الجمعية العربية للعلوم السياسية تختتم مؤتمرها العلمي الثالث في بيروت


حول “الدولة الوطنية في العالم العربي وتحدياتها في ظل تحولات النظامين الإقليمي والدولي”
وتلتقي رئيس الجامعة اللبنانية

برعاية معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية اللبناني السيد عبد الله بو حبيب، نظّمت الجمعية العربية للعلوم السياسية برئاسة البروفسور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، مؤتمرها العلمي الأكاديمي الثالث تحت عنوان “الدولة الوطنية في العالم العربي وتحدّياتها في ظل تحوّلات النظامين الإقليمي والدولي”.
المؤتمر الذي أقيمت فعالياته يومي 15 و16 يونيو / حزيران الجاري في العاصمة اللبنانية شهد عبر جلساته ومحاوره مناقشات علمية حول عدد من الموضوعات التي قدّم الباحثون أوراقا بشأنها، وتداول النقاش حولها اساتذة العلوم السياسية وباحثيها من أعضاء الجمعية، وبمشاركة فعّالة افتراضيا عبر منصة “زووم” الرقمية إلى جانب الحضور في قاعة المؤتمر.
ترأس الجلسة الافتتاحية الدكتور حسّان الأشمر أمين عام الجمعية، بعدها تتالت كلمات السادة وزير خارجية لبنان الأستاذ عبدالله بوحبيب ممثلاّ بأمين عام وزارة الخارجية سعادة السفير هاني شميطلي، ثم الأمين العام لجامعة الدول العربية الوزير أحمد أبو الغيط، فسعادة سفير مصر في لبنان الدكتور ياسر علوي، والبروفسور بسام بدران رئيس الجامعة اللبنانية ممثلاً بعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية البروفسور كميل حبيب، ثم الدكتورة لونا أبو سويرح مديرة مركز دراسات الوحدة العربية، تلاها الدكتور محمد كمال عميد معهد الدراسات العربية بالقاهرة الذي القى كلمة ممثلا للمعهد وللمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الالكسو)، واختتم كلمات الجلسة الافتتاحية البروفسور جمال زهران رئيس الجمعية.
أجمعت الكلمات على أهمية انعقاد هذا المؤتمر في بيروت وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ العالم العربي وأهمية العناوين التي يطرحها ويناقشها والتي من شأنها أن تشكّل دليلا ومرشدا للحكومات العربية التي ترغب فعلا في السير بعملية بناء الدولة الوطنية.

وقائع ومداخلات اليوم الأوّل للمؤتمر
شهد اليوم الأول للمؤتمر مناقشات الأوراق المقدّمة في محوريه الأول والثاني، حيث تناول المحور الأول عنوان “إشكالية بناء الدولة في العالم العربي في ظل التحديات الداخلية” وأقيمت فعالياته بجلسة أولى عنوانها “البعد التنموي في بناء الدولة ” رأسها البروفسور جمال زهران ، تحدث فيها الدكتور على محمود شكر(لبنان) عن “البعد التكنولوجي للتنمية وافاقه في العالم العربي” بينما جاءت ورقة الدكتور رضا هلال(مصر) بعنوان “إعادة هيكلة مؤسسات وأجهزة الدولة لإدارة التنمية -دراسة مقارنة”، الكلمة الثالثة كانت للدكتور محمد محي محمد(العراق) حول “السياسات الثقافية لإعادة تأهيل المجتمع العراقي لمرحلة ما بعد النزاع”.
حملت الجلسة الثانية للمحور الأول عنوان “بناء الأمة في ظل الولاءات الضيقة” ، ترأسها العميد الركن الدكتور حسن جوني (قائد كلية القيادة والأركان في الجيش اللبناني) تضمّنت عرض ورقة الأستاذة الدكتورة شريفة فاضل(مصر) عن “تأثير القوى الداخلية على شرعية السلطة السياسية وسيادة الدولة في العالم العربي بالتطبيق على التجربة التونسية”، ثم كلمة الدكتورة منى الباشا(لبنان) عن “إشكالية الدولة الموحدّة في مجتمع تعددي – لبنان نموذجا” ، تلتها الدكتورة هالة أبو حمدان(لبنان) عن “إشكالية بناء الأمة والانتماء في ظل الولاءات الضيقة -الطائفية في لبنان نموذجا” واختتمت الجلسة الدكتورة دوللي الصراف(لبنان) بورقة حول “تحدّيات اللجوء السوري في لبنان – ارتجال واستغلال وضحايا”.
أمّا عنوان المحور الثاني للمؤتمر “تحول السلطة في العالم العربي في ظل التحوّلات الدولية والإقليمية” فخصّصت له الجلستين الثالثة والرابعة. ترأس الجلسة الثالثة البروفسور أحمد محمد وهبان عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة الإسكندرية، وافتتحتها الدكتورة هيلة المكيمي (الكويت) ببحثها حول “الإسلام السياسي وتحديات قيام الدولة على البعد الوطني والإقليمي والدولي” تلاها عرض الدكتور حسان الأشمر(لبنان) لبحثه حول “حركات الإسلام السياسي وتحول السلطة في العالم العربي” وعرض الدكتور دهام محمد العزاوي (العراق) ورقته حول “الإرهاب وهجرة الأقليات الدينية في العراق “.
الجلسة الرابعة والأخيرة في اليوم الأول حملت عنوان “التدخلات الخارجية و بناء الدولة” ترأسها البروفسور محمد سالمان طايع أستاذ العلوم السياسية ووكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة وشهدت كلمات واوراق “تحديات بناء الدولة السودانية بين العوامل الذاتية والمؤثرات الخارجية للبروفسورة “سحر محي الدين الفكي(السودان) بمشاركة أستاذة جيهان النعيم(السودان)، الدكتورة غزلان محمود عبدالعزيز (مصر) عن “أثر التدخل الدولي الإنساني على بناء الدولة في العالم العربي” ، بينما جاءت كلمة الأستاذة الدكتورة هالة أحمد رشيدي ( مصر) بعنوان “دور بعثات الامم المتحدة لحفظ السلام في تحقيق العدالة الانتقالية وسيادة القانون في مجتمعات ما بعد الصراع”، وأخيرا كلمة البروفسور أحمد مشعان النجم (العراق) بعنوان “الدولة الوطنية القومية وصفقة القرن -دراسة مستقبلية”.

وقائع ومداخلات اليوم الثاني للمؤتمر
تضمّن اليوم الثاني للمؤتمر محورين الثالث والرابع. المحور الثالث بعنوان “التحوّلات السياسية في العالم العربي في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية” وتضمّن الجلسة الخامسة بعنوان “الثورات العربية وتجربة بناء الدولة” وترأسها الباحث السياسي الدكتور راشد الخيارين(قطر)، وعرض فيها كل من الدكتور محمد المصالحة (الأردن) ورقته بعنوان “تداعيات الثورات العربية على نظم الحكم-الأسباب والنتائج” والدكتور محمد نعيم فرحات (الأردن) ورقته “تجربة الدولة الوطنية العربية العاصرة-الفشل أو العجز، والدكتور علي سلمان صايل (العراق) ورقته “التحدّيات الاقليمية والدولية المعاصرة وغياب العمل العربي المشترك” ، والدكتورة دانه العنزي (الكويت) “دور العوامل الخارجية وتداعياتها على بناء الدولة في العالم العربي”.
كان المحور الرابع بعنوان “الدولة الوطنية في العالم العربي في ضوء التحديات والتهديدات”، وتضمّن الجلسة السادسة التي ترأسها عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية البروفسور كميل حبيب، وتتالت فيها الأوراق من الدكتورة حنان أبو سكين(مصر) بعنوان “أزمة التغيرات المناخية ومستقبل الدولة المصرية” ، والدكتورة سوزي رشاد (مصر) عن “التهديدات غير التقليدية ومستقبل العالم العربي-الأوبئة نموذجا”، والدكتورة لور أبي خليل (لبنان) عن “التطرّف العنيف وأثره على الدولة القومية-الكيان الصهيوني نموذجاً” والدكتورة نوف المعتوق عن “مواجهة وأثره على الأمن الداخلي لدولة الكويت”.
اختتمت فعاليات المؤتمر بجلسة ختامية بعنوان “مستقبل الدولة الوطنية في العام العربي” ترأسها عميد كلية التجارة في جامعة أسيوط البروفسور عبد السلام نوير وتناوب على الحديث فيها كل من البروفسور حسن سلامة، والبروفسور قحطان الخفاجي، والبروفسور محمد كمال، والبروفسور راشد النعيمي، والبروفسور أحمد محمد وهبان، والبروفسور راشد الخيارين، والبروفسور محمد سالمان طايع، والبروفسور كميل حبيب، والبروفسور ابراهيم المصري، والبروفسور نجاح الريّس، والبروفسورة رجاء سليم، والبروفسورة سماء سليمان والبروفسور جمال زهران.

اختتم المؤتمر اعماله وسط حفاوة بالغة من الأوساط الإعلامية والأكاديمية في لبنان، فضلاً عن ردود الفعل في العواصم العربية التي تابعت اوساطها الاكاديمية ونخبها السياسية والإعلامية وقائع وفعاليات المؤتمر عبر البث الحي المباشر على منصة “زووم ” الرقمية.

وأثر اختتام الجمعية العربية للعلوم السياسية لمؤتمرها، عقد وفد من لجنتها التنفيذية لقاء مع رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران. ترأس الوفد رئيس الجمعية البروفسور جمال زهران، وضمّ الأمين العام للجمعية الدكتور حسان الأشمر، ورئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور محمد المصالحة، ومدير معهد الدراسات العربية بالقاهرة العميد الدكتور محمد كمال. شكر أعضاء الوفد البروفسور بدران على رعايته واهتمامه بانعقاد مؤتمر الجمعية في بيروت، وجرى التباحث معه بأهمية عقد إتفاقيات شراكة بين الجامعة اللبنانية والجامعات العربية ومراكز البحوث، لتبادل الأساتذة والطلاب وتطوير البحث العلمي. وتمّ التوافق على وضع آليات للبدء بالتحضير لإبرام مثل هذه الإتفاقيات نظرًا لإنعكاساتها الإيجابية على تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في العلم العربي.
بدوره ثمّن البروفسور بدران النشاط العلمي والأكاديمي الذي تقوم به الجمعية العربية للعلوم السياسية، لا سيما على مستوى تنظيمها للمؤتمرات والندوات وتشجيع البحث العلمي في العالم العربي متمنيا لها التوفيق في مهامها ونشاطاتها.