اضطرابات طيف التوحد هي الحالات التي يواجه فيها الأشخاص صعوبة في تطوير العلاقات الاجتماعية العادية، أو استخدام اللغة بشكل طبيعي، أو يعجزون عن استخدامها بشكل مطلق، ويُظهرون سلوكيات مقيَّدة أو تكرارية ، الدكتورة غنى ضاهر اخصائية تربوية وباحثة في مجال الطفولة المبكرة واستاذة جامعية أكدت أن التوحد هو اضطراب تطوري يؤثر على التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الأفراد، ويمكن أن يترافق مع نمط محدود أو تكراري في السلوك و هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف الذاتويّ (Autism Spectrum Disorders – ASD)، يظهر في سن الرضاعة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات على الأغلب. وبالرغم من اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تُؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.
وبالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والتشخيص المبكر يُمكنه أن يُحدث تغييرًا ملحوظًا وجديًا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
الأطفال المصابون بمرض التوحد يُعانون أيضًا وبصورة شبه مؤكدة من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي: العلاقات الاجتماعية المتبادلة ، اللغة ،السلوك.كلما تقدم الأطفال في السن نحو مرحلة البلوغ يُمكن أن يُصبح جزء منهم أكثر قدرة واستعدادًا على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطة، ومن الممكن أن يُظهروا اضطرابات سلوكية أقل من تلك التي تميز مرض التوحد، حتى أن بعضهم ينجح في عيش حياة عادية أو نمط حياة قريبًا من العادي والطبيعي ، في المقابل تستمر لدى آخرين الصعوبات في المهارات اللغوية وفي العلاقات الاجتماعية المتبادلة حتى أن بلوغهم يزيد من مشاكلهم السلوكية سوء.قسم من الأطفال بطيئون في تعلم معلومات ومهارات جديدة، وآخرون منهم يتمتعون بنسبة ذكاء طبيعية، أو حتى أعلى من أشخاص آخرين عاديين، هؤلاء الأطفال يتعلمون بسرعة لكنهم يُعانون من مشاكل في الاتصال في تطبيق أمور تعلموها في حياتهم اليومية وفي التأثلم مع الأوضاع المختلفة و قسم ضئيل جدًا من الأطفال الذين يُعانون من مرض التوحد هم مثقفون ذاتويّون وتتوفر لديهم مهارات استثنائية فريدة، تتركز بشكل خاص في مجال معين، مثل: الفن، أو الرياضيات أو الموسيقى.
أعراض مرض التوحد
نظرًا لاختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين مع نفس التشخيص الطبي بطرق مختلفة جدًا وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليًا. لكن حالات مرض التوحد شديدة الخطورة تتميز في غالبية الحالات بعدم القدرة المطلق على التواصل، أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين ، تظهر أعراض التوحد عند أغلب الاطفال في سن الرضاعة، بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تمامًا خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم لكنهم يُصبحون فجأة منغلقين على أنفسهم، أو عدائيين، أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة.
1. اضطرابات في المهارات الاجتماعيةوتظهر الأعراض على المريض على النحو الآتي: لا يستجيب لمناداة اسمه لا يُكثر من الاتصال البصريّ المباشر يبدو أنه لا يسمع محدّثه يُرفض العناق أو ينكمش على نفسه.يبدو أنه لا يُدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.يبدو أنه يُحب أن يلعب لوحده، ويتوقع في عالمه الشخص الخاص به.
2. مشاكل في المهارات اللغويةيبدأ الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الآخرين.يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق.يقيم اتصالًا بصريًا حينما يريد شيئًا معين.يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، أو يتكلم باستعمال صوت غنائي، أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي.لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.قد يكرر كلمات، أو عبارات، أو مصطلحات لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.
3. مشاكل سلوكيةيُنفذ حركات متكررة، مثل: الهزاز، أو الدوران في دوائر، أو التلويح باليدين.يُنمّي عادات وطقوسًا يُكررها دائمًا.يفقد سكينته لدى حصول أي تغير، حتى التغيير الأبسط أو الأصغر، في هذه العادات أو في الطقوس.يكون دائم الحركة.يُصاب بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل: دوران عجل في سيارة لعبة.يكون شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء، أو للصوت، أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم.يعاني الأطفال صغيرو السن من صعوبات عندما يُطلب منهم مشاركة تجاربهم مع الآخرين.
أسباب مرض التوحد من أهم الأسباب التي قد تُؤدي إلى التوحد:
1. اعتلالات وراثيةاكتشف الباحثون وجود عدة جينات يُرجح أن لها دورًا في التسبب بالتوحد، وبعضها يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، بينما يُؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها. وقد يكون أي خلل وراثي في حد ذاته وبمفرده مسؤولًا عن عدد من حالات الذاتوية، لكن يبدو في نظرة شمولية أن للجينات بصفة عامة تأثيرًا مركزيًا جدًا بل حاسمًا على اضطراب التوحد، وقد تنتقل بعض الاعتلالات الوراثية وراثيًا، بينما قد تظهر أخرى غيرها بشكل تلقائي (Spontaneous).
2. عوامل بيئيةجزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية مجتمعة معًا، وقد يكون هذا صحيحًا في حالة التوحد.
3. عوامل أخرىثمة عوامل أخرى تخضع للبحث والدراسة في الآونة الأخيرة، تشمل: مشاكل أثناء مخاض الولادة، ودور الجهاز المناعي في كل ما يخص بالتوحد. حيث يعتقد بعض الباحثين بأن ضررًا في اللوزة (Amygdala) وهي جزء من الدماغ يعمل ككاشف لحالات الخطر، هو أحد العوامل لتحفيز ظهور مرض التوحد.
تشخيص المرض
1- معاينة الطبيب المختص للطفل والمحادثة مع الأهل عن مهارات الطفل الاجتماعية، وقدراته اللغوية، وسلوكه، وعن كيفية ومدى تغيّر هذه العوامل وتطورها مع الوقت.
2 – إخضاع الطفل لعدة فحوصات واختبارات لتقييم قدراته الكلامية واللغوية وفحص بعض الجوانب النفسية. *علاج مرض التوحد* لا يتوفر حتى يومنا هذا علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار، وفي الحقيقة فإن تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى التوحد والتي يُمكن اعتمادها في البيت أو في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جدًا على نحو مثير للذهول.علاج التوحد يشمل:العلاج السلوكي (Behavioral therapy).علاجات أمراض النطق واللغة (Speech language pathology).العلاج التربوي والتعليميّ.العلاج الدوائي.