نزار زكا: إيران أفرجت عني بصفقة أميركية.. و”حزب الله” مجرد واجهة

أخبار عربية – بيروت

نفى المعتقل اللبناني السابق في السجون الإيرانية، نزار زكا، تدخل “حزب الله” في الإفراج عنه، مشيراً إلى أن إيران عمدت إلى تسليمه للحزب والرئيس اللبناني ميشال عون بغرض “حفظ ماء الوجه”، لكيلا يبدو أن النظام الإيراني خضع لمطالب الجانب الأميركي في الإفراج عنه.

وأكد زكا في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” أن عملية الإفراج عنه تمت بصفقة أميركية، وأن كلاً من لبنان و”حزب الله” كانا مجرد واجهة وتمثيلية.

ولمح إلى أن الجانب الأميركي مع مجيء روبرت أوبراين لمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي يقترب من إبرام صفقة جديدة للإفراج عن معتقل أميركي آخر في السجون الإيرانية رجح أنه سيكون زيو وينغ، العالم الأميركي في جامعة برينستون الذي كان يدرس اللغة الفارسية في إيران وتم اعتقاله في أغسطس 2016 واتهامه بالتجسس والحكم عليه بالسجن لعشر سنوات.

“مؤتمر متحدون ضد إيران”

ورجح زكا هذا الإفراج القريب خاصة بعد أن قامت إدارة الرئيس دونالد ترمب بإخلاء سبيل نيجار غودسكاني الإيرانية الموقوفة في أستراليا وعادت إلى إيران.

وكانت غودسكاني قد أقرت بالذنب بتهمة التآمر لتصدير تكنولوجيا محظورة وتصديرها بطرق غير شرعية من شركات في مينيسوتا وماساشوستس إلى إيران، وتم توجيه الاتهام لها في عام 2015، واعتقلت في أستراليا عام 2017، وحكم عليها يوم الثلاثاء الماضي بالسجن لمدة 27 شهرا.

وشارك نزار زكا، الذي أفرجت عنه إيران في يونيو الماضي في مؤتمر “متحدون ضد إيران”، وفي اجتماع استمر لساعة ونصف مساء الأربعاء مع روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الجديد، وبراين هوك المبعوث الأميركي لشؤون إيران، وعدد من المسؤولين لبحث كيفية المضي قدماً في ملف تبادل السجناء وفرض مزيد من الضغوط على إيران.

تعذيب جسدي ونفسي

وقال زكا إنه سافر إلى إيران بعد دعوة من نائبة الرئيس الإيراني للمشاركة كمتحدث في مؤتمر في إيران عن تكنولوجيا المعلومات، لكن اعتقل وهو في طريقه إلى المطار عقب انتهاء المؤتمر. وأوضح: “كانوا يريدون من توقيفي إيصال رسالة للأميركيين أن هناك فارقاً بين توقيع الاتفاق النووي وانفتاح إيران على العالم”، وفقاً لما نقلت “العربية.نت”.

واتهم زكا الحرس الثوري الإيراني بممارسة التعذيب الجسدي والنفسي على مدى عام ونصف، مشيراً إلى أنه قابل مهدي هاشمي، نجل الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني المعتقل في أفين ونائب أحمدي نجاد، وعدداً من المعتقلين العراقيين، والعالم الأميركي الصيني في جامعة يرنستون زيو وينغ، في زنزانة صغيرة تابعة للحرس الثوري تضم حوالي 24 شخصاً.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد لمح إلى إطلاق سراح زكا بموجب صفقة مع الإدارة الأميركية، وذلك على خلاف رواية تتبناها إيران و”حزب الله” اللبناني.

“لبنان وحزب الله ..واجهة وتمثيلية”

وقال زكا في هذا الصدد: “كانت تمثيلية من الجانب الإيراني لحفظ ماء الوجه، فالمفاوضات تمت من قبل الأميركان، وكان إطلاق سراحي بجهود أميركية، حيث كان هناك خمسة معتقلين أميركيين في السجون الإيرانية. وأطلقت إيران سراحي تحت الضغط الأميركي، وقامت بإخراج قصة وتمثيلية أن الإفراج تم بوساطة وجهود حسن نصرالله، لأنني لبناني حتى لا تظهر للرأي العام أنها خضعت للضغط الأميركي”.

والتقى زكا وعدد من المعتقلين السابقين في إيران وذوي المعتقلين الحاليين مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، الذي كان مسؤولاً عن ملف المعتقلين، ومع السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، والمبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، لبحث أوضاع المعتقلين والتعرف على ظروف اعتقالهم في السجون، وسبل الضغط على إيران للإفراج عنهم.

ويوجد حالياً ما بين 12 إلى 14 معتقلاً أجنبياً في سجون إيران من النمسا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وأشار زكا إلى أن الإدارة الحالية ترفض الإفراج عن معتقلين إيرانيين مقابل إعطاء أموال لإيران على غرار إدارة أوباما، مضيفاً أن ملف الرهائن ليس ملفاً معقداً كبقية الملفات المتعلقة بالبرنامج النووي والصاروخي وغيرها، ويمكن للإدارة الأميركية “تحقيق انتصار سهل وسريع فيه”.