تغيّر المناخ وازدواجيّة تبعيّاته…كتبت كريستابيل نجم

يشهدُ تغيّر المناخ انقلابًا في الأحوال الجويّة إمّا لفترةٍ وجيزةٍ وإمّا لفترةٍ معقدّةٍ طويلةِ الأمد، فيتأرجحُ ما بين حرارة الجوّ والشمس الحارقة أو البرد القارس والرياح الناشطة.

وقد تشهدُ البلدان ومناطقها على تلك التغيّرات وثُغرها يومًا بعد يوم بيدَ أنّه يتوجّب عليها التأقلمُ معها وفقًا لموقعها الجغرافيّ وانبعاثاتها الكربونيّة. وبحسبِ ما توصّل إليه قادةُ العالم خلال لقائهم في مؤتمر الأمم المُتّحدة لتغيّر المناخ Cop26، فإنّ لتغيّرِ المناخ آثارٌ لاذعةٌ ليس فقط بارتفاعِ دراجات الحرارة في العالم، بل بشحّ المياه واضمحلالِ بعض الأطعمة الأساسيّة.يُشار إلى أنّ أميركا والصين هما الأكثَر إنتاجًا في العالم للغازات الدفيئة، بيدَ أنّ دول الخليج تملكُ أكثرَ نسبة انبعاثاتٍ للغازات ضمنًا للفرد. ويبقى كلٌّ من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثرَ تضررًا من تغيّر المناخ، لذا وجُب طرحُ خمس بيانات تتناولُ موضوعًا موحّدًا حول كيفيّة تأقلمِ الدولِ والفرد مع التغيّرات المناخيّة تبعًا لخططٍ مزدوجةٍ متطورّةٍ تؤهّله العيشَ في مناطق آمنةٍ، على الدول الغنيّة والفقيرة اتباعها.

الموضوع الأوّلبناءُ مُجمعاتٍ سكنيّة صديقة للبيئة بناءُ مجمعاتٍ سكنيّة صديقة للبيئة أو ما يُعرف بالمدينة المُستدامة، حيثُ عمدَت دولة الإمارات على بناء معهدٍ حياديّ للكربون أيّ أنّ صافي انبعاثاته الغازيّة يُساوي الصفر. وقد تعتمدُ هذه الدولة على مصادرَ نظيفةٍ للطّاقة فتشجّعُ السُكان على ركوب الدراجات واستخدام العربات الكهربائيّة. أمّا أسطحِ المجمعات السكنيّة فتكون مغطّاةً بلوحات للطّاقة الشمسيّة قُبيل إنتاج نسبة 60% من الطّاقة المُستخدمة في المنازل ريثما يصحّ استخدام مصابيحَ ثنائيّة باعثة للضوء LED لتوفير فواتير المياه والكهرباء.

يُذكرُ بأنّ دولةَ الإمارات هي الأكثرَ إنتاجًا لغازِ ثاني أوكسيد الكربون في العالم.الموضوع الثانيّتشجيع السيّاحة الإيكولوجيّة جرّاء الزراعة الحرجيّةيتطلّبُ التكيّفُ مع المناخ نهجًا شاملًا يشملُ الأراضي العامة والخاصة حيث تُساهم الزراعة الحرجيّة بالحدّ من التهديدات المناخيّة، عزل الكربون واضمحلال انبعاثات الغازات الدفيئة. وقد يشهدُ العالمُ على التميّزات الطبيعيّة آنذاك عبرَ القيامِ بنشاطاتٍ مختلفة ٍكالمشي والتنزّه، التّخييم، الغطس مع الحفاظ على البيئة البحريّة للأجيال القادمة وتشجيع التراث والصناعات التقليديّة كالفخار مثلًا.الموضوع الثالثإعادةُ تأهيلِ القرى الرّيفيّةإعادةُ تأهيلٍ القرى الريفيّة، فكرةٌ عبقريّةٌ لتقليسِ النزوح الريفيّ إلى المدن وإحياءِ الريف وعقائده في ظروف التغيرات المناخيّة الّتي قد تشهدها المناطق كافة. وقد تكمنُ إعادة تدويرها من خلال بنائها بحجارةٍ تسمحُ لها التكيّفَ مع الحرارة ريثما يرجّح أن تكون أسطحُ المنازل مغطاةً بالّلون الأبيض فتنعكسُ الحرارة في كلّ مكانٍ بهدف التهوئة والتبريد. وفي ما خصّ مداخلَ غرفها، يُفضّلُ أن تكون مداخلها مطليّةً بلونٍ غامقٍ كي تصبحَ الحرارة ُداخلها أقلّ بعشرِ مرّات من الحرارة في الخارج.الموضوع الرابع حصدُ الضبابالطريقةُ الأمثل والمتّبعة في بلاد المغرب لتوفير مياه الشرب، حيث ترتكز على اعتراضِ الضباب في قممِ الجبال عبر شباكٍ متخصصّةٍ بعد أن تُعالجَ قطراتُ المياه ويتمّ خلطَها مع مياهِ الآبار.تُنقلُ المياهُ فيما بعد إلى عدّة قرًى وإلى أكثرَ من 152 عائلة.الموضوع الخامسإدراج التربية البيئيّة في المناهج الدّراسيّةوقد تشملُ التربية البيئيّة إدراجَ المواد التاليّة

في المناهج الدّراسيّة: ” المواد البيئيّة والتاريخيّة، مناطق التصحّر، التغيّر المناخيّ وكيفيّة التكيّف معه إضافةً الى معالجة الجفاف وشحّ المياه “. وقد يكون الطلابُ أي الأجيال القادمة هم الأكثرَ تحضّرًا واستخدامًا للتكنولوجيا ، لذا فإنّ اتباعَ هذا المنهج البيئي سيعزّز من قدراتِهم الفكريّة، طموحاتهم وذكائهم التكنولوجيّ فورَ تأقلمِهم مع التغيّر المناخيّ وإيجادِ حلولٍ إبداعيّة للحدّ من آفاقه السلبيّة. لذا تلعبُ الأنظمة البيئيّة الأرضيّة دورًا أساسيًا في عزلِ ثاني أُكسيد الكربون وإزالته من الغلاف الجويّ للحدّ من تأثيرات تغيّر المناخ البشريّ المُنشأ. كذلك فإنّ كربون النظام البيئيّ يُشكّلُ أهميةً خاصةً جرّاء ال CO2 والميثان أي CH4 باعتبارهما من الغازات الهامة الّتي تسبّبُ الإحتباس الحراريّ. وريثما يتمّ اتخاذُ إجراءات إدارة الأراضي يُرجّح أنّ تأثيرها سيكون فعليًا على انبعاثات أكسيد النيتروز أي ال N2O وهو غازٌ آخرٌ بالغُ القوة من غازات الدفيئة. وبعد أن أكّدت دراسة “غلوبل كربون بروجكت ” إلى أنّ الإنبعاثات العالميّة لثاني أُكسيد الكربون قد تسبّبت بشللٍ إقتصاديّ عالميّ أدّى لانخفاض جذريّ لانبعاثات غازات الدفيئة وبخاصةٍ بعد جائحة كورونا، فهل تُعدّ تلك المشاريع تقدُّمًا مَرجوًا لعدمِ تعايش الأجيال القادمة مع الجوع، الصراع والهجرة الجماعيّة؟