ميقاتي: تفاهم رمضان الاسبوع المقبل.. وواشنطن قلقة

كتبت صحيفة “الجمهورية”: قطعَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الشك باليقين مؤكداً انّ الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين سيزور لبنان قريباً، ما دل الى انّ الرجل ماض في مهمته الحدودية ـ السياسية، في الوقت الذي استأنف سفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية جولتهم في شأن الاستحقاق الرئاسي على المسؤولين والقيادات والكتل السياسية وسيلتقون ميقاتي في السرايا الحكومية قبل ظهر اليوم.

في هذه الاثناء تُواجِه مبادرة تكتل الاعتدال الوطني لتحريك جمود الاستحقاق الرئاسي أسئلة حول آلية تنفيذها ومواءَمتها مع الدستور ونقاطاً تفصيلية اخرى. ولم يدخل بعض الكتل التي زارها «التكتل» في تفاصيل هذه الآلية، «فالمهم جوهر الموقف والمضمون والنيّة الحقيقية لكل الاطراف بالتقدم خطوة الى الامام». على حد ما قالت مصادر التكتل.

اما الاسئلة التي طرحتها كتل اخرى فكانت حول آلية تنفيذ المبادرة، فشرحتها مصادر نيابية شاركت في لقاءات التكتل لـ«الجمهورية» قائلة: من حيث المبدأ لا تحفّظ ابداً عن اي حوار او نقاش او تشاور، فقد سبق لكتل كثيرة ان أيّدت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار للتوافق على اسم مرشح رئاسي او اكثر وعقد جلسات انتخابية مفتوحة، فجوهر مبادرة «الاعتدال» ينطلق من مبادرة بري الحوارية.

اما كتلة «القوات اللبنانية» فأكدت كما قال احد اعضائها الدكتور فادي كرم لـ«الجمهورية»: «في المبدأ العام لا مشكلة بل ترحيب وتأييد، وقد لمسنا جدية خصوصا بعد تعهّد الرئيس بري بعقد جلسة انتخابية بدورات متتالية مهما كانت نتيجة جلسة التشاور. اما التفاصيل الصغيرة التقنية فلا مشكلة حولها ويمكن التفاهم عليها».

اما عضو كتلة «التوافق الوطني» النائب حسن مراد فقال لـ«الجمهورية»: «اي مبادرة حوار او نقاش مطلوبة ومقبولة. وقد لمسنا جدية وحماسة لدى تكتل الاعتدال لانتخاب رئيس للجمهورية، لكنّ النقاط الثلاثة التي تقوم عليها المبادرة لا تختلف كثيرا عن مبادرة الرئيس بري الحوارية. والجديد فيها توقيتها وقرار التكتل بتسمية مرشح هذه المرة كما أبلغونا».

لكن الاسئلة التفصيلية لدى كتل اخرى تمحورت حول امور عدة، منها:

• ما هي آلية طرح اسماء المرشحين؟ وهل المطلوب الاتفاق على اسم مرشح واحد ام انّ لكل كتلة حق طرح المرشح الذي تريده؟

• من يترأس الجلسة التشاورية؟ وكم ستدوم؟

• ما مدى ترابط المبادرة مع الآليات الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية؟ بمعنى ان الدستور يعطي الحق لأي نائب بالانسحاب من اي جلسة نيابية سواء تشريعية او انتخابة. بينما المبادرة تطرح إلزام النواب بالحضور والبقاء في المجلس لتوفير نصاب الجلسة والمشاركة في العملية الانتخابية.

• بعد الجلسة التشاورية النيابية كيف ستحصل جلسة الانتخاب؟

• في حال لم تعجب الاسماء المقترحة كتلة نيابية ما، هل يحق لها تسمية مرشح آخر او الانسحاب من الجلسة؟

• هل انّ اعضاء تكتل الاعتدال متفقون على مرشح واحد، ام منقسمون حول الاسماء، إذ تشير المعلومات الى ان بعضعهم يؤيد ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وبعضهم يرفض ترشيحه؟

ولكن من ضمن هواجس بعض الكتل في «محور الممانعة» اسئلة اخرى مفادها:

• في حال ذهبنا الى الجلسة الانتخابية وجرت العملية الانتخابية وكان لدى بعض الكتل اسم لمرشح نؤيّده واتفقت عليه مع كتل اخرى، وجاء «الايعاز» مِمّن يَمون على هذه الكتل بعدم انتخابه وذهبنا الى الدورة الثانية التي لا تحتاج الى نصاب 86 نائباً، وتَكتّلَ معارضو مرشحنا ما الذي سيحصل؟

• ما الذي يؤكد انّ انتخاب رئيس للجمهورية سيحصل قبل التسوية في المنطقة الجاري الحديث عنها بعد حرب غزة؟ وهل نذهب الى انتخاب رئيس مرهون عهده بالتسوية اذا حصلت ولا نعرف كيف سيتعاطى معها؟

وترى المصادر ان لا انتخاب لرئيس الجمهورية قبل وقف حرب غزة واتضاح معالم التسوية الاقليمية وعلى حساب من ستكون!

«لن نتخلّى عن مرشّحنا»

الى ذلك، في المواقف السياسية قال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل في حوار متلفز مساء أمس: «نحن نفصل بين الحرب في غزة وفي الجنوب وبين ملف الرئاسة ولا يجب ربط نتائج حرب غزة بالرئاسة». واضاف: «نحن كحركة «أمل» لا اعداء لنا في لبنان بل خصومات سياسية واحيانا تكون حادّة، مثل خصومتنا مع «القوات اللبنانية». وغير صحيح انني التقيت سمير جعجع، ولو حصل هذا اللقاء نحن كحركة «امل» لدينا الجرأة للاعلان عنه». واضاف: «بالنسبة إلينا مرشحنا هو سيادي وهو مرشحنا على رأس السطح (…) نشجّع حراك اللجنة الخماسية وندعم اي جهد دولي من اجل لبنان، وإن شاء الله لا تحتاج اللجنة نفسها الى طاولة حوار».

وقال: «‏لا مشكلة لدينا بأيّ حراك يوصِل إلى رئيس ولكن لنضع الامور في نصابها، عن أي حوار نتكلم ؟ ‏الحوار يجب ان يكون دعوة تُوجّه إلى رؤساء الكتل الموجودة في المجلس النيابي ويتفق عليها مسبقاً وليس تَداع ولقاءات في مجلس النواب. نتحدث عن مشاركة رؤساء الكتل وطاولة مستديرة محضّرة وموجودة». وشدد على انه «لا يمكن التسليم بتعطيل المجلس النيابي لأنه آخر مؤسسة مكتملة المواصفات عاملة في البلد. وفي نهاية الحوار تحصل جلسات. تفتتح الجلسة ندخل في الدورة الاولى ٨٦ نصاب و ٨٦ نجاح، ثم نذهب الى دورة ثانية وثالثة ورابعة. واذا لم ينتخب رئيس لا نترك الجلسة مفتوحة، يجب ان يختتم الرئيس الجلسة. نفتح دورات وليس جلسات، لأنه إذا بقيت الجلسة مفتوحة نكون قد عطّلنا عمل المجلس».

ورداً على سؤال، قال خليل: «لا احد يشترط علينا التخلي عن مرشحنا نحن نحتاج الى دفعٍ خارجي وتوافق داخلي «والاثنين مخربطين». لنكن واضحين اننا نفصل الملفات بين غزة والرئاسة».

سامبسون

وكان ميقاتي قد التقى أمس كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المارشال مارتن سامبسون، الذي وضعه «في أجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة في اطار مساعي التهدئة واعتماد الحلول الديبلوماسية وايجاد حل دائم للقضية الفلسطينية».

ولاحقاً، زار سامبسون رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، لا سيما الميدانية منها، في ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. ثم زار سامبسون وزير الدفاع الوطني موريس سليم وعرض معه للأوضاع في لبنان والمنطقة إضافة الى مجالات التعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين.

«تفاهم رمضان»

في غضون ذلك قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لوكالة «رويترز» إنّ «هناك حديثاً جديّاً قد يكون مطلع الأسبوع المقبل عن وقف العلميات العسكرية في غزة يُسمّى «تفاهم رمضان». وأضاف: «نتوقّع محادثات لأسابيع لتحقيق استقرار طويل الأمد في جنوب لبنان، بمجرد التوصّل إلى اتفاق غزة». واكد أنّ «وقف القتال في غزة سيُطلق المحادثات بشأن التهدئة في لبنان». وقال: «نثق أنّ «حزب الله» سيُوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه». وأشار إلى أنّ «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان قريباً».

وبَثّت شبكة «سي. إن. إن» الاميركية أنّ «إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن قلقة من احتمال قيام إسرائيل بتوغل بري في لبنان في نهاية الربيع. كما انها تعتبر أن قيام إسرائيل بعملية برية في لبنان احتمال واضح».

ونقلت «سي. إن. إن» عن مسؤول أميركي قوله: «رصدنا آراء متنامية داخل الحكومة الإسرائيلية تؤيد التوغل في لبنان». واضاف: «إنّ أي توغل إسرائيلي في لبنان سيؤدي الى تصعيد كبير جداً لا نعرف أبعاده».

الجنوب في الواجهة

وعلى الجبهة الجنوبية تواصلت امس المواجهات بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، بعدما سقط شهيدان مدنيان مسنّان ليل امس الاول نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي على بلدتي كفرا وصدّيقين، وهما: منار احمد عبادي (مواليد) وزوجها حسين علي حمدان، كما جرح اكثر من 14 مدنياً آخرين توزّعوا على مستشفيات مدينة صور. وخَلّفت الغارات الجوية على صدّيقين دماراً وحرائق في المنازل واضرارا في شبكة الكهرباء والمياه، حيث استهدف الطيران المحال التجارية على الطريق العام الرابط بين بلدتي كفرا وصدّيقين. وطاولَ القصف المعادي الليلي ايضا قرى: صدّيقين التي تعرضت لأكثر من ثلاث غارات، وحولا وميس الجبل ومركبا واطراف الطيبة ووادي السلوقي.

واستهدفت المدفعية الاسرائيلية صباح امس اطراف بلدة الناقورة، وبلدتي الجبين وطيرحرفا، فيما اغار الطيران الحربي على اللبونة وجبل بلاط، والمنطقة الواقعة بين رامية وبيت ليف. وظهراً، طاولَ القصف حرج الصنوبر بين راشيا الفخار وكفرحمام وكفر ديس وشبعا.

واغار الطيران الاسرائيلي المسيّر على بلدة بليدا بعد تعرضها لقصف مدفعي طاول مرتفعات الهبارية، فيما أطلقت القوات الاسرائيلية منطاداً تجسسياً فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق.

وأفادت قناة 12 الإسرائيلية أن «الحكومة الإسرائيلية وافقت على تمديد إخلاء المستوطنات الحدودية مع لبنان وغزة إلى شهر 7 من العام الحالي».

من جهتها، ردّت «المقاومة الإسلامية» على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمدنيين مُستهدفة مستعمرة «ايلون» بدفعات من صواريخ الكاتيوشا.‏ كذلك استهدفت بالاسلحة الصاروخية ‌‏«انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع جل العلام بالقذائف المدفعية» و«تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط تلة الكوبرا»، وموقع الرمثا في مزارع شبعا والتجهيزات التجسسية والفنية في موقع رويسات العلم.

واعلنت المقاومة مساء انها استهدفت ‌‏‌‌‏مستعمرة «غورين» بصواريخ «فلق».‏ فيما اكدت وسائل إعلام عبرية إطلاق عدد من الصواريخ من جنوب لبنان تجاه مستوطنة «شلومي» ومحيطها. وإطلاق 10 صواريخ تجاه موقع للجيش الإسرائيلي في رأس الناقورة. ودَوت صفارات الإنذار في مستعمرتي «أدميت» وأيلون» بالجليل الغربي.

واصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أمس، قالت فيه «أثناء تنفيذ دورية مشتركة بين الجيش واليونيفيل في منطقة اللبونة، عثر عناصر الدورية على طائرة مسيرة (Drone) تابعة للجيش الإسرائيلي تحمل منشورات، وقد عملت وحدة مختصة من الجيش على تفكيكها ونقلها».

وأشارت المديرية، في بيان آخر، الى أنّ «وسائل إعلامية ومواقع للتواصل الاجتماعي تداولوا في الآونة الأخيرة مقطع فيديو صادر عن جهة تابعة للعدو الإسرائيلي، يدّعي فيه وجود مواقع صواريخ وشبكة أنفاق في جبيل وكسروان».

وأكدت المديرية أنه «بعد إجراء التدقيق اللازم، يهم قيادة الجيش أن تؤكد كذب مزاعم العدو، وتوضِح أن الفيديو يعرض مشاهد لمنشآت مدنية وحفريات تعود إلى مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، أُقيمت لأغراض الصيانة ولحاجة سد جنة من تصريف المياه».

لا سلبيات للزيادات

على الصعيد الاقتصادي والمالي، افادت مصاد معنية لـ«الجمهورية» ان مجموع الزيادات التي اقرها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة لرواتب الموظفين بلغ نحو ٣٣ مليون دولار شهرياً، تضاف الى قيمة الرواتب التي يتقاضونها حالياً.

وستكون كلفة الرواتب نحو ١١٢مليون دولار شهريا. وسيتم دفعها بالدولار، كي لا يحصل تضخم في الليرة يهز الاستقرار النقدي الذي ثَبّته مصرف لبنان.

ولو كان دفع تلك الرواتب بالليرة، كان سيؤدي الامر الى ضرب الاستقرار النقدي نتيجة الكميات التي ستضخّ بالعملة الوطنية، ويؤدي حينها الى تآكل قيمة الرواتب.

من اين سيأتي المصرف المركزي بالدولار؟

واكدت المصادر انّ السياسة النقدية لحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري نجحت في تأمين الدولار عبر عمليات بيع الليرة التي يقوم بها المصرف للحصول على الدولار، وهو ما تجلّى بجَمع مبلغ احتياطي وصل الى مليار دولار حتى الآن. لذلك، لا مَسّ بما تبقى من ودائع. ومن هنا يمكن الاستنتاج انّ قرار الزيادة على الرواتب لن يؤدي الى تداعيات سلبية، بل يكفي ان تقوم الحكومة بتأمين الايرادات بالليرة اللبنانية، ليقوم مصرف لبنان المركزي بدوره.