سقط الفندق على رأسيهما في إنطاكيا – قصّة إيلي وباسل المأساوية

قد يصل عدد اللبنانيين المفقودين في تركيا إلى العشرات جرّاء الزلزال الضخم الذي ضرب البلاد فجر الإثنين الماضي، لا سيما أن السفارة اللبنانية في أنقرة سجّلت أكثر من 25 إتصالاً من أهالي لبنانيين أبلغوها عن فقدان الإتصال بأبنائهم في المناطق التي ضربها الزلزال، وبينها عائلات بأكملها.

زلزالٌ كارثيّ بقوّة 7.8 درجات على مقياس رختر هدّم جنوب تركيا وشمال سوريا ووصلت إرتداداته إلى لبنان، حيث إرتفع إجمالي عدد القتلى حتى ساعة إعداد هذا التقرير، إلى أكثر من 5000 شخصاً في البلدين.

ناهيكم عن المصابين والمتضررين والمفقودين الذي تجاوز عددهم عشرات الآلاف.

سيعرض لكم هذا التقرير قصّةً مأساوية للبنانيين من بين عشرات المفقودين اللبنانيين، وصلا إلى تركيا وتحديداً إلى فندق “OZCHIAN” في إنطاكيا قبل ساعات قليلة من حدوث الزلزال:

باسل حبقوق من بلدة مغدوشة وإيلي حداد من بلدة كفرمتى، يمتلكان باصات مخصّصّة للرحلات البريّة، ينقلان الركاب داخل الأراضي اللبنانية وخارجها كسوريا والأردن وتركيا.

وعند كل فرصةٍ معينّة أو فترةٍ زمنيّة، يسافر باسل وإيلي إلى تركيا لشراء بعض القطع والمعدّات اللازمة لتجهيز وصيانة الباصات.

قرّر اللبنانيان السفر هذه المرة أيضاً، للحفاظ على مورد رزقهم خصوصاً في ظل الأوضاع الإقتصادية العصيبة التي يمّر بها لبنان، ليحصل ما لم يكن في الحسبان.

وصلا إلى فندق “OZCHIAN” في هاتاي يوم الأحد الماضي قبل ثلاث ساعات من حدوث الزلزال وفق ما صرّح به شقيق باسل .

ولم يبق حجرٌ على آخر في هذا الفندق الذي تهدّم بالكامل وسقط فوق رؤوس قاطنينه، وطالت الأضرار كافة هاتاي في إنطاكيا التي تبلغ مساحتها أكثر من 5400 كلم 2.

عملية البحث عن المفقودين والناجين ومن بينهم باسل وإيلي لم تتوقّف منذ ساعة حدوث الزلزال، وكلّما يتقدّم الوقت تضيق الفرص والآمال برؤيتهم على قيد الحياة، خصوصاً أن صعوبات كثيرة تعترض عمليات الإنقاذ بفعل الردم وصعوبة التنقل للفرق المختصّة.

أما عن اللبنانيين الذين كتب لهم عمراً جديداً، أكّد القنصل اللبناني في أنقرة وسام بطرس، في حديث لـ “سبوت شوت”، أن عدداً من اللبنانيين الموجودين في منطقة غازي عنتاب نجوا من الزلزال وهم بخير، لكن البعض منهم محتجزين في سياراتهم يحاولون الوصول إلى أنقرة واسطنبول للتوجه إلى المطارات ولكن الطرقات مقطوعة بسبب التشققات والردم “.

نحن في سباقٍ مع الزمن، ما بين الأمل واليأس ، أمل بمزيد من الاحياء تحت الردم ويأس من فقدان الأحبة في طرفة عين، ولا يسعنا إلا الدعاء بأن يتغلب الأمل على اليأس سائلين الله أن يرحم الضحايا ويعيد المفقودين إلى أهلهم سالمين.