للذكاء الاصطناعي في سوق العمل يكمن في قدرته على فهم المستهلك بشكل أفضل وتقديم توصيات مناسبة ومحتوى ملائم في الوقت المناسب عبر الإنترنت عند الحاجة، لكن غالباً ما يغفل هذا الجانب الأساسي والحاسم في استراتيجية الذكاء الاصطناعي أدق التفاصيل، لذا فأن الأساس الذي يجب أن يقوم عليه أي استخدام ناجح لأدوات الذكاء الاصطناعي في المجال التجاري هو الحصول على فهم عميق لاحتياجات وتفضيلات العملاء. تحدثت كذلك عن ضرورة مواجهة التحديات الأخلاقية التي تنشأ من استخدام بيانات المستهلك في تطور الذكاء الاصطناعي في سوق العمل وتحسين تجارب المستهلكين على الرغم من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق تفضيلات المستهلكين وتقديم تجارب مخصصة، إلا أنه يتعين علينا أن نناقش مصدر هذه البيانات ومدى أخلاقية الحصول عليها. وبهذا السياق، تعتمد بعض الأدوات المستخدمة في هذا المجال، مثل تطبيقات شات جي بي تي (ChatGPT) ومد جيرني (Midjourney)، على المعرفة والمحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة مبدعين وكتاب.

حيث قامَ هؤلاء الأفراد بتطوير أعمالهم الأصلية وابتكار محتوى ذو جودة عالية. وهنا تُطرح الأسئلة الهامة: هل يجب أن نعتمد على هذه الأدوات ونمنح الفضل للذكاء الاصطناعي أو للأفراد الذين قاموا بالعمل الأصلي؟ وهل هذا ممكنًا في الواقع؟ كما أنَ النجاح الحقيقي للذكاء الاصطناعي يكمن في أن يصبح غير مرئي للجمهور وفي الوقت نفسه يستمر في تقديم قيمة فعّالة.

أما في الوقت الحاضر، يشهدَ تطبيق شات جي بي تي ChatGPT ضجة إعلامية كبيرة ويستقطب اهتمامًا كبيرًا من الجمهور ومع استقرار الوضع، سيطرح الناس فيما بعد العديد من الأسئلة المتعلقة بالأخلاقيات والبيانات والأمان الوظيفي وغيرها، وستصبح هذه المواضيع ذات أهمية هائلة خلال الأشهر الـ12 المقبلة. فقد شهدنا مخاوف مماثلة عند ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قبل 10 سنوات، وما زلنا نواجه الكثير من هذه الأسئلة التي لا تزال بدون إجابة. بينما يستمر التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، يجب أن نواجه هذه التحديات الأخلاقية ونعمل على تطوير إطار عمل يحمي البيانات ويضمن الأمان في نفس الوقت، وسيتطلب ذلك بناء أنظمة وسياسات تحفظ خصوصية المستخدمين وتمنحهم السيطرة على بياناتهم الشخصية، لكي يتمكن الجمهور من فهم استخدامات الذكاء الاصطناعي والثقة فيه بشكل أكبر.وقد توصلت الدراسة إلى أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الذكاء الاصطناعي هو قدرته المحدودة على المعرفة، حيث يتعلم فقط من المعلومات التي يتم تزويدهُ بها من قبل المستخدم. حيث يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على التعبير عن المشاعر أو الردود العاطفية بالطريقة التي يستطيع الإنسان القيام بها. علاوة على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يفهم المعلومات المتاحة له من الماضي، بينما يستخدم البشر المعرفة والمشاعر الحالية عند الحديث عن الماضي.

حيث يتأثر الإنسان بالبيئة المحيطة به وبعوامل نفسية مثل جودة النوم ومشروب القهوة التي استهلكها في الصباح، وهذا التأثير يشكل جانب أساسي في العقل الإبداعي البشري ويؤثر على الأفكار والتصرفات اليومية مما يجعلهُ متوفقاً على الذكاء الإصطناعي بعدة أشواط . لذا فقد يسعى مطوري الذكاء الاصطناعي مستقبلاً إلى تمثيل الموجة المستقبلية من خلال تكرار بعض من هذه الأنماط العصبية والتفكير البشري ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة كبيرة بين التقنية الحالية للذكاء الاصطناعي والقدرة على التفاعل مع العالم الخارجي بنفس الطريقة التي يقوم بها الإنسان.

نحن لا نزال بعيدين عن تحقيق التفاعل المتكامل بين الذكاء الاصطناعي والبيئة والتجارب الإنسانية التي تؤثر على تفكيرنا وسلوكنا بشكل يومي. وأخيراً ختمت الدراسة مبينةً إلى أن التكنولوجيا غير المنظمة في استخدام المستهلك تعتبر واحدة من أكبر التحديات التي لم تكتشفها بعد منصات التواصل الاجتماعي. حيث لا يزال عالمنا يشهد حالياً ظهور المزيد والمزيد من التقنيات التي تتفاعل مع المستهلكين، وقد تمثل هذه التطورات تحدي كبير للشركات التي تعتمد على التبني التقليدي. لذا، ستحتاج المؤسسات إلى تحسين أساليب عملها باستخدام هذه الأدوات الجديدة ووضع معايير واضحة لاستخدام المستهلك في المستقبل. كما يتعين على الشركات أن تكون أكثر حذرًا وإلتزاماً بالقواعد الأخلاقية والمعايير لضمان استخدام التكنولوجيا بشكل يحقق قيمة فعالة للمستهلكين ويحافظ على سلامتهم وخصوصيتهم.