فيينا: واشنطن تطمئن الحلفاء.. والاتفاق وشيك

يبدو ان مفاوضات فيينا “على لياليها”. هل تنتهي بولادة تفاهم على اتفاق نووي “جديد” ام يتم اجهاض المولود المنتظر في ربع الساعة الاخير؟ لا جواب واضحا بعد، وحظوظ الخرق الايجابي او السقوط تبدو متساوية مع تقدّم طفيف لفرص النجاح، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.


في الساعات الماضية، قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري امس “أوشكنا على الانتهاء من الاتفاق النووي الإيراني”.

قبله، بأيام قليلة، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمام منتدى الدوحة الدولي، أن إيران والقوى العالمية قريبون للغاية من التوصل لاتفاق بخصوص إحياء اتفاق 2015 النووي، لكبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليهاخ

وفي وقت اجتمع منسّق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية إنريكي مورا، في طهران نهاية الاسبوع، مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري ، فوزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، ضمن زيارة يأمل خلالها بحل نقاط التباين المتبقية بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، كان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن يحط في تل ابيب حيث التقى عددا من وزراء الخارجية العرب، في محادثات بدا اوّل اهدافها طمأنة هواجس الاسرائيليين الى ان الاتفاق النووي “العائد” الذي يقترب من ابصار النور، مهما حمل من بنود ومن “تنازلات” اميركية، لن يكون على حساب امن الكيان العبري وسلامته واستقراره، التي تبقى في صدارة واولويات واشنطن التي تعلو ولا يعلى عليها.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، في القدس: عندما يتعلق الأمر بما هو أهم، فنحن على توافق تام، كلانا ملتزم ومصمم على ضمان عدم امتلاك إيران أبداً سلاحاً نووياً. وأضاف أن إدارة الرئيس الرئيس الأميركي جو بايدن، تعتقد أن “العودة إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل هي أفضل طريقة لإعادة تقييد برنامج إيران النووي”. من جهته، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، إلى “خلاف حول البرنامج النووي ونتائجه” مع واشنطن، “ولكن بيننا حوار منفتح وصادق”.

وقال: ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة معاً لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن إسرائيل ستفعل ما تراه ضرورياً لوقف البرنامج النووي الإيراني. بدوره، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في تصريحات متلفزة بعد لقائه بلينكن، عن “قلق” بلاده من إمكانية إزالة واشنطن الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات “الداعمة للإرهاب”.

حتى الساعة، واشنطن لم تحسم قرارها في شأن “الحرس”، في الموازاة، نقل بيان للخارجية الإيرانية عن عبداللهيان قوله إن “غياب القرار السياسي الأميركي لرفع العقوبات المتعلقة بالفوائد الاقتصادية للشعب الإيراني هو حالياً العقبة أمام تحقيق نتائج نهائية”، وشدد على أن “الاستفادة من كل الفوائد الاقتصادية والرفع الفاعل للحظر هو أولويتنا القصوى”.

فهل تكون الصيغة السحرية التي تتيح التوصل الى خرق في فيينا برفع جزئي لبعض العقوبات الاقتصادية عن ايران، من دون ازالة الحرس عن اللائحة الاميركية السوداء؟ ام تصرّ طهران على الاثنين معا، او تكتفي بـ”جائزة” واحدة منهما تشمل العقوبات الاقتصادية او الحظر على الحرس الثوري، فيرتفع الدخان الابيض من فيينا قريبا؟! لننتظر ونر، تختم المصادر.

المصدر: ليبانون فايلز