رسومات كاريكاتورية تحتفي بـ”أسطورة الكوميديا” عثمان عريوات

سلّط المعرض الدولي لفن الكاريكاتير في طبعته الأولى المنظم في برج بوعريريج شرق الجزائر الأضواء على الممثل الكوميدي الشهير عثمان عريوات الذي يستمر غيابه عن الأعمال الفنية لسنوات طويلة رغم شعبيته الواسعة التي تنتظر بشغف عودته إلى الشاشة.

وتضمن معرض مسابقة alg Best Toons الذي نظمته “جمعية عين للإبداع الثقافي” واحتضنه المعلم التاريخي برج المقراني ببرج بوعريريج في نسخته الأولى محورين رئيسيين، الأول: موضوع الممثل بصورة عامة، والثاني: هو البورتريه الكاريكاتيري حول الممثل الجزائري عثمان عريوات، واستمرت فعالياته من السبت إلى الأحد 25 فبراير الجاري.

من الشاشة إلى البورتريه

لكنّ ما يلفت الانتباه في هذا الحدث الذي شارك فيه 230 فنانا يمثلون 48 دولة عربية وأجنبية، هي تلك الصور التي أبدع أصحابها من موهبي فنّ الكاريكاتير في إعادة لقطات ومشاهد معروفة لـ”سي مخلوف البومباردي” (اسم الشخصية التي تقمصها في فيلم “كرنفال في دشرة”) على الورق وكأنه حاضر بينهم.

وقد وقع اختيار عثمان عريوات (76 سنة) نظرا للمكانة الكبيرة التي ظل يحظى بها لدى الجمهور الجزائري، حيث لم تتزعزع لا في زمن “الأبيض والأسود” ولا في عصر “السوشيال ميديا”.

وهنا أرجع رسام الكاريكاتير، طارق صخراوي وهو محافظ المسابقة الدولية alg best toons اختيار الممثل الكوميدي عثمان عريوات لنقله من الشاشة إلى رسومات بورتريه عبر الكاريكاتير إلى شهرة الممثل ومكانته الفنية وسط جمهوره في الجزائر.

وفي حديث جمعه بـ”موقع العربية.نت” لإعطاء تفاصيل حول هذه التجربة الأولى من نوعها، قال طارق صخراوي “عثمان عريوات شخصية معروفة ومحبوبة بين الجزائريين ومازالت أعماله السينمائية ومسلسلاته تحظى بمتابعة مستمرة، وهنا يمكن القول إن إنجازاته لم تمت ويمكن التأكد من ذلك من خلال عدد المشاهدات التي لا تزال تحظى بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتابع الرسام نفسه، مؤكدا أن الفكرة في حد ذاتها تبحث عن فرصة لتسليط الضوء على الموروث الفني الجزائري على مستوى عالمي، وهي خطوة أولى في طريق مواصلة تنظيم معارض للتعريف بالموروث الأدبي الجزائري وغيره عبر رسومات الكاريكاتير.

من جانبه، اعتبر الرسام الكاريكاتوري، عبد الغني بن حريزة، لـ”العربية.نت” أن “أداء الفنان عثمان عريوات في مختلف أعماله التلفزيونية يشبه إلى حد ما الفن الكاريكاتوري، مثل دوره في فيلم “كرنفال في دشرة” الذي امتاز بالنقد الساخر”. وأضاف المتحدث أن “اختياره لهذا المعرض كان موفقا بما أن عريوات وفق رأيي تقمص أدوارا سينمائية تتشابه مع مضمون فن الرسم الكاريكاتوري”.

أسطورة الكوميديا

ورغم غيابه المستمر عن الشاشة مُتبنيا قرار العزلة الطوعية حتى شبهه البعض بـ”الأسطورة التي تحولت إلى لغز”، يظل الممثل عثمان عريوات نجما فوق العادة في الجزائر بهندامه ولهجته (ينحدر من امدوكال باتنة شرق الجزائر) ومبادئه حيث يرى أن الفن رسالة وليس مجالا للثراء وهو الأمر الذي دفعه للابتعاد عن الأضواء حسب بعض النقاد.

ومع هذا يبقى الجمهور منتظرا عودته القريبة، في المقابل بقيت أعماله وأدواره وحتى بعض مقولاته الكوميدية التي أطلقها منذ أكثر من 30 عاما خالدة في الذاكرة الجماعية للجزائريين.

لم يبدع عثمان عريوات في الكوميديا فقط مثل أدواره في أفلام “عايلة كي الناس” (1992) والطاكسي المخفي (1989) وكرنفال في دشرة (1994)، وإنما كان له أيضا دور البطولة في الفيلم التاريخي “الشيخ بوعمامة” الذي تم إنتاجه عام 1985 للمخرج الجزائري بن عمر بختي، وتدور قصة الفيلم حول ملحمة الشيخ بوعمامة أحد زعماء المقاومة الوطنية في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.

وقد حظي عثمان عريوات نظير إسهاماته الفنية الخالدة لأول مرة بتكريم رسمي سنة 2020، حينما منحه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وساما بدرجة عشير من مصف الاستحقاق.

العربية