واشنطن تنشر صورة للجولاني بالبذلة.. و”جبهة النصرة” تبرر: للضرورة والمصالح أحكام!

أخبار عربية – دمشق/واشنطن

نشرت وزارة العدل الأميركية على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، صورة لزعيم “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) المرتبطة بتنظيم “القاعدة” الإرهابي، أبو محمد الجولاني، مذكرة بمكافأة الـ10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وقالت الوزارة عبر صفحة “مكافأة من أجل العدالة” التابعة لها، متوجهة للجولاني: “يمكنك أن تلبس بذلة حلوة أيها الوسيم، لكنك تبقى إرهابياً”.

ودعت الوزارة إلى إسال أي معلومات عن الجولاني للحصول على مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، عبر “تلغرام” أو “سكنال” أو “واتساب”.

والصورة التي نشرتها الوزارة الأميركية، كان نشرها الصحافي الأميركي مارتن سميث عبر حسابه على “تويتر”، معلقاً عليها بالقول: “عدت للتو من زيارة إلى إدلب استغرقت 3 أيام، التقيت فيها مؤسس جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتحدثنا عن هجمات 11 سبتمبر، والقاعدة، وأميركا”.

وارتدى الجولاني في الصورة بذلة داكنة اللون من دون ربطة عنق في مظهر لم يعتد عليه الكثيرون.

وما إن انتشرت الصورة، حتى انهالت الانتقادات والتعليقات الساخرة في الشارع السوري، على الزعيم الإرهابي الذي أطل ببزة “مودرن” ضمن متطلبات العصر وما تقتضيه مصلحة التنظيم المتطرف، من إعادة رسم لصورة مغايرة، أكثر حداثة، تفتح أمامه أبواب حجز حصة في الكعكة السورية.

وبدا واضحاً هذا التوجه، من خلال البيان الذي أصدرته “هيئة تحرير الشام” للرد على كم الانتقادات التي طالت رأسها.

إذ قالت الهيئة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية وناشطون سوريون، إن “صورة الجولاني ببزة رسمية بعيداً عن مظهره الديني/العسكري المعهود، كانت جزءاً من استضافة صحافي في إدلب لمدة 3 أيام”.

وتابعت وكأنها تبرر تلك “الطلة الموديرن”: “من الواجب علينا كسر العزلة وإبلاغ الواقع بكل السبل الشرعية المتاحة، بهدف إيصال ذلك إلى شعوب الإقليم والعالم بما يساهم في تحقيق المصلحة ودفع المفسدة لثورتنا المباركة”.

الرحلة من “النصرة” إلى “تحرير الشام”

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعمد فيها أبو محمد الجولاني، لتغيير جلده، فقد شهدت السنوات الماضية تحولات كبيرة فيما يتعلق بالشكل التنظيمي للمسلحين التابعين له، بينت مدى براغماتيته.

حتى إن اسم التشكيل المتطرف تبدل من “جبهة النصرة” ثم “جبهة فتح الشام” وصولاً إلى “هيئة تحرير الشام”، مسميات متعددة اتخذتها الهيئة التي يقودها الجولاني في محاولة لأن يكون لها نصيب في الكعكة السورية.

يذكر أن الجولاني وضع على قائمة وزارة الخارجية الأميركية للإرهاب في مايو 2013، كما وضعت لجنة العقوبات الخاصة بتنظيمي “داعش” و”القاعدة” لمجلس الأمن الدولي اسم الجولاني في قائمة الإرهابيين الخاضعين للعقوبات منذ 24 يوليو 2013، ويعد من أبرز الشخصيات التي تلاحقهم الولايات المتحدة ووضعت لمن يدل على مكانه أكثر من 10 ملايين دولار.