نتائج مقلقة.. الأرض لم تعد آمنة!

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) تقريرا عن دراسة سُمّيت “صحة كوكب الأرض”، التي قالت إن العلماء قاموا بفحصها وتقييمها وأفادوا بأنها وصلت إلى مستوى مقلق من السوء.

وقال مدير معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ والمؤلف الرئيسي للدراسة يوهان روكستروم، ان البشرية “قريبة جداً من تحول لا رجوع منه”، مشيراً الى انها “المرة الأولى التي يتم فيها تقديم حدود قابلة للقياس لتقييم صحة الكوكب، وليس فقط قياس استقرار النظم البيئية للأرض، ولكن أيضا تقييم رفاهية الإنسان والمساواة بين الناس”.

وأوضح تقرير الصحيفة أن التقييم في الدراسة، التي أنجزها فريق من كبار العلماء في المجال، شمل 8 عوامل أساسية ضرورية لحماية الحياة على الأرض وأن الأنشطة البشرية أدت إلى انتهاك 7 من هذه العوامل.

وذكر التقرير أن المجالات الثمانية التي تم قياسها هي: تغير المناخ، الهباء الجوي (تلوث الهواء)، سطح الماء، المياه الجوفية، سماد النيتروجين، سماد الفوسفور، سلامة النظم البيئية الطبيعية، والسلامة الوظيفية لجميع النظم البيئية.

وقيّمت الدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر” (Nature)، كل منطقة مقابل عتبتين: الأولى ما إذا كانت المنطقة ستظل “آمنة”؛ أي ضمن المستويات المطلوبة حتى تتمكن أنظمة الأرض من دعم البشر والكائنات الحية الأخرى. والثانية ما إذا كانت المستويات يمكن أن تضمن العدالة بين الأنواع والأجيال الحالية والمستقبلية وبين البلدان والمجتمعات.

وبيّنت الدراسة الحدود “العادلة” على أنها حدود تقلل من “التعرض لضرر كبير” بما في ذلك “الخسائر الكبيرة في الأرواح وسبل العيش والدخل، وفقدان إمكانية الوصول إلى مساهمات الطبيعة للناس، وفقدان الأرض، والأمراض المزمنة، والإصابة، وسوء التغذية، والنزوح” للبلدان أو المجتمعات أو الأفراد.

وقال مدير معهد بوتسدام الألماني، إنه في جميع المجالات، كان الوضع “مقلقاً للغاية”، موضحاً أن آثار خرق هذه الحدود واضحة بالفعل.

وقال إن البشر “يتعرضون لمزيد من الأحداث المتطرفة، والمزيد من الجفاف، والفيضانات، وانعدام الأمن الغذائي، وانهيار النظام البيئي، ثم فقدان الموارد السمكية وتدمير أنظمة الشعاب المرجانية، وسبل العيش لنحو 500 مليون شخص”، مستشهدا بالفيضانات المدمرة في باكستان العام الماضي، كمثال على كون الناس خارج مناخ آمن وعادل.

وأضاف أن التقرير أوضح أن الأرض قد تجاوزت بالفعل كل من الحدود الآمنة والعادلة في معظم المناطق التي تم قياسها.