انقذوا أبناء طرابلس من الوقوع في فخ داعش

قبل أشهر بدأت حالة اختفاء عدد من شبان طرابلس تظهر إلى العلن، أغلبيتهم ما دون العشرين سنة، لتتلقى بعدها عائلاتهم اتصالاً منهم يطلعونهم من خلاله أنهم في العراق،

أكد الناشط السياسي والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد الأيوبي، أنه “منذ أشهر إلى الآن غادر ما يزيد عن  150 شاباً طرابلس على دفعات، من خلال مجموعات صغيرة استخدموا السيارات والباصات الصغيرة”.

كيفيه الوقوع في فخ “داعش”

يلجأ تنظيم داعش، كما قال الأيوبي لموقع “الحرة”، إلى “استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واتساب ومسنجر وغيرهما، في عمليات استقطاب الشباب بشكل كبير، وذلك بعد متابعة نشاط المراهقين والفتيان على صفحاتهم الاجتماعية ودراسة حالاتهم النفسية والاجتماعية، حيث يتم تحديد من هم الأكثر قابلية للتجاوب مع أفكار التطرف، بالاستناد إلى حماستهم الدينية أو وضعهم الاقتصادي المزري وحالة اليأس التي وصلوا إليها وحتى “المظلومية الأمنية” من خلال إيهامهم بأنهم مطلوبون وأن عليهم ملفات أمنية”.

ويضيف “بعد تحديد المستهدفين، يبدأ عناصر من التنظيم ومنهم من أبناء طرابلس، وسوريون مقيمون فيها، بمحاورتهم وإقناعهم”.

ويؤكد الأيوبي أنه “بعد الاستقطاب الفكري يأتي دور التجنيد، وهذه المرحلة لا تخلو من دفع المال للضحايا الذين يتم إعدادهم نفسياً لإبعادهم عن عائلتهم،

وبحسب الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب “لا يزال تنظيم داعش يستخدم ذات الوسائل في استقطاب الشباب منذ إعلان قيام ‘الدولة الاسلامية’ في عام 2014 وذلك عبر التفسير غير الصحيح للآيات القرآنية لاسيما آيات الجهاد والقتال في سبيل الله، يحركهم عبر عاطفة دينية غير واعية بهذه النصوص، هو يصور العنف والقتل على أنهما جهاد، من هنا نسأل أين المؤسسات الدينية والمجمعات الفقهية في العالم العربي التي ترد وتفكك مثل هذه الأفكار؟”

كما اعتبر أحد المطلعين على الموضوع في طرابلس (رفض ذكر اسمه كونه يدخل في مفاوضات مع بعض المغرر بهم للعودة إلى لبنان) أن عوامل عدة تدفع الشباب إلى السقوط في فخ “داعش” منها “الوضع الاقتصادي السيء في البلد، البطالة، عدم وجود أفق للشاب اللبناني وخاصة الطرابلسي في بناء أسرة، إضافة إلى الفكر المغلوط الذي يحمله هؤلاء عن الدين”.

الملف خطير وعلى الدولة اللبنانية وخاصة زعماء طرابلس تحمل المسؤولية في مكافحة التطرف سواء من خلال القيام بتوقيف الشبكات التي تستقطب وتجنّد الشباب أو من خلال إيلاء الاهتمام لحملات توعية المراهقين منعا لاستغلالهم.