إيلي شويري رحل.. الزمن الجميل احتضر!

/محمد جابر/

من منا لم يسمع “صف العسكر” و”تعلا وتتعمر يا دار” و”بيلبقلك شو ما عملتي”؟، وغيرها الكثير من أغنيات ذاك الزمن الذي لن يعود، زمن إيلي شويري والكبار الذين غابوا وتركوا الفن يحتضر!

لم يكن إيلي شويري إسماً عادياً، ولا رقماً من الأرقام، بل فنان جامع يكتب ويلحن ويغني للوطن والإنسان والجيش والقرية.

ترك شويري أثراً في المدرسة الرحبانية التي انتمى إليها، ورغم خروجه منها بخلاف إلا أنه ظل مثالاً للأخلاق السامية في التعامل مع الأخوين الرحباني، فقد شارك معهم بأهم الأعمال المسرحية والتي تزيد عن 25 عملاً، منها “الشخص”، “فخر الدين”، “الليل والقنديل”، “صح النوم”، “دواليب الهوا” وفيلم “بياع الخواتم”.

ترك ايلي شويري بصماته في مهرجانات بعلبك منذ عام 1963، وفي بداياته بعمر الـ 24 عاماً، قدّم أجمل الأغنيات التي اشتهرت في حينها، ومثّل في مسرحية “الشلال” لروميو لحود، علماً أن شويري كان يقيم في الكويت وحبه للفن دفعه إلى العودة للبنان.

الجمهور السوري كان يعشق شويري، حيث قدّم الأخير مئات الحفلات في الشام بناءً على طلب من الحكومة السورية، وكان ينتقل دوماً بين بيروت ودمشق، الأمر الذي حسّن من وضعه المادي.

عام 1966، تزوج إيلي شويري من عايدة ابي عاد ورزق منها بثلاث بنات، هنّ نيكول وكارول وسيلينا، واشتهر في برنامجه الإذاعي “يا الله” عبر إذاعة صوت لبنان، ومن خلاله كان يعلّق على الأحداث والتطورات في البلاد.

كرّمه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في أخر عهده، بعد أن أصيب بمرض العضال وغاب لفترة طويلة، إلى أن نال منه المرض مساء الأربعاء 3 أيار 2023، فرحل تاركاً وراءه أعمالاً فنية خالدة في ذاكرة لبنان.