أسفرت صدامات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية صباح الجمعة في باحة المسجد الأقصى في القدس، في أول مواجهات من نوعها منذ بدء شهر رمضان، عن سقوط أكثر من مئة جريح وسط مخاوف من تصعيد في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة فرانس برس إن “117 جريحا نقلوا” إلى مستشفيات في القدس وتمت معالجة “عشرات” في المكان خلال الصدامات في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967.
من جانبها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن ثلاثة من عناصرها جرحوا في المواجهات.
ويشهد الحرم القدسي في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة باستمرار صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين.
وخلال شهر رمضان في 2021، تحولت تظاهرات ليلية في القدس واشتباكات في باحة الأقصى إلى حرب استمرت 11 يوما بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، وإسرائيل.
وذكر شهود عيان أن فلسطينيين رشقوا بالحجارة قوات الأمن الاسرائيلية التي ردت بإطلاق الرصاص المطاط على بعضهم.
ورأى مصور لوكالة فرانس برس أكثر من مئة فلسطيني يرشقون بمقذوفات قوات الأمن الإسرائيلية.
وقال بيان الشرطة الإسرائيلية إنه قرابة الساعة 04,00 (01,00 ت غ) “قام عشرات من الشبان الملثمين حاملين أعلام حماس وأعلام السلطة الفلسطينية” بالدخول إلى المسجد الأقصى. وبحسب بيان الشرطة قاموا “بجمع الحجارة والألواح الخشبية وأشياء أخرى استخدمت في أعمال شغب عنيفة”.
وأضاف البيان أن قوات الشرطة “انتظرت حتى نهاية الصلاة” ثم “قامت الحشود بإلقاء الحجارة باتجاه حائط المبكى”، مشيرا إلى أن قوات الشرطة “ومع تصاعد العنف، اضطرت للدخول إلى الأراضي المحيطة بالمسجد”.
شدد البيان على أن “قوات الشرطة لم تدخل إلى داخل المسجد”.
وقال وزير الأمن العام الاسرائيلي عمر بارليف “لا مصلحة لنا في أن يصبح جبل الهيكل بؤرة للعنف. هذا سيضر بالمسلمين هناك واليهود عند حائط المبكى”.
– من تل ابيب إلى الضفة الغربية –
تأتي الاشتباكات بينما أرسلت إسرائيل تعزيزات إلى الضفة الغربية وعززت الجدار الفاصل معها بعد أربع هجمات أدت إلى سقوط 14 قتيلا في الدولة العبرية غالبيتهم من المدنيين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
في المقابل قتل 21 فلسطينيا من بينهم عدد من منفذي هجمات، في أعمال عنف متفرقة منذ ذلك الحين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وقتل ثلاثة فلسطينيين الخميس فيما شنت القوات الإسرائيلية عمليات جديدة في منطقة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب هجوم مميت نفذه فلسطيني في تل أبيب الأسبوع الماضي.
وبعد هجوم تل أبيب، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قوات الأمن “الحرية الكاملة للتحرك” و”لدحر الإرهاب” في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967. وحذر بينيت من أنه “لن تكون هناك حدود” لهذه الحرب.
ويأتي تصاعد العنف بين الجانبين خلال شهر رمضان وقبل احتفالات عيدي الفصح اليهودي والفصح المسيحي.
العام الماضي، شهدت القدس الشرقية توترات عنيفة امتدت إلى باحات المسجد بعد تظاهرات احتجاجا على تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حي الشيخ جراح من قبل المستوطنين الإسرائيليين. وتطورت الاحتجاجات وأدت إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوما.
نقلًا عن AFP