“تجربة انتخابية جديدة لم يشهدها لبنان منذ قيامة دولته أنتجت برلماناً شبابياً “بحتاً” خارج القيد الطائفي، قائم على أساس قانون انتخابي مختلط بين الأكثري والنسبي.”

كتبت #راماالجراح في مقالتها بـ #لبنانالكبير

تجربة انتخابية جديدة لم يشهدها لبنان منذ قيامة دولته أنتجت برلماناً شبابياً “بحتاً” خارج القيد الطائفي، قائم على أساس قانون انتخابي مختلط بين الأكثري والنسبي، أوصل 64 شاباً وشابة إلى سُدّة برلمان غير رسمي يُمكن اعتباره “بروفة” للاستحقاق التشريعي المقبل، يعكس وجهات نظر الشباب أملاً بالتغيير نحو الأفضل.

وأعلنت مؤسسة “أديان” نتائج إنتخابات برلمان الشباب التي نظّمها مركز “رشاد للحوكمة الثقافية” في المؤسسة، وذلك في مؤتمر صحافي عقدته الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات ليل البارحة، بعد يوم انتخابي امتد من التاسعة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر، وكان التصويت اختيارياً عن بُعد عبر رابط إلكتروني معين خاص بالمؤسسة، أو حضورياً في 9 مراكز اقتراع توزّعت بين مختلف المحافظات.

وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة أديان الدكتور إيلي الهندي نجاح برنامج القادة الشباب من أجل سياسة غير طائفية في لبنان من حيث المضمون والتفاصيل والنتائج من خلال نجاح مؤسسة أديان بتفعيل أكثر من 25 ألف شابة وشاب تسجلوا طوعاً للمشاركة بهذه الإنتخابات و264 مرشحاً و64 فائزاً، ليشكلوا برلماناً شبابياً يعنى بشؤون الشباب ويتابع تحفيزهم على المشاركة بالشأن العام، يقدم إقتراحات قوانين، ويشارك في وضع السياسات ويضغط ليتم تبنيها من المرشحين والأحزاب واللوائح في الإنتخابات النيابية المقبلة


التجربة الأولى في تاريخ لبنان
تشير المرشحة الفائزة عن دائرة بيروت الأولى هانية كنيعو إلى أن “هذه التجربة كانت فرصة لتفعيل دور الشباب وإيصال صوتهم للبرلمان الحالي عبر البرلمان الشبابي، وللتعرف أكثر إلى مرشحين شباب من عدة مناطق ومعرفة مشاكل مناطقهم، وفي المرحلة المقبلة سيبدأ البرلمان الشبابي اجتماعاته ومناقشة القوانين التي وضعناها، وأتوقع أن لا نواجه أي صعوبات بالنسبة لذلك لأن الأغلبية الموجودة في البرلمان تملك الرؤية عينها للتغيير، ولا نية عند أحد للعرقلة”.

وتضيف لـ”لبنان الكبير” عن اليوم الإنتخابي: ” كان صعباً نوعاً ما، لأن الوعي السياسي عند اللبناني بشكل عام ضعيف وأغلب الشعب لا يعلم مدى أهمية الإدلاء بصوته، من ناحية ثانية لم تعتد الناس هذا النوع من الانتخاب عبر رابط على الإنترنت، بالإضافة إلى عدم اهتمامهم بالانتخابات بشكل عام، ولا ننسى عقبات انقطاع الكهرباء والانترنت الأمر الذي صعّب علينا العمل للتحضير لهذا اليوم”.

وتتابع: “القانون الانتخابي الذي اتبعته مؤسسة “أديان” عادل، إذ أعطى حق الانتخاب إلى الأشخاص المولودين من أم لبنانية، إضافة إلى إعطاء الشباب بدءاً من عمر ١٨ سنة الانتخاب، كما شهدنا تعدداً وتنوعاً مناطقياً في اللوائح وتحفيزاً لدور المرأة والكوتا النسائية”.

وترى كنيعو أن “فكرة هذا البرلمان هي الأولى في تاريخ لبنان، وأعطت الشباب حافزا لإيصال أفكارهم للتغيير الجذري الذي نحتاجه اليوم في وطننا وأشكر كل من صوت لي وسنكون عند حسن ظن الجميع بكل شفافية وثقة
ولاية البرلمان سنة واحدة
وتؤكد المرشحة الفائزة عن الدائرة الوطنية في لائحة الشباب صنّاع التغيير رشا الحايك أن “هذه التجربة هي الأولى من نوعها في تاريخ لبنان، إذ أقيمت الانتخابات على أساس لا طائفي، وضمن قانون مختلط لم يسبق أن تم تطبيقه في لبنان أبداً، وكان مفتوحاً للجميع الانتخاب على أساس شخصية المرشح وبرنامجه لا على اساس طائفته أو سياسته، الأمر الذي شجعني أكثر على الإنخراط في هذا البرلمان وإعلان ترشحي”.

وعن العمل لتطبيق برنامجها الانتخابي، تقول: “سأعمل ضمن الكتلة التي انتمي إليها، ولا شك أننا سنتعاون مع جميع أعضاء البرلمان للوصول إلى أهدافنا، ولدينا الكثير من القوانين التي سنعمل عليها وبالأخص أنني مرشحة اللائحة الوطنية أي دائرة لبنان ككل، علما أن مدة هذا البرلمان سنة واحدة فقط، لذلك سنبذل قصارانا لإيصال أفكارنا وقوانيننا إلى مجلس النواب الحالي لبتّها”.

وتُركّز الحايك على الشأن التربوي المهمّش في منطقة البقاع، وتقول: “على صعيد منطقة البقاع بشكل خاص سأعمل على إنشاء فروع جديدة للجامعة اللبنانية على اختلاف الاختصاصات حتى نحد من هجرة شباب البقاع إلى العاصمة بيروت وتكبد أهلهم الكثير من التكاليف مقابل تعليمهم، كما أنني سأطالب بتأمين نقل خاص للجامعة من خلال زيادة موازنة الجامعة اللبنانية”.
وتختم: “كما سنعمل على خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة، والاهتمام أكثر بقطاع المرأة، وتعديل آلية قانون التحرش الجنسي وتجريم المُغتصب، إضافة إلى قانون حق المرأة في إعطاء الجنسية لأبنائها”.

هناك عدة تساؤلات يمكن طرحها في حال اتّفق على إجراء الاستحقاق الانتخابي الموعود في شهر آذار، هل سنرى قوانين الشباب وأفكارهم ضمن برنامج انتخاب المرشحين؟ ماذا عن شباب البرلمان هل سيصبحون مرشحين فعليين للمجلس النيابي الرسمي؟ وهل سنشهد معجزة التغيير الجذري على أيدي هؤلاء الشباب قريباً؟