ذكرى رحلة “أسعد الأسعد” قصيرة لم تتبلور فيها الامال و لم تتحقق فيها الاحلام…

حملتنا الاحلام ان نتوعد بشمس الربيع خيرا،و نتأمل بأن الأرض اذا ما تزركشت بألوانها ستدخل البهجة الى قلوبنا من جديد..الا ان ربيعنا كان غدارا،ظالما أنانيا..انتقى من بستان حياتنا اجمل السنابل و اكثرها عطاء و تواضعا..حرمنا الالوان الذي لطالما تغنينا بجمال الوانه..لبد حياتنا بالغيوم،ذلك الذي كانت زرقة سمائه تزيل عنا الهموم..

قدر الله و شاء ان يختار أسعد ليكون بجواره بعد رحلة قصيرة لم تتبلور فيها الامال و لم تتحقق فيها الاحلام،رحلة عمر قصيرة لن تكون ابدا عابرة بحياة كل من عرفه..

أسعد الشاب الطموح الخلوق المعطاء،كريم النفس،حسن الطباع،الذي ما كانت الدنيا لتتسع لأحلامه.أسعد الذي مد يد العون للقريب و البعيد،الذي أعطى من قلبه و كان صديقا للكبير و الصغير..أسعد الذي عشق الكتابة و تحرير الاخبار و الذي سعى جاهدا لتحقيق حلمه بتأسيس موقع اخباري و الذي امسى هدف كل من عرفه و أحبه..أسعد،اختاره الله ليكون أحد ضحايا كورونا في بلد أوهمونا أنه لم يكن من داع فيه للهلع.

أسعد أختاره الله سبحانه لأن الله يختار اولا الطيبين ليجاوروه..أسعد…تتبعثر الكلمات و يعجز القلم و الفكر عن ترتيبها،فالوجع الذي ألم بقلوبنا لفقدانك أكبر من ان يترجم بعبارات و جمل.. و والله لو ان الدموع تحاكي الورق لحولناها بين الايادي الى مغزلا يحيك اسمى الكلمات التي تعبر عما يجول في القلب و الخاطر المكسور..فليتغمدك الله بواسع رحمته و لتكن الجنة مثواك.ستبقى ذكرى جميلة طيبة في قلب كل من عرفك.

بقلم أريج الدنف