عام جديد قادم.. هل يحمل بطياته متغيّرات إيجابيّة؟

بقلم كريستابيل نجم :

عام جديد قادم، فلنأمله خيرًا على كافة الّلبنانيّين. واجه المواطنون عواصف جمّة، آلمت الأمّة برمتها، فتيتّمت بيروت الحاضنة وترنّخت شوارعها بدماء الأبرياء. باتوا جُياعًا، ضائعين دون وجنة محدّدة فمشوا في سبيل الدّفاع عن الوطن والمطالبة بأزهى حقوقهم. ويا ويح من كان سببًا وشاهدًا على انزلاق أمانيهم، فارتسمت داخله روح وخيمة، ضيّقت مسار الإنفراج وحطّمت فؤاده، فسقطت إربًا إربًا تحت دواهي التراب.عقلك الباطني يتأرجح مع وضوح النهار وعتمة الليل، إن سمعته يؤنّب ذاته فابتسم له ودعه يماطل الأحداث ويفكّكها شيئًا فشيئًا.

تيقّن بالفاعل الآمر الّذي يسبّب لك القلق والبؤس، بعدها قم بجمع تلاوة الأفكار السلبيّة واسأل نفسك، كيف بإمكاني أن أداوي تلك الجروح والأمور العالقة؟ الأوجاع والآلام المتكرّرة، ليست بالأمر الجليّ الّذي بإمكاننا مداواته تلقائيًّا وبخاصة مع النمط الظالم الّذي يتعايش معه أبناء الوطن أجمعين ولكنَّ مراجعة الذات هي الأهم والعلاج الأنسب.

إنَّ الإنطلاق بصحة نفسيّة جيّدة من سنة إلى أخرى، أمر بديهيّ للتكيّف مع ضغوطات الحياة المستمرة.ربط علماء النفس الإكتئاب بالعديد من الأمراض المزمنة، نذكر منها مرض السكري، الربو، السرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل.ولربّما يلاحظ البعض أنَّه وعند المعاناة من نوبات القلق والتوتّر، يشعرون بالغثيان، آلام في المعدة، إنقطاع النفس، أوجاع في الجسد، فقدان التركيز، العصبيّة، الإفراط في التفكير وغيرها من العوارض المؤذية.

وهنا يتمّ الربط ما بين الصحة النفسيّة والجسديّة، فيترتّب علينا عندها أن نلوج داخل أبسط الأشياء كي نجد السعادة.إلى من قام بإنهاء حياته نتيجة مرارة العيش، إلى الّتي كانت ضحية اعتداء جنسيّ أليم، إلى رب الأسرة الّذي يستجمع قواه ليؤمّن لعائلته العيش الكريم، إلى من فقد أعزّ الناس إليه. نعيد ونكرّر، إلى المجرم الّذي تمت تبرأته مقابل أرواح الضحايا، إلى الّتي قتلت أطفالها انتقامًا، إلى من نهب أبناء الوطن ومن شاركه تلك العاقبة.

كلّ يحصد ما زرعه والله كفيل بذلك. فالقلوب الصافية تهواها الحياة والقلوب الداعرة يؤنّبها صوت الغراب.كلّ عام وأنتم بخير وبصحة نفسيّة جيّدة.طلب المساعدة كفيل بإنقاذ أرواحكم وأرواح الآخرين!

كلّ يحصد ما زرعه والله كفيل بذلك. فالقلوب الصافية تهواها الحياة والقلوب الداعرة يؤنّبها صوت الغراب.كلّ عام وأنتم بخير وبصحة نفسيّة جيّدة.طلب المساعدة كفيل بإنقاذ أرواحكم وأرواح الآخرين!