سنة على رحيل أسعد الأسعد!..ولم يبقى إلاّ طيب أثره وحسن أعماله في القلب والوجدان

تفاصيل غياب الأحبّة مُرهقة و ليالي فراقهم موحشة و مؤلمة تعصف بالقلب و الروح مع كل نسمة هواء و رمشة عين.كل شيء حولنا يصبح حافزا قوياً لخيالنا ليسترجع اجمل اللحظات و أقساها،كل الأحداث تذكرنا بهم، نستجمع قوانا و ندقق بكل من يوجد حولنا علّنا نسمع اصواتهم أو نقابل من يشبهَهُم و سدى نفعل.إلاّ أن الله سبحانه غيب وجوههم و ترك لنا طيب اثرهم و حسن اعمالهم ليبقوا في القلب و الوجدان ابدا.





ومن لم يعرف أسعد الأسعد، جهل طيبة و حسن اخلاق هذا الشاب الطموح الذي ما كانت الدنيا لتتسع لأحلامه.أسعد كان مثال الشاب المحبّ و المخلص لعائلته التي ترعرع في احضانها يتيم الأب. لم يتردّد أسعد يوما بتلبية سؤال محتاج او مساعدة الاخرين، فلقد كان سخيّاً بعطائه و محبته للغير. نجح أسعد بالدراسة و اختار طريق الصحافة المكتوبة ليبرز مواهبه و فنه في الكتابة، فأسس موقع أخبار عربية لنقل الاخبار بكل شفافية و موضوعية.لم يسعف القدر أسعد ليكمل مسيرته و يحقق المزيد من احلامه، فَفيروس كورونا المستجد، اختار جسدهُ موطنا له،و نال منه بعد صراع طويل ذاق فيه أسعد مر ألم المرض و ألم الوطن الذي عجز عن احتواء هذا المرض و تأمين الرعاية الصحيحة للمرضى.خانته نبضات القلب بعد ان انهكهُ التعب،استسلم لربّه راضياً مسلّماً. شُرعت ابوابه للموت و هلّل له،و كأنّه يلقي بثقل هموم الحياة جانباً و يرحل ليجاور ربه.

منذ سنة، رحل أسعد و ترك احلامه أمانة بيد امّه الثكلى و أخيه المفجوع و اصدقائه المذهولين من هول الصدمة. رحل اسعد و حط رحاله في مثواه الأخير في جبانة مرج علي_شحيم حيث امتزجت دموع الالم و آهات المحبين بعبق الزهور الفواحة التي افترشت قبره.رحل أسعد بجسده و وجهه البشوش و ستبقى صورته مرسومة في خيال كل من أحبّه و ذكراه جميلة بقلب كل من عرفه.ليتغمده الله بواسع رحمته و ليلهم ذويه الصبر و السلوان.

بقلم أريج الدّنف