في خضم التوتر المتصاعد مع تايوان، كشفت الصين مؤخرا عن طائرة بدون طيار فريدة من نوعها تعمل بالطاقة الشمسية، كبديل للأقمار الصناعية، وتستطيع البقاء في الجو لعدة أشهر لتأمين المناطق الحيوية الصينية حال استهدافها بهجمات مباغتة.
ويتصاعد التوتر بين الصين وتايوان، على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه الشهر الماضي، حيث ردت بكين على الزيارة بإجراء مناورات عسكرية ضخمة بالذخيرة الحية من 6 اتجاهات حول تايوان.
والطائرة الجديدة “كيو إم إكس 50” التي تلقب بـ “نجمة الصباح”، تعمل بالطاقة الشمية كقمر صناعي، ولا مثيل لها في العالم، وأجرت مؤخرا رحلة ناجحة في يولين، بمقاطعة شنشي بشمال الصين، حسبما ذكرت وكالة “شينخوا” الصينية الحكومية.
ما هي “كيو إم إكس 50″؟
• مركبة جوية كبيرة مسّيرة.
• تعمل بالطاقة الشمسية قرب الفضاء.
• تطير على ارتفاعات فائقة.
• ذات تكوين هيكلي مزدوج.
• تمتلك أول نظام تشغيل للطائرات الكبيرة بدون طيار.
• تعمل بالكهرباء بشكل كامل، مدفوع بالطاقة الشمسية.
وتقول وكالة “شينخوا”، إن “كيو إم إكس 50” هي مستقبل الطائرات العاملة بالطاقة الشمسية، وستساعد على تطوير الصين للطاقة الجديدة والمواد المركبة وتكنولوجيا التحكم بالرحلات الجوية وتعزيز قدرات البلاد لتنفيذ مهمات في الفضاء القريب، فضلا عن قدراتها العسكرية التي من شأنها حماية البلاد.
وقال الخبير العسكري الأميركي بيتر آليكس، إن تلك الطائرة تأتي بعد جهود الصينين في تصنيع الطائرة بدون طيار “دبليو- زد 80” ولكن الاختلاف أن “كيو إم إكس 50” ستعمل بالطاقة الشمسية، واصفا إياها بأنها طفرة في مجالي الطيران المدني والعسكري.
وأضاف آليكس لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الطائرة الصينية تستطيع الطيران على ارتفاع أكثر من 20 كيلومتر أعلى منطقة السحب والتقلبات الهوائية ما يجعلها تحافظ على ثباتها والبقاء لعدة أشهر بالفضاء، كما تستطيع الطيران تحت أي ظروف جوية وتستطيع تأمين الأصول الصينية حال استهدافها بضربة عسكرية مفاجئة.
مميزات متنوعة:
• تنفذ مهمات جوية على ارتفاعات عالية ولمسافات بعيدة.
• تستخدم الطاقة الشمسية والخضراء بدلا من الوقود.
• يمكنها تنفيذ مهمات جوية متنوعة بما فيها الاستطلاع
• مراقبة حرائق الغابات وبيئة الغلاف الجوي
• رسم الخرائط الجغرافية ونقل الاتصالات
• تتمتع بتقنيات وتطبيقات عسكرية كبيرة
• أرخص من الأقمار الصناعية
• يمكن إطلاقها من المطارات العادية بدلاً من مراكز إطلاق الأقمار الصناعية.
وقالت مجلة “ميلتاري واتش” العسكرية، إنها طائرة بدون طيار ضخمة تستطيع الطيران في الفضاء القريب باستخدام الطاقة الشمسية فقط، هي ميزة فريدة جدا لا مثيل لها.
وأكدت أن هذه الطائرة “لا مثيل لها في العالم وتتمتع بتقنيات وتطبيقات عسكرية كبيرة، وقادرة على توفير بيانات الاستهداف أو اتصالات التحكم بالأصول الصينية في حال تحييد أقمارها الصناعية.
وتعد الطائرة أيضا، بحسب المجلة، أرخص بكثير من تلك الأقمار ويُعتقد أنها أسهل بكثير من ناحية الحركة عندما تكون محمولة جواً ما يسمح لها بتنفيذ عملية إعادة انتشار لتجنب التهديدات أو توفير التغطية بسهولة أكبر.
استخدامات مدنية وعسكرية:
ويقول مينا عادل، الباحث في شؤون الطيران، إن لطائرة “كيو إم إكس 50″ استخدامات متنوعة بين المدني والعسكري، كما تعد أهم اختراعات الطيران في عصرنا هذا بل وتفتح دربا جديدا لما يسمى بحرب النجوم”.
ويضيف أن: “السبب يرجع لما يقدمه هذا النوع من الطيران من تطبيقات كثيرة في المجالين المدني والعسكري وهي تقارن بأهم المشاريع المستقبلية للولايات المتحدة في مشروع “الزفير” الذي تنفذه شركة “بوينج”، ومشروع “الصقر 30” من شركة “هابس موبايل” الأميركية، ثم مشروع التنين الصيني الأخير والطائرة “كيو إم إكس 50″ التي تلقب بـ”نجمة الصباح”.
ويردف عادل، قائلا: “من المفترض أن تحل هذه الطائرات محل الأقمار الصناعية القريبة من الأرض بكلفة أقل نظرا للتصميمها الخفيف المخصص للطيران في طبقة الستراتوسفير بالغلاف الجوي، ولن تحتاج سوي بعض الرجال لإطلاقها إلى السماء”.
وأشار إلى أن “بطاريات الطاقة الشمسية المتجددة تضمن لهذا النوع من الطيران البقاء في الجو لعدة أشهر، كما سيتم تزويدها بمنظومات تساعدها للقيام بمهمات الاستطلاع ومراقبة وتحليل الغلاف الجوي ورسم الخرائط ونقل الاتصالات والإشارات”.
وعن استخدمها في المجال المدني يقول مينا عادل، سيكون لها فوائد تماثل الأقمار الصناعية في أوقات الأزمات والكوارث بجانب المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ بشكل لحظي وبتكلفة بسيطة، ومن الممكن أن تحل محل شبكات الاتصالات والإنترنت حال انقطاعها”.
وأضاف عادل: في ظل تطور منظومات التسليح الصاروخية الدفاعية ستمثل هذه الطائرات تحد كبير، بسبب بصمتها الردارية الصغيرة والتصميم النحيف وسرعتها القليلة، وبالتالي سيكون من الصعب رصدها والتعامل معها”.
وختم بالقول: كما ستقدم الكثير بالمجال العسكري وأهمها العمل كوحدة ربط بين الاتصالات والإشارات بين القوات في الميدان ومراكز القيادة ما قد يغني عن أجهزة الـ “جي بي إس”.