التيك توك: تطبيق يستغل الجهل الأسري و غياب الدولة و الاخلاق “.

ذهل الشعب اللبناني كسائر شعوب العالم بتطبيق التيك التوك، و ازداد به تمسكا و تعلقا في ظل الظروف الاقتصادية الرديئة إذ وجد فيه بعض الناس مكسبا للرزق لا بأس به،في حين تمرس به آخرون و اتخذوه وسيلة عيش وحيدة لا بديل عنها.
و لا يخفي الأمر أحدا أن هدايا التيك توك لا تعطى إلا عبر البث المباشر لمحتوى فارغ من كل القيم و الأصول،و لتحديات فارهة تثبت أن الجهل قد تشبث بمستخدمي التطبيق حتى يقوموا بما يملى عليهم.
و اذا كان الأمر يتعلق بالكبار فهم راشدون و يعرفون تماما ما يقومون به، و لا عتب عليهم أن كانوا وصلوا لمرحلة:”إن لم تستحي فافعل ما شئت”.
أما بالنسبة للصغار،فهنا نتوجه للأهل بالسؤال، لماذا يسمح لأطفال بعمر الورد أن يتعلقوا ب”تيك توكر” و يتابعونه و يبحثوا عن محتواه و يصبح محط أحاديثهم؟ لماذا نسمح لأطفالنا أن يعانقوه وسط الطريق و نصورهم بكل رحابة صدر و كأنه أحد الأقرباء؟ لما يتعلق اولادنا بصانع شوكولا او بمزين شعر او بمعد وجبات سريعة؟
لماذا في الأساس، شرعنا لهم حرية التجول في صفحات مستفزة كريهة في أغلبها؟ لماذا سمحنا لأنفسنا أن نعرض اطفالنا كسلع ترويجية نجمع بها المشاهدات والورود و الهدايا و الأسود؟أ لنجني بعض الأرباح المادية نبيع قيمنا المجتمعية و اخلاقياتنا؟
أ يلام تيك توكر على استدراج اولادنا و اغتصابهم و نحن من فتحنا له الباب على مصرعيه؟ كان أولى بنا أن نوعيهم على الحياة الجنسية و كيفية تجنب الاغتصاب في بلد كل يوم تزداد فيه جرائم الخطف و الاغتصاب، كان أولى بنا أن نشاهد و إياهم افلام تقدم رسالة واضحة ترسخ قيمنا و معتقداتنا التي باتت بأغلبها مفقودة.
أيلام تيك توكر على كل ما يقوم به و الدولة لا تراقب و الأهل غافلون؟ الدولة التي مفروض أن تكون ساهرة على أمن و امان ابنائها، تترك كل الجرائم الأخلاقية التي تحدث كل لحظة على تيك توك والتي بسببها ينهار الهرم الأخلاقي في كل بيت من رأس العائلة حتى اصغر فرد فيها، و تلاحق المواطنين في حال عبروا عن سخطهم و غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بجرائم إلكترونية أو تحبط بث مقطع تمثيلي من فيلم او مسلسل يجسد واقع الحال و انحدار المجتمع.
و الحق يقال في الختام، لا يلام سوى الأهل،عذرا سيدي و سيدتي، أهم مسؤولياتكم هي تربية أولادكم,لا الدولة ولا المدرسة و لا المجتمع يمكنهم أن يمنعوا شيئا عن أولادكم ما لم تكن الأصول متجذرة في أعماق تربيتهم.
اذا كانت التربية مبنية على أسس متينة يرافقها دعم مكونات المجتمع،لا يمكن أن يزعزعها شيئا حتى تطبيق سخيف ك تيك توك.
اعزائي: لا تدخلوا البث المباشر و اولادكم معكم،لا تجعلوا منهم محتوى سخيف ولا متابعين لمحتويات فارغة..راقبوهم و ارشدوهم إلى الصفحات الهادفة التي تنمي شخصيتهم و تصقل مواهبهم، فكما هناك حسابات واهية هناك أيضا حسابات ذات قيمة و ذات محتوى جميل و لكنها طبعا لا تحصل على الاعجاب الكافي كغيرها، فنحن في بلد يعشق المظاهر و اللهو و إثارة الاعجاب.
انقذوهم و اشغلوهم بما يفيدهم، و استفيدوا من أخطاء غيركم حتى لا تكونوا و إياهم مجرد رقم يضاف إلى لائحة الضحايا ،تتحدث عنكم الوسائل الإعلامية قليلا و من ثم تختفي صورتكم للأبد.
بقلم:اريج عصام الدنف.