مراجعة علمية تكتشف “دليلا” على مساهمة خضار محددة في زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة

يقتل السرطان الملايين كل عام حول العالم، على الرغم من الجهود الرائدة لاستئصاله. وإلى غاية التوصل إلى علاج، يظل الحد من المخاطر أمرا في غاية الأهمية.

وفي إطار البحث عن طرق جديدة لتقليل المخاطر المحتملة، سلطت مراجعة حديثة لمجلة BMJ الضوء على “دليل” يشير إلى أن نوعا من الخضار قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

وكشفت مراجعة مجلة BMJ لعام 2020، أن خفض تناول الخضروات المخللة قد يساعد في درء خطر الإصابة بسرطان المعدة

ويعد سرطان المعدة خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعا في جميع أنحاء العالم، مع أعلى المعدلات في شرق آسيا.

وتشير مراجعة BMJ إلى أن “تناول كميات كبيرة من الأطعمة المملحة، مثل الأسماك المحفوظة بالملح، يرتبط بزيادة المخاطر. وقد يكون هذا بسبب الملح نفسه أو عن طريق المواد المسرطنة المشتقة من النتريت في العديد من الأطعمة المحفوظة”.

ووفقا للمراجعة، تشير “بعض الأدلة” إلى أن تناول كميات كبيرة من الخضار المخللة يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة بسبب إنتاج مركبات N-nitroso عن طريق العفن أو الفطريات، والتي توجد أحيانا في هذه الأطعمة.

والتخليل هو عملية حفظ الأطعمة عن طريق تعبئتها في الخل والماء والملح وأحيانا السكر.

وقال تقرير صادر عن الصندوق العالمي لأبحاث السرطان (WCRF) بعنوان “النظام الغذائي والتغذية والنشاط البدني وسرطان المعدة”، إن الأدلة على الخضروات المحفوظة بالملح تأتي بشكل أساسي من آسيا.

ونشرت إحدى هذه الدراسات في مجلة Cancer Science. ووجدت أن تناول الخضار المخللة “مرتبط بشكل كبير” بسرطان المعدة.

وكتب الباحثون في الدراسة: “من المعروف على نطاق واسع أن استهلاك الخضار يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان المعدة”.

وسلط الباحثون الضوء على حقيقة أن معدلات الإصابة بسرطان المعدة ما تزال مرتفعة في كل من السكان اليابانيين والكوريين، على الرغم من أنهم يستهلكون كميات كبيرة من إجمالي الخضروات.

وافترضوا أن “هذا قد يرجع إلى حقيقة أن اليابانيين والكوريين يستهلكون بشكل أساسي الخضروات المصنعة، مثل الخضار المطبوخة أو المملحة أو المخللة، بدلا من الخضار الطازجة”.

ولتحديد ما إذا كان استهلاك الخضار الطازجة والمخللة له تأثيرات مختلفة على خطر الإصابة بسرطان المعدة لدى السكان اليابانيين والكوريين، أجرى الباحثون تحليلا تلويا (تحليل إحصائي) للتقارير الوبائية المنشورة.

ووقع تضمين ثماني دراسات حول استهلاك الخضار الطازجة و14 دراسة حول استهلاك الخضروات المخللة المتعلقة بمخاطر الإصابة بسرطان المعدة في هذا التحليل.

ونظر الباحثون في أربع دراسات لاستكشاف الاختلافات في خطر الإصابة بسرطان المعدة لدى الرجال والنساء بشكل منفصل.

وكتب الباحثون: “لاحظنا أن تناول كميات كبيرة من الخضار الطازجة كان مرتبطا بشكل كبير بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة، لكن تناول كميات كبيرة من الخضروات المخللة كان مرتبطًا بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة”.

وخلصوا إلى أن: “نتائج هذا التحليل تقدم دليلا على أن تناول كميات كبيرة من الخضار المخللة قد يزيد من مخاطر سرطان المعدة وتقترح أن الاستهلاك العالي للخضروات الطازجة، بدلا من كمية كبيرة من الخضار المخللة، مهم لتقليل مخاطر سرطان المعدة”.

وتجدر الإشارة إلى أن الدليل على الملح في الوجبات الغذائية من أماكن أخرى في العالم غير حاسم – قد يكون هذا بسبب الصعوبات في قياس الملح الكلي.

ويشير الصندوق العالمي لأبحاث السرطان (WCRF) إلى أن “الأدلة على إجمالي تناول الملح ، من الدراسات في جميع أنحاء العالم، لم تظهر ارتباطا قويا بسرطان المعدة. ويجب إجراء المزيد من الأبحاث لفحص تأثير الأطعمة عالية الملح التي يتم تناولها بشكل شائع في الغرب”.

المصدر: إكسبريس