التكليف الحكومي أسير المقايضات

بدا واضحا ان التأخير في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديد ينتظر ابرام تفاهمات ومقايضات جانبية يأمل العهد ابرامها بما يعجل في تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي هذا السياق كتبت ” الديار”: الثابت حتى الآن، بحسب مصادر سياسية بارزة  ان الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الجديد مرجأة الى ما بعد انتهاء المحادثات مع الوسيط الاميركي، لكن المعضلة تبقى في محاولة فريق الرئيس الحصول على «ضمانات» مسبقة من اي مرشح لرئاسة الحكومة، وهو امر ازداد تعقيدا اثر الانتقادات العلنية العالية السقف من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ضد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي شن بدوره هجوما اعلاميا غير مسبوق على باسيل من خلال مواقع الكترونية محسوبة عليه. 
وكتبت” النهار”: بدا المشهد على حاله من “التحجير” على الاستشارات النيابية الملزمة وعدم تحديد موعدها بعد في ما يفاقم الشكوك المتصاعدة في نيات الحكم من جراء هذه المماطلة علما ان الحديث التلفزيوني الأخير لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي اعلن رفض التيار لاعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي والشروط الخاصة بالحصول على حقائب وزارية رسخ الاقتناع بان العهد يحتجز التكليف ويرهنه لانجاز صفقة التاليف أولاً.
ومع ذلك فان عون ابلغ امس الى منسقة الامم المتحدة فرونتسيكا “ان المسار الدستوري في لبنان سوف يستمر بعد الانتخابات النيابية، من خلال اجراء استشارات نيابية تفضي الى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة”، معربا عن امله في ” ان يتحقق ذلك، في اسرع وقت نظرا للاستحقاقات التي تنتظر الحكومة العتيدة”. وتمنت فرونتكسا “ان تشكل الحكومة الجديدة في اسرع وقت ممكن نظرا للمهمات المطلوبة منها راهنا”.
اما على الصعيد السياسي فبرزت خطوة تتصل بالتنسيق بين القوى المعارضة في الاستحقاق الحكومي من خلال لقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، النائبين وائل ابو فاعور واكرم شهيب موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حضور النائب زياد الحواط. واعلن جعجع “اننا إتّفقنا على مقاربة واحدة مع الحزب التقدمي الاشتراكي لتأليف الحكومة” مشددا انه “على المعارضة توحيد جهودها لوقف خطط السلطة”. واشار الى ان تأخير تشكيل الحكومة ليس بسبب زيارة الوسيط اموس هوكشتاين لبيروت أو تأليف اللجان “إنّما السبب هو أنّ البعض يُحاول وضع يده على الحكومة للإستفادة من التعيينات قبل نهاية العهد وتثبيت مواقعه”. وإذ اعلن جعجع “اننا سنترك اسم رئيس الحكومة لاجتماع تكتل الجمهورية القوية” شدد تكرارا ان “باب النجاة الوحيد لخلاص البلد هو تنسيق المواقف بين كل اطياف المعارضة بدءاً من النواب الجدد مرورا بالمستقلين وصولا الى الكتائب والاشتراكي والقوات واي حديث آخر هو مجرد “كلام بكلام”.
وكتبت” نداء الوطن”: حكومياً، وبمعزل عن تأكيداته المتكررة أمام الموفدين الدوليين والبعثات الدبلوماسية بأنّ مسار الاستحقاقات الدستورية سيُستكمل بعد إنجاز الانتخابات النيابية من خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة الجديدة، لا يزال رئيس الجمهورية “يماطل” في الدعوة إلى إجراء هذه الاستشارات وفق تعبير مصادر نيابية “تارةَ بحجة استكمال انتخابات رئاسة ومكتب ولجان المجلس النيابي، وتارةً بحجة انتظار تشكيل الكتل والتكتلات النيابية، واليوم بذريعة الانشغال بزيارة الوسيط الأميركي لترسيم الحدود، بينما الغاية الحقيقية من وراء هذه المماطلة اختزلها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خلال مقابلته المتلفزة الأخيرة بالإفصاح صراحةً عن مطلب اتضاح الشخصية التي سيصار إلى تكليفها تشكيل الحكومة سلفاً قبل توجيه عون الدعوة للاستشارات”.وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أنّ “باسيل يعود كما درجت العادة عند الاستحقاقات الحكومية إلى تسخير الصلاحيات الرئاسية لصالح تحسين شروطه التفاوضية في عمليتي التكليف والتأليف، وهذه المرة يسعى لقطع الطريق أمام إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة لا سيما وأنه يدرك أنّ الأكثرية النيابية مؤمنة لتكليف ميقاتي، ويسعى بالتالي للاستفادة من الفترة الزمنية الفاصلة عن الدعوة المرتقبة للاستشارات الأسبوع المقبل لتحصيل مكاسب معينة في البازار الحكومي”، لكنّ المصادر أكدت في المقابل أنّ ميقاتي “مش مستعجل” ولا يبدو في وارد “الخضوع لأي ابتزاز ولا إلى تقديم أي تنازلات أو تعهدات مسبقة لاستعجال تكليفه”.