“المرضى في لبنان…بين أمل الشفاء و جحيم الموت”

أصبح المرض شبحا يجتاح بيوت اللبنانيين،يمتص من عافيتهم و جيوبهم على حد سواء حتى بات اللبناني يتمنى الموت وان لا يمرض.كيف لا و فحصية الطبيب باتت تتراوح بين الأربعمئة الف ليرة لبنانية كحد أدنى و مليون ليرة او أكثر كحد أقصى حسب الاختصاص و (بريستيج) العيادات و المستشفيات.ولا تنته المعاناة هنا،فبعد زيارة الطبيب لا بد من المرور بالصيدلية و افراغ ما تبقى في الجيبة من أموال لشراء جزءا من الادوية المكتوبة اذا لا قدرة لذوي الدخل المحدود لشراء كل الدواء المكتوب سيما بعد الارتفاع الهيستيري لسعر الدواء.

اما الكارثة الكبرى،اذا كان الفرد بحاجة لدخول المستشفى او اجراء عملية ما…فهنا يحكم الفريش الدولار و لا شيء سواه ابدا..فالاجهزة الطبية و اجرة الطبيب هي بالعملة الامريكية فقط..فهل بات الموت ارحم لهذا المريض الذي يتوجب عليه بيع الصيغة او الاثاث او السيارة للاستشفاء؟ قد يكون ارحم لقلائل فقط، فبعض اللبنانيون لا يملكون ايا مما ذكر اعلاه، و كان يعولون على الوزارة العاجزة او على الضمان الاجتماعي المكسور الذي كان يجبر خاطر المريض قبل جبر كسره و لأم جرحه.علبة البنادول التي كانت تبلسم آلام الفقير بمبلغ لا يتخطى الستة الاف ليرة بات سعرها خمسة و ستون الف ليرة..فليذهب وجع الرأس الى الى الجحيم و نكمل نهارنا رغم الألم.هذا أبسط الأمثلة،فماذا عن ادوية السرطان المفقودة رغم غلائها الفاحش و ماذا عن أدوية الفشل الكلوي و ماذا عن أبر السكري و دواء الضغط؟و على من يقع الحق؟لمن يلجأ هذا المواطن الفقير الذي يخير بين الشفاء او البقاء كل الشهر بدون نقود؟هناك عدة سبل يلجأ اليها المواطن لتأمين كلفة علاجه ،منها و الاكثر تداولا التوسل للجهات النافذة في كل منطقة او الطلب من الجمعيات الأهلية لتؤمن له الدخول الى المستشفى او كلفة علاجه ،او عبر إطلاق نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي و التي غالبا ما تكون ناجحة و تؤمن كل الكلفة عبر جمع تبرعات من المقيمين و المغتربين و اخيرا عبر حكم الصداقة او المعرفة التي تربط المريض بالطبيب او بالجهاز الاداري في المستشفى.

تبقى هذه الوسائل نسبية و غير مضمونة.و ما يتوفر لمريض قد لا يتوفر لغيره و تقف أحيانا المبادرات الفردية عاجزة عن تغطية كل الحالات المتراكمة بشكل يومي، و لكنها بالرغم من كل شيء تزرع بعض الأمل في مواطن فقد كل ثقته بحكامه.ولا يتبادر الى ذهننا سوى الأسئلة التالية: اين اموال الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؟اين ميزانية وزارة الصحة؟اين الأدوية المدعومة؟اين وزارة الصحة، لماذا تسمح باحتكار و فقد الادوية؟ و ألأهم اين مصلحة حماية المستهلك؟لماذا يترك المواطن اللبناني يتخبط بمصيره و يترك المرض ينهش بلحمه؟اي لعنة حلت عليه حتى يسقط فريسة بيد سلطة غاشمة تقتل القتيل،لا توزع مناعيه و تستكر عليه اكليل زهر.

اريج عصام الدنف.