الحريري: لبنان يشهد “جنوناً سياسياً”

استقبل الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم في “بيت الوسط” وفدا كبيرا من قطاع الشباب ‏والطلاب في “تيار المستقبل” في حضور الأمين العام للتيار أحمد الحريري.‏

وخلال اللقاء، توجه الرئيس الحريري إلى الشباب والشابات المشاركين، فأكد أن حضورهم ‏في بيت الوسط وقبل أيام على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري “يكبر القلب”، ويؤكد ‏أن الجيل الشاب في لبنان لا يزال يسعى نحو مستقبل أفضل للبلد”.‏

وتحدث الرئيس الحريري عن تعليقه للعمل السياسي فأكد أنه اتخذ هذا القرار حين أيقن أن ‏الوجوه القديمة ستتكرر بنفس المواقف والعقلية، و”تيار المستقبل” كتيار سياسي لن يتمكن ‏من تحقيق إنجازات، في حين أن الإنجاز هو أساس أهداف أي عمل سياسي، وإذا كان ‏الناس اليوم لا يزالون يستذكرون الرئيس الشهيد فبسبب ما خلفه من إنجازات عديدة، كما ‏بفضل نهجه المعتدل وانفتاحه على كافة الأطراف. ‏

وأكد الرئيس الحريري أن كل واحد وواحدة من هؤلاء الشباب والشابات هو مشروع رفيق ‏حريري جديد للوطن، وهذا الجيل سيشهد تطورات في العالم لم تشهدها الأجيال السابقة، لا ‏سيما من خلال التطور التكنولوجي الحاصل والذكاء الاصطناعي الذي سيغير حياة ‏الناس، مشيرا إلى أن لبنان لا بد أن يصل في لحظة من اللحظات إلى الاستقرار المنشود، ‏لذلك يجب أن يكون الجيل الشاب في هذا البلد حاضر لمواكبة كل تطور.‏

ولفت الرئيس الحريري إلى أن المرحلة التي يمر بها لبنان حاليا ترقى إلى كونها مرحلة ‏جنون سياسي، حيث كل طرف يعتقد نفسه أكبر من بلده ويتشبث بمواقفه السياسية. ‏وقال: “بالمقابل، كانت طريقة عملي شخصيا في السياسة مختلفة. فقد أجرينا ربط نزاع مع ‏حزب الله وتعالينا على كل الخلافات التي كانت تحصل مع باقي الأفرقاء وحرصنا على ‏عدم إظهار هذه الخلافات إلى العلن، وكنت دائما آخذ الأمور في صدري وأحاول أو ‏أسيّر شؤون البلد، لأن واجبي كان تسيير شؤون البلد وتطوير الاقتصاد وتحسين عمل ‏المؤسسات التي تقوم عليها الدولة وإجراء الإصلاحات اللازمة وليس التشبث بمواقفي ‏السياسية. هذا كان تركيزي ولم أكن أهتم أبدا لما يقال في حقي لأن همي الأساسي كان ‏تحقيق الإنجازات والإصلاحات، ولكن للأسف، العقلية الموجودة أوصلتني إلى مكان تعبت ‏فيه أن أقول أني لم أستطع أن أنجز، لذلك قررت تعليق العمل السياسي. وربما اكتشف ‏اليوم الناس ما الذي كنت أتعرض له من محاولات تخوين أو اتهامات تطلق جزافا بحقي”.‏

وأضاف: “لو بقيت في العمل السياسي كنت سأكون مضطرا لأفاوض من جديد وأقوم ‏بالتسويات وأتحملها أنا وحدي، وفي النهاية تقع علي كل المسؤولية. أما اليوم الجميع ‏يقول أنه يحب سعد الحريري. لذلك قررت أن أبتعد وأترك الناس ترى الحقيقة”.‏

ولفت الرئيس الحريري إلى أن “تيار المستقبل” بقي منكفئا خلال السنتين الماضيتين، أما ‏الآن فسنكثف عملنا أكثر، ليس في الأمور السياسية، وإنما نؤكد أن محاولة التضييق على ‏المحسوبين على “تيار المستقبل” في الدولة وغير الدولة فلن “نسكت عليها مطلقا”.‏

وشدد الرئيس الحريري على أننا “سنقف في وجه كل من يتجه نحو التطرف، فهذا من ‏المحرمات لدينا”، وقال: “الاعتدال هو الأساس، وبالاعتدال يمكنك أن تدير بلد، أما ‏بالتطرف الذي نراه فلا يمكن أن نصل إلى أي مكان. كل منهم يعتقد أن موقفه المتطرف ‏هو الصائب فقط، وخير دليل على هذا التطرف هو ما نراه في الحكومة الإسرئيلية، وهو ‏ما أدى إلى ما تقوم به من مجازر وقتل للأطفال والأبرياء”.‏

وختم الرئيس الحريري قائلا: “أنتم تيار الاعتدال، وهذا ليس ضعفا، وتيار المستقل لن ‏يسمح بأي نوع من أنواع التطرف، بل تطرفنا هو للاعتدال وللبنان فقط لا غير، ومن هنا ‏التمسك بشعار لبنان أولا، وأنا أعتمد عليكم من أجل بناء مستقبل لبنان المزدهر”.‏

المطران إبراهيم

وكان الرئيس الحريري قد استقبل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين ‏الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم الذي أوضح على الأثر أنه قدم التعزية للرئيس ‏الحريري في الذكرى الـ١٩ لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وقال: كانت مناسبة لعرض ‏أوضاع زحلة والبقاع، كما اطلعناه على الجهود الدائمة لتعزيز خط الاعتدال والانفتاح ‏والعيش الواحد الذي تميز به لبنان بشكل عام والبقاع بشكل خاص، وهو ما يعكس ‏تضامن اللبنانيين وتعاونهم للتغلب على التحديات التي يواجهها البلد.‏

الأرشماندريت ديب

ثم التقى الرئيس الحريري الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الارشماندريت أنطوان ‏ديب وعرض معه الاوضاع العامة.‏

رئيس المعهد الأنطوني

كما استقبل رئيس المعهد الفنّي الأنطوني في الدّكوانة الأب شربل بوعبود‏وجرى بحث الشؤون العامة.‏

مدير مصرف الإسكان

واستقبل رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان انطوان حبيب الذي قال على ‏الأثر: “أتينا إلى بيت الوسط، ذلك البيت العزيز على كل اللبنانيين، لكي نضع دولته في ‏أجواء عمل المصرف، ولا سيما بالنسبة لقرض الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية ‏والاقتصادية بمبلغ 50 مليون دينار وكويتي، سيدفع على مدة خمس سنوات لذوي الدخل ‏المحدود بقيمة 50 ألف دولار و40 ألف دولار لذوي الدخل المتوسط. كما أطلعناه على ‏الاتصالات التي أجريناها مع صندوق أبو ظبي للتنمية، وقد التمسنا منه الدعم للحصول ‏على قرض ثان في هذا الإطار، بعد أن كان المصرف قد حصل قبل عشرين سنة على ‏قرض بقيمة 30 مليون دولار. ونأمل أن نحصل على هذا القرض بدعم من الرئيس ‏الحريري وبعدها سنتوجه إلى بقية الصناديق العربية لإعطاء ذوي الدخل المحدود ‏والمتوسط ما يحتاجونه من قروض إسكانية”.‏

وأضاف: “شكرنا الرئيس الحريري، فمن خلاله وقبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تم ‏تسهيل أمورنا مع الصندوق العربي، ومن ثم بدأت الصناديق العربية تعطي مصرف ‏الإسكان القروض، لذلك نوجه له تحية كبرى في هذا الإطار ونأمل أن يستمر في دعمنا ‏في موضوع قرض صندوق أبو ظبي. كما نوجه التحية لرئيس مجلس الإنماء والإعمار ‏نبيل الجسر الذي كانت له أيضا مساهمته في هذا الإطار”.‏

حزب الرامغافار

كما استقبل الرئيس الحريري وفدا من حزب “الرامغافار” برئاسة رئيس الحزب أواديس ‏داكسيان وحضور النائب السابق هاغوب قصارجيان.‏

بعد اللقاء أوضح داكسيان أن الزيارة تأتي لتأكيد دعم الحزب الدائم للرئيس الحريري والقائم ‏منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري.‏

خضر

ثم استقبل محافظ بعلبك الهرمل القاضي بشير خضر الذي أكد بعد اللقاء أنه نقل إلى ‏الرئيس الحريري ارتياح المواطنين لوجوده في لبنان واشتياقهم له، بالإضافة إلى إجراء ‏جولة أفق حول أوضاع منطقة بعلبك الهرمل.‏

لقاء التوازن الوطني

والتقى الرئيس الحريري وفدا من لقاء التوازن الوطني برئاسة رئيسه صلاح سلام الذي أكد ‏بعد اللقاء أنه أكد للرئيس الحريري أن غيابه أحدث خللا في المعادلة الوطنية بسبب فدان ‏المرجعية السنية، ومن هنا المطالبة بعودته سريعا.‏