في قطر يلعبون وفي لبنان يراهنون… وباأرقام خياليّة..


لا شكّ بأن “المونديال” يحصد تفاعلاً جماهيرياً كبيراً بحيث أنّه الحدث الأهم رياضياً إن كان على الصعيد المحلّي أو العالمي. ولكن في لبنان، وكالعادة، لم يمر هذا الحدث مرور الكرام، بل كانت له حصة الأسد من حيث المراهنات على المباريات، التي شهدت خسارات فادحة وتسبّبت في “خراب” بيوت البعض!
فعلياً، شهد هذا الموسم منافسة “حامية” وغير متوقعة بين المنتخبات، فمنها من صَدَم الجمهور بتسجيله لأهداف غير متوقعة مثل السعودية، في حين أن منتخبات أخرى خسِرت واستُبعدت عن المونديال تماماً كألمانيا. وما بين الفوز والهزيمة خيطٌ رفيعٌ يترقبه السماسرة لجني الأموال على حساب المراهنين.
هكذا يحصل “الديل” في المقاهي!

كعادته اللبناني ينتهز الفرص كافة لكسب الـ”فريش” دولار بأقل جهدٍ ممكنٍ، إذ راح يُقامر على المباريات ويتوقع فوز هذا الفريق أو ذاك ابتداءً من 50 دولاراً أميركياً وصولاً إلى “الشيك عبياض”. يُخبرنا “م. ف.” وهو أحد السماسرة غير الشرعيين في محيط الشياح، أنه يقصد مقاهٍ معيّنة خلال فترة المونديال في المنطقة، والتي غالباً ما تضمّ عدداً كبيراً من المتابعين المستعدين للمقامرةبمبالغ عالية تصل أحياناً إلى الـ٥ آلاف دولار على “الماتش”، فإذا أصابت توقعاتهم تفوق أرباحهم ضعف المبلغ المُقامر به، أمّا إن خسروا، فعوضهم على ربّهم، ومنهم من عرض تسليفه أو توقيع شيكات دون التفكير بعواقب الخسارة أو احتمالها أساساً”.
“قبل موسم المونديال نتفق إجمالاً مع أصحاب المقاهي الذين يزودونا بمعلومات معيّنة حول الزبون، ونحن نستغل هذه المعلومات لنتقرّب منه ونقنعه بالمراهنة. فآليات الرهان تختلف وفقاً للزبائن، وإجمالاً لا يتمكن هؤلاء من الدخول في اللعبة بأقل من 5 مباريات، بحيث يعود الخيار إليهم إذا ما أرادوا المراهنة علىاللاعبين، أم الفريق الفائز، أم عدد التسجيلات أو حتّى عدد البطاقات الحمر والصفر لكلّ منتخب”، يقول السمسار.

النهايات ليست دائماً سعيدة، وهذا ما أكّدته مباراة السعودية التي سجلت هدفَين في المرمى الأرجنتيني، في نتيجة غير متوقعة أحبطت المراهنين وتسبّبت في خسارة معظمهم. أمّا ألمانيا، فحدّث ولا حرج، إذ تُصنّف من بين المنتخبات القويّة التي تشهد أعلى أجر من المراهنات، إلّا أنّه بخساراتها فَقَد 97 في المئة من المراهنين وفقاً للسمسار أموالهم، متسائلاً: “مَن كان يتوقع أن تغلب كوستاريكا أقوى فريق أوروبيّ؟”.
فرصة “سهلة” لكسب الأموال

لا شكّ بأن الشبان على وجه التحديد ينتظرون المونديال “على جمر” من موسم لآخر لاهتمامهم الكبير بالشأن الرياضيّ وخصوصاً كرة القدم. ولكن، لم تعد الأمور تسير على هذا النحو مؤخراً، إذ اتخذ بعضهم من المباريات فرصة للربح في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها البلد، لا سيّما مَن هم دون عمل، حيث فتحوا حسابات وهمية عبر الإنترنت لجذب الجمهور أو تمركزوا في المقاهي ليصطادوا فريستهم.
يقول سامر حرّاق (31 عاماً) وهو أحد الشبان الذين راهنوا على فوز السعودية في مباراتها بوجه الأرجنتين إنّه “لم يكن يتوقع فوزها ولكنه غامر بلحظة حماس، ودخل الرهان مقابل 200 دولاراً استردّهم ألفاً بعد ربحها من دون تكبّد أيّ عناء”، متسائلاً: “لِمَ عساي تحمل مدير في العمل وطلباته والجلوس وراء طاولة طيلة النهار ما دمت أستطيع كسب النقود بمنتهى السهولة؟”.


مواقع غير شرعية وأرقام خياليّة

انتشرت ظاهرة المراهنة على المباريات في لبنان منذ بداية الـ2000، غير أن القانون يمنع ويُجرّم المخالفين تحت طائلة المسؤولية، ولكن السماسرة لا يأخذون العقوبات المفروضة علي محمل الجدّ، إذ يحاولون بطرق مختلفة تسويق أعمالهم إن كان عبر مواقع غير شرعيّة بأسماء مستعارة أو عبر محال مختصّة لمَن يُريد التجربة مع خدمة الشرح المفصل المجانيّة.
إلى ذلك، يوفرّ السماسرة رفاهية الدفع بالدولار أو الليرة اللبنانيّة للزبون، وحتّى إذا كنت لا تملك المال فليست مشكلة لديهم، في ظلّ وجود أحد المُرابين الذي يُقدّم لك المال مقابل رهن عقار، سيارة أو ذهب و”بالفايدة”!
صحيحٌ أن المراهنة تبدأ من الـ50 دولاراً ولكن لا يوجد سقف معيّن يُحدّد إلى أين ممكن أن تصل، فمثلاً خسر مقامر أوسترالي قبل الأسبوع الماضي نحو 160 ألف دولار أميركي، بعدما راهن بذلك المبلغ الضخم على فوز المنتخب الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي، في مباراته أمام السعودية. والرهان كان سيعيد للمقامر نحو 180800 دولار إن حقّقت الأرجنتين الفوز، وهو ما يمثل ربحاً قدره 20 ألف دولار، مقارنة بالمبلغ الضخم الذي خسره، حسبما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
فماذا يُخبئ مونديال قطر بعد من المفاجآت لهذا الموسم؟