أبعاد زيارة عمر البشير لدمشق ولقاء الأسد

أخبار عربية – مقالات:

أسعد الأسعد

الرئيس السوداني عمر البشير يزور دمشق ويلتقي نظيره السوري بشار الأسد.. خبراً وقع كالصاعقة على السوريين بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام.

وبدأ على الفور طرح التساؤلات.. لمذا الآن؟ ولماذا يصبح البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ العام 2011؟

نحاول هنا الإجابة على تلك التساؤلات، في محاولة لفك لغز “القنبلة” التي فجرها الرئيس السوداني أمس الأحد.

في البداية، من الواضح أن المعادلة في الحرب السورية تغيرت بشكل كامل منذ بداية التدخل الروسي أواخر العام 2015، وأصبح جيش النظام السوري الذي يرأسه الأسد يسيطر على معظم المحافظات السورية باستثناء إدلب الواقعة تحت سيطرة “جبهة النصرة” ومسلحون معارضون.

انتصار الأسد في الحرب، وتغير الأولويات في المنطقة، وضع المجتمع الدولي عموماً والدول العربية خصوصاً أمام أمر واقع، وهو أن الأسد رغم كل سيئاته، يبقى الخيار الأفضل في الوقت الحالي، كون البديل عنه سوف يكون إما “داعش” و”القاعدة”، أو “حزب الله” والتنظيمات التابعة لإيران في المنطقة.

العرب يحاولون التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، قد لا يكون ذلك أفضل الحلول، لكنه الوحيد المتوفر حالياً.

إذاً، زيارة البشير المفاجئة هي بداية محتملة للعملية الإنتقالية في سوريا، التي سوف تشمل في مراحلها الأولى مواصلة القضاء على تنظيمي “داعش” و”النصرة”، من ثم التخلص من الميليشيات والجيوش الأجنبية وإعادتها من حيث أتت، ليتم في نهاية المطاف تنظيم انتخابات رئاسية حقيقية عام 2021، من المرجح أن تؤدي إلى انتخاب رئيساً جديداً لسوريا.

من هنا، لا يجب أن يفاجأ أحد في حال شهدنا المزيد من القادة العرب في سوريا خلال الفترة القادمة.

في النهاية، يجب أن تعود سوريا لأهلها. ليس مهماً انتصار النظام على المعارضة أو العكس، لكن الأهم هو استعادة سوريا كدولة، ووضع حد للتدخلات الأجنبية بكل أشكالها وأنواعها، والتخلص من العناصر المتطرفة الداعشية والإيرانية.