عيد.. بأي حال عدت يا عيد؟!


خاص لمواقع أخبار عربية و رحال غلوبال
كتبت أريج الدنف

يحل العيد هذا العام على معلمي لبنان و خصوصا بالقطاع الرسمي، حاملا معه الكثير من الوجع والقهر والانكسار.
فالمعلم الذي تغنى به الشاعر احمد شوقي و الذي كاد ان يكون رسولا بنظره، دفعت به الطبقة السياسية في لبنان الى ان يكون متسوّلا، يشحذ دخله وحقه على ابواب المصارف. الدخل الذي ما عاد يؤمن له شيئا من سبل العيش الكريم.
فترى معلما لا يملك ثمن بنزين للوصول الى عمله، و آخر لا يكفيه معاشه لشراء الطعام و تأمين تعليم اولاده و اخرون كثر يخشون المرض، لأن ما بين ايديهم لا يكفي ثمن فحصية طبيب و دواء.
اما المتعاقدون، الذين لا يتقاضون راتبا شهريا، فهم رسميا اليوم تحت خط الفقر، يتخبطون بمآسيهم التي تبلسمها الوعود الرنانة لوزير التربية بين ٩٠$ من جهة و عقد كامل من جهة ثانية و بدل نقل عن ايام اقل من الحضور من جهة ثالثة. كل هذه الوعود لن تتحقق كليا و ما تحقق منها يساوي فتات لتمضية ايام فقط و الباقي يبقي حبرا على ورق الي حين تنفيذه.
نأسف على ما آلت له الأمور، نأسف ان مسؤولي بلد الرسالة و العلم و عاصمة الكتاب، بلد الحرف، يحاربون التعليم الرسمي و يذلون المربي.. نأسف القول ان المربي يفترش الطرقات ليأخذ حقه.. نأسف القول ان جميع من في السلطة متآمرون للقضاء على التعليم الرسمي من اساسه حتى الجامعة اللبنانية، مستخدمين المعلم كوسيلة. المعلم صاحب الرسالة السامية و التضحية الجبارة الذي لا يؤكل له كتف… ولكن في ظل هذه الظروف المعيشية القاسية و الاحوال القاهرة بماذا يمكن للمربي ان يضحي بعد؟
اعيدوا للمربي مكانته ليستطيع ان يكمل مسيرته، اعيدوا له كرامته التي سلبتوه اياها بفعل جشعكم و طمعكم بالسلطة و المال، اعيدوا له وقاره و هيبته الي محت آثارهما خطوط الهم و الحزن على وجهه. المربي هو من رفعكم، هو من ارشدكم و علمكم، فكونوا من اهل الوفاء اذا كنتم لا تستطيعون ان تحكموا بالعدل.
احكموا بالوفاء و العدل، اكراما ليس فقط للمعلم، بل أيضا كرمى اطفالنا و اولادنا و شبابنا الذين لا سبيل لهم سوى التعلم في المدارس و الثانويات و الجامعات الرسمية، لا تتركوا قساوة الحياة تتملك منهم و من احلامهم و طموحاتهم، فهم امل الغد و ركيزة المستقبل، المستقبل الذي لا تريدونه انتم سوى لكم و لعائلتكم الصغيرة.
رسالتنا ليست فقط الى وزير التربية و الطبقة الحاكمة في لبنان انما ايضا للمجتمع الدولي الذي يضع ثقته في غير مكانها و يفوّض بالاموال الى من لا ثقة بهم، فبدل تعزيز التعليم الرسمي بهذه الاموال و حفظ حقوق المعلم، تتبخر الاموال ولا يصل منها الا الفتات فينهار الجسم التعليمي من رأس الهرم حتى اسفله.
كل عام و المربي محفظوة كرامته و مصانة حقوقه.