اللواء ابراهيم: لا مكان للتقاعد!

وضع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم حجر الأساس لمبنى دائرة أمن عام بيروت الجديد في محلة الكرنتينا قرب فوج إطفاء مدينة بيروت.

حضر الاحتفال النواب: وضاح الصادق، جان طالوزيان، عدنان طرابلسي، أمين شري، فيصل الصايغ، غسان حاصباني ونقولا الصحناوي، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني وأعضاء من المجلس البلدي .

بدأ الاحتفال بوصول اللواء ابراهيم يرافقه العميد إلياس البيسري ومن ثم النشيد الوطني ونشيد الأمن العام.

ثم تحدث عيتاني، فحيا اللواء ابراهيم منوها “بالدور الوطني الكبير الذي لعبه على الساحة”، وقال: “اننا اليوم نجتمع لنضع حجر الأساس لمركز نموذجي يليق بتقديم المعاملات لأهالي بيروت، وبعد تعاوننا مع اللواء ابراهيم في الفترات السابقة، وبعد اقتراب انتهاء عقد الايجار للمركز الاقليمي في السوديكو، كان اليوم وضع حجر الاساس لمبنى جديد لنؤكد اننا واللواء ابراهيم دائما الى جانب اهالي بيروت”.

أما المحافظ عبود، فتمنى في كلمة ألقاها “التوفيق للواء ابراهيم في حياته الجديدة”، داعيا اياه الى “عدم التقاعد عن الحياة الوطنية”، مستذكرا المحطات التي جمعته باللواء ابراهيم وتأكيده ان “وضع الحجر الاساس اليوم لهذا المركز الجديد، ليس الا عربون محبة لأهل بيروت.”

وتحدث اللواء إبراهيم فقال: “عندما سُئلتُ اذا كنتُ أرغبُ في أن أحضر حفل وضعِ الحجرِ الاساس للمقرِ الجديد لدائرة أمنِ عام بيروت، قبل يوم واحد من إحالتي “قانوناً” على التقاعد، كان جوابي: يقول الامام علي عليه السلام: “تصفية العمل أشد من العمل، وتخليص النية من الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد”.

أضاف: “ان واجبي الوطني والعملي يفرضان عليَّ ان اكونَ في أيِّ موقعٍ يَخدمُ الانسانَ وحقَّهُ، ويُسهل عليه اجراء المعاملات، واختصار المِهل التي يفرُضُها الروتين الاداري. وقد شَكّلت هذه الاهداف البنود الرئيسية في الخطط التطويرية التي وضعتها منذ توليت سدّة المسؤولية في المديرية العامة للامن العام”.

وتابع: “قبلَ أن ابدأ كلمتي، وامامَ هولِ الكارثةِ التي ضربت مرفأ بيروت، انحني امام ارواحِ الشهداءِ الذين سقطوا، والجَرحى الذين تعذّبوا ولا يزالون، وامامَ كلِّ مواطنٍ فقدَ عزيزاً لهُ. فهذهِ المدينةُ لها علينا الكثيرْ، كيفَ لا وهي العاصمةُ الاولى في التضحيةِ والشهادةِ والشهداء”.

وأوضح أن “هذا المقر يشكل جزءاً من سياسةِ الخططِ التطويريّةِ وسياسةِ الإنماءِ اللتين اعتمدتهُما المديرية منذ اثنتي عشرةَ سنة. كما يأتي بناءُ هذا المقر إستجابةً لحاجةِ المدينةِ والمواطنين، بحيثُ تكونُ مهمةُ عسكرييهِ مع غيرهِ من دوائرِ الامنِ العام ومراكزهِ المنتشرةِ على مساحةِ لبنان وعلى المعابر الحدودية، الوقوفَ الى جانبِ الناس، والحفاظَ على أمنِ الوطن وضمان الإستقرارِ والسلمِ الاهلي، وتحصين ركائزِ الدولةِ على الرغم مما هي عليه من تعثّرٍ، لأنَّ الدولةَ تبقى بالنسبةِ الى اللبنانيين الملاذَ الاوَّلَ والاخير”.

وقال: “إنَّ ما قُمنا ونقومُ بهِ، هو جزءٌ صغيرٌ جداً مما يجب أن نقدمهُ لشعبِنا الذي يستحقُ مؤسساتٍ واداراتٍ رسميةٍ تليقُ بتاريخهِ وتضحياتهِ، ومسؤولينَ كباراً يعملونَ لصالحِ الوطنِ وابنائهِ، بدلا من ان نتلهى في خصومات اوصلتْ البلادَ والعبادَ الى الدركِ الاخطرْ والاقسى من الفقرِ وانعدامِ كل أسبابِ العيشِ الكريم”.
أضاف: “لبنانُ والحريةُ صنوان، لقد قامَ لبنان ونهضَ وتطوَّرَ بفعلِ الحريةِ، وهو لا يمكنهُ أن يعيشَ ويستقيمَ وطناً ودولةً من دونها. الحريةُ هي ضمانةُ لبنان التعدّدي، والمتنوّع سياسياً وطائفياً وثقافياً ومناطقياً وانماط حياة. لا معنى للبنان من دونِ حريةٍ ولا وجودَ لهُ، ولا حياةَ للبناني خارجَ فضاءِ الحرية.”

وتابع: “بالحريةِ إنتصرنا على الارهابِ والفتنِ وعلى كلِّ معادٍ للوطن، وبالحريةِ إنتصرنا على العدو الاسرائيلي، وبالحريةِ يجب ان نُحصّنَ وحدتَنَا اللبنانية ونُعيدَ البناءَ على اسسٍ ثابتة، ومن دونِها سيسهُلُ على الاعداءِ معاودةُ الكرّةِ لاخضاعِ لبنانْ واللبنانيينْ ووضعهم امامَ واقعٍ يرفضونَهُ في كنههِ وفي كلِّ اسبابه”.

وقال: “مساحاتُ اللقاءِ على الخيرِ والصلاحِ والاصلاحِ ستكبُرْ، وفي مسيرةِ من نذروا انفسهَم لخدمةِ الوطنِ لا مكانَ للتقاعدِ او التقاعسْ، اليومْ وضعنا حجرَ اساس لمركزٍ من عشراتِ المراكزِ التي ارتفعت وفتحت ابوابَها لخدمةِ اللبنانيين، وغداً نُكملُ المشوار في ميادين اخرى متعدّدة لإعلاءِ شأنِ لبنان كما كانت كينونتَهُ الصارخة حضارةً وانفتاحاً وإبداعاً في كلِّ ارجاءِ المعمورة، وسنُعيدهُ، جميعنا، كما كانْ واحسنْ مما كانْ، وكل هذا لن يتم الا بالحوار ونبذ الكراهية والعنف والوحدة الوطنية”.

وختم: “أتوجَّهُ بالشكرْ إلى كل من ساهمَ في تأمينِ هذا المقر، والى الذين قدَّموا الدعمَ المادي واللوجستي، واخصُّ بالذكرْ محافظ مدينةِ بيروتْ ورئيس واعضاء مجلس بلديتها ومؤسساتِ الامم المتحدة”.

وبعدها وضع حجر الاساس، وأقيم حفل كوكتيل للمناسبة. وقدم اللواء ابراهيم دروعا تكريمية لكل من: المحافظ عبود، رئيس مجلس البلدية عيتاني والى ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

وردا على سؤال بعد انتهاء الاحتفال، قال اللواء ابراهيم: “أنا ما حدا بيغدرني”.

وعما اذا كان سيتولى حقيبة وزارية قال: “علينا البحث وايجاد فخامة رئيس”.