لبنان.. استمرار التظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية

أخبار عربية – بيروت

تتصاعد التحركات الاحتجاجية في بيروت وعدة مناطق لبنانية احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة غير المسبوق.

فقد خرج آلاف المتظاهرين في مسيرة جابت شوارع العاصمة بيروت، أمس الجمعة، مطالبين بإسقاط المنظومة الطائفية الحاكمة وتأمين حقوق المواطنين.

ودفعت الأزمات المتراكمة والمتداخلة، وفي طليعتها انهيار العملة الوطنية، بمجموعات المجتمع المدني إلى تكثيف التحركات الاحتجاجية والمسيرات في شوارع بيروت والمدن الكبرى.

وقال الأستاذ الجامعي باسل صالح إن المسيرة انطلقت من وزارة الطاقة مروراً بشوارع مار ميخايل المتضررة نتيجة انفجار مرفأ بيروت وصولاً إلى ساحة الشهداء.

ولم تقتصر الشعارات على المطالب المعيشية، بل علت أيضاً الشعارات السياسية المطالبة بحكومة إنقاذ من خارج المنظومة الحاكمة.

وبينما يرفض هؤلاء نظام المحاصصة الطائفية والحزبية، تعرقل أحزاب السلطة تشكيل حكومة جديدة منذ أشهر لضمان التوازن الطائفي والحزبي وتكريس مصالحها.

ويبدو واضحاً أن الغضب في الشارع اللبناني يزداد يوماً بعد يوم مع استمرار انهيار العملة وغياب الحلول السياسية أو الاقتصادية.

ويتجسد الغضب في مسيرات وتظاهرات متفرقة وقطع للطرقات، وسط توقعات بتسارع وتيرة هذه التحركات في الأسابيع المقبلة، مع الاتجاه لرفع الدعم التدريجي عن المحروقات والمواد الغذائية الرئيسية.

وكان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اجتمع مع مستشار رئيس الجمهورية أنطوان قسطنطين، لبحث الإجراءات التي سيتم اتخاذها لـ”وضع حد لتفلت سعر صرف الدولار”.

ومن بين هذه الإجراءات، تدخل المصرف المركزي لامتصاص السيولة لضبط سعر الصرف، كلما دعت الحاجة، والسماح للمصارف بالتعامل بالعملات الأجنبية وفق سعر صرف السوق، مثل الصرافين الشرعيين.

وشدد الرئيس اللبناني ميشال عون، على حاكم مصرف لبنان لجهة التشدد في لجم ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة.

ويعيش لبنان أزمة اقتصادية خانقة، يدفع المواطنون ثمنها، في ظل ارتفاع الأسعار، وعدم قدرتهم من الوصول إلى ودائعهم في البنوك.

وقد سجلت الليرة اللبنانية هبوطاً حاداً في السوق السوداء قبل أيام، حيث وصلت إلى حوالي 15 ألفاً للدولار الأميركي الواحد، وهو رقم لم يسجل في تاريخ النقد اللبناني.

يشار إلى أن السعر الرسمي للدولار الواحد هو 1500 ليرة لبنانية، بحسب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يقول اللبنانيون إنه يعيش في “اللا لا لاند”.