كورونا في خدمة المؤامرة العالمية!

هادي مفيد ريمان

حوالي ثماني مليار نسمة إنه عدد سكان الكرة الأرضية الذي سُجل عند بداية العام 2020 أي عدد السكان الذين يواجهون منذ حوالي العام تقريباً خطر الموت بسبب جائحة كورونا “كوفيد_19” و الذين يتسألون عن مصيرهم مع إنتشار خبر طرح بيل غايتس لشريحة الدجال أو شريحة الشيطان كلقاح للفيروس العالمي. فما هي هذه الشريحة؟ و هل ورد الحديث عن هذه الشريحة في الإنجيل بالصدفة؟وما علاقة بيل غايتس بلقاح الكورونا؟ و ما هي نظرية المليون الذهبي التي أوصى بها نصب جورجيا الغامض ؟ و هل فعلاً هناك منظمات عالمية سرية تهدف إلى الهيمنة على العالم بأسره من خلال إنشاء نظام عالمي جديد؟.

بحسب ما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فإن هذه الشريحة قد طرحت اليوم كلقاح لفيروس كورونا الذي تواجهه البشرية بأسرها و الذي أودى بحياة ما يزيد عن ال 600 ألف شخص حتى الآن. لذلك سيحقن كل البشر بهذه الشريحة الصغيرة للغاية و الذي قد يساوي حجمها حجم حبة الأرز. ولكن لماذا كل هذه الضجة إن كانت هذه الشريحة ستتوفر كلقاح؟ حسناً، يزعم من يؤيد نظرية المؤامرة و نظرية أن فيروس كورونا من صنع البشر، أن هذه الشريحة ستخزن كافة معلومات الفرد ابتداءً من تاريخه و تاريخ عائلته المرضي مروراً بمعلوماته الشخصية، وصولاً إلى معلوماته المصرفية. حيث ستسمح الشريحة لصاحبها بالتحكم بالأجهزة الإلكترونية كافة حتى السيارات، أما المريب على حد تعبيرهم فهو أن بإمكان هذه الشريحة تتبع موقعك لحظة بلحظة و الأخطر من ذلك هو التحكم بالأنسان بكل ما للكلمة من معنى، إذ بإمكانها تحفيز الجسم على كل ما يؤمر به. أما النقطة الأشد رعباً هي إمكانية مصنعي هذه الشريحة أو من أحكموا سيطرتهم عليها، قتل الإنسان متى أرادوا من خلال إيقاف وظائف الحيوية كالقلب و الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، سيرضخ العالم بأسره في نهاية المطاف لهذا النظام الجديد و سيتم زرع هذه الشريحة بأجسادهم، إذ لن يتمكن من لم يحصل عليها من إنهاء عملياته المصرفية أو الشرائية أو أي شيئ آخر. كما أطلقوا رواد عالم التواصل الإجتماعي إسم شريحة الدجال أو سمة الوحش على اللقاح المعزوم إنطلاقاً من عاملين :
العامل الأول، وجود الرقم 666 في هوية الإختراع التي حازت عليه الشركة العالمية “مايكروسوفت” والتي أسسها بيل غايتس وهو رقم الشيطان على حد تعبيرهم. هذا العامل دفع الكثير من الناشطين عبر مواقع التواصل الأجتماعي إلى التفكير في المشهد الأول من فيلم أنا الماعز الأليف والذي يصور حيوان الماعز وقد دمغت جبهته بما يشبه ” الباركود” والمصادفة أن الرقم أيضاً هو 666 في إشارة إلى أن البشرية مقبلة على نظام عالمي جديد سيتحكم بها كالدمية.
أما العامل الثاني فهو نص ديني في الإنجيل يقول :
ويجعل الجميع الصغار والكبار، والأغنياء والفقراء، والاحرار والعبيد، تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى او على جبهتهم وان لا يقدر احد أن يشتري أو يبيع الا من له السمة او اسم الوحش او عدد اسمه هنا الحكمة من له فهم فليحسب عدد الوحش فأنه عدد انسان وعدده ست مئة وستة وستون (١٦،١٧،١٨) من الإصحاح الثالث عشر من رؤيا يوحنا اللاهوتي من العهد الجديد بالكتاب المقدس.
انتشر هذا النص بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي بحيث عبر المستخدمون عن قلقهم و غضبهم مما قد يشهدونه بالمستقبل لافتين أنهم لن يقبلوا بحقن هذا اللقاح في أجسادهم. كما نلاحظ أنهه هناك أسم واحد مشترك في جميع المنشورات التي تتناول هذا الخبر المزعوم ألا و هو ” بيل غايتس” عملاق التكنولوجيا كما يوصف و مؤسس شركة ” ميكروسوفت” العالمية. فقد أعتبر أنه مبتكر اللقاح و الأهم أنه هو مصدر فيروس كورونا بهدف إقناع الناس باللقاح لا أكثر و لا أقل، و بالتالي ضمان إنطلاق النظام العالمي الجديد. و قبل المضي قدماً لا بد من تفسير مصطلح نظام عالمي جديد الذي إنتشر بشدةٍ في الآونة الأخيرة. بدء التداول بهذا المصطلح للمرة الأولى في تسعينيات القرن الماضي و كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول من طرحه. و بحسب المؤمنين بنظرية المؤامرة فهذا المصطلح يشير إلى أن العالم ستحكمه حكومة واحدة من نخبة المجتمع، هذه الحكومة ستكون مجهولة تماماً والبعض يعتقد أنها ستضم أعضاء جماعات الماسونية أو المتنورون الأحرار. كما سيتم التداول بعملة واحدة عالمية. و ستذوب كافة الهويات القومية في هوية واحدة و حتى ديانة واحدة.
والآن ما حقيقة إرتباط بيل غايتس بكل ما إنتشر من أخبار. بدأت أصابع الإتهام بالإشارة إلى مخطط بيل غايتس الجهنمي كما وصف منذ بداية العام تقريباً بحيث إشتدت وتيرة الإتهامات في شهر آذار و نيسان و أيار بشكل كبير لسببين. الأول تصريح مصور لبيل غايتس من العام 2015 حينها كشف بيل غايتس أن الحروب القادمة ليست حروب نووية بل حروباً من نوع جديد ألا و هي حروب الفيروسات. لافتاً إلى أنه من اليوم فصاعداً على الدول الإستثمارية الإستثماربشكل كبير في قطاع اللقحات و تعزيز البحوث العلمية لتكون مستعدة لموجة فيروسية مفاجئة. تصريح بيل غايتس منذ حوالي الخمس سنوات صنفه البعض في خانة التنبؤات في حين إعتبره البعض وسيلة غير مباشرة للتمهيد بما سيتسبب به هو في المستقبل القريب ولا سيما أنه أعلن تنحيه عن مجلس إدارة شركة مايكروسوفت لكي يتمكن من التفرغ لبعض مشاريعه و أعماله الخيرية الذي يتصدرها القطاع الصحي. الأمر الذي لم يعتبره البعض مجرد صدفةٍ بريئة بل كان الخبر مثل إنفجار بركان ليعيدنا إلى نظرية المؤامرة من جديد.
أما السبب الثاني فكان التصريح العلني لمسؤول أمريكي في مقابلة إذاعية يتهم فيها بيل غايتس بعد شهر واحد فقط على تنحيه عن مهامه في مايكروسوفت و بأنه قد يكون له يد في إنشاء فيروس كورونا و إنتشاره في جميع أنحاء العالم. إذ قال الأميركي روجر ستون أن ما يعرفه على وجه اليقين هو أن بيل غايتس و غيره من أنصار العولمة يستخدمون فيروس كورونا بالتأكيد من أجل التطعيمات الإلزامية و زرع الرقائق في الناس. هذا الإتهام إعتبره البعض إجابة صريحة على سؤال إنتشر مؤاخراً. ما الذي قد يربط عالم التكنولوجيا و التقنيات المتطورة في عالم الطب و الصحة. الإجابة بحسب الإتهمات هي طبعاً نظرية المؤامرة.
بالمقابل إندرج هذا الإتهام بالذات تحت خانة الموجات و الخلفات السياسية. لا سيما بعد المشاحنات الكلامية و الخلافات التي حصلت بين الإدارة الأمريكية الجديدة و منظمة الصحة العالمية التي يرتبط بها بيل غايتس إرتباط وثيقاً. و الآن هل سيحقن البشر حقاً بالشريحة ” أي دي 2020″؟
فبحسب ما صرح مسؤول في مؤسسة 2020 الذي يدعمها بيل غايتس و إنتشر إسمها كتيراً في الآونة الأخيرة و مقرها نيويورك فإن كل ما يتم تناقله عن شريحة إلكترونية من صنعها يندرج تحت الأخبار الكاذبة فالمؤسسة تعمل على تحسين الحياة من خلال الهوية الرقمية ولا تعمل على تطوير رقاقات تزرع في أعضاء البشر لأنها قد تستخدم من دون موافقة الفرد و في هذه المؤسسة بالذات فأن خصوصية المستخدم و سرية معلوماته من الأولويات التي لن تتنازل عنها أو تساوم عليها. كما أصر المسؤلون على أن المؤسسة تحاول جعل الشخص مسؤلاً عن بياناته والسماح له بإستخدام الشهدات الرقمية كوثائق إعتماد مثل القيادة أو المؤهلات المهنية. فإذا كانت هذه المؤسسة تنفي تصنيعها لأي نوع من الرقائق التي يمكن زرعها في البشر و أن لا علاقة لها بما ينتشر من مزاعم. فهل تمتلك مايكروسوفت بشخص مؤسسها بيل غايتس براءة إختراع لهكذا نوعمن الرقاقات. حسناً تمتلك هذه الشركة براءة إختراع لنظام يحمل الرقم :
WO2020060606A1
و هو يقوم بتتبع نشاط الجسم من خلال التكنولوجيا القابلة للإرتداء مثل الساعة الذكية، والهواتف المحمولة و الأجهزة اللوحية و الأجهزة الذكية. ولم يتم الإتيان على ذكر أي شيئ يتعلق بالرقائق القابلة للزرعفي الجسم. أما رقم الإبتكار فأعتبره البعض إشارة صريحة لسمة الشيطان بسبب وجود الرقم 666 و الحرفين الأولين و هم إختصار لكلمة النظام العالمي الجديد.
لذلك بدء الحديث من جديد عن نظرية المليار الذهبي لاسيما بعد إنتشار تقاريرطبية تفيد بإن الفيروس مصنع و ليس طبيعياً، و أخرها ما قاله الدكتور أديب الزعبي في مقابلته الصحافية و هو استاذ المناعة و الطب التجديدي و رئيس مركز العربي للخلاية الجذعية و عن حد تعبيره أن فيروس كورونا المسبب لمرض الكوفيد ١٩ هو فيروس مخبري و ليس فيروس طبيعياً موضحاً أن مراجعة أبحاث و أوراق علمية نُشرت مؤخراً بدول عدة منها الولايات المتحدة و بريطانيا و هونغ كونغ أوضحت أن الفيروس لا يمكن أن يكون إنتقل بطريقة طبيعية.
نظرية أن الفيروس مصنع دعمت نظرية المليار الذهبي، التي تعتبر أن موارد الأرض لا تستطيع أن تلبي حاجات سوى مليار نسمة فقط بسبب محدوديتها، وذلك ليعيشوا بمستوى دخل مشابه لما هو عليه الحال في الدول الغنية. و قد تناول رجل الإقتصاد روبرت مالتوس في أواخر القرن التاسع عشر هذه الفكرة من منحى إقتصادي. حيث قال أن سكان العالم يتزايدون بمتتالية هندسية ٢، ٤، ٦، ٨، ١٦ في حين أن موارد العالم تتزايد بمتوالية عددية ٢، ٤، ٦، ٨ و بالتالي فأن موارد الكوكب لن تكفي الجميع و لكي يحافظ الأغنياء على حياتهم و مواردهم بنفس النمط و المعدل من الوفرة و الثراء، فيجب التحكم بعدد سكان العالم. هذه النظرية دفعت الكثير إلى التساؤل : ماذا يعني التحكم في عدد سكان العالم؟ هل هذا يعني خلق فيروس لقتلهم عمداً؟. فكرة أرهبت الكثيرين و لم يستبعدها مؤيدي نظرية المؤامرة لأكثر من سبب :
الأول وهو عدد سكان العالم الذي تخطى السبعة مليار نسمة مما دفع الكثير للإعتقاد أن الحكومات المتطورة تعمد على خلق حروب وص فيروسات لتقليل عدد السكان وبالتالي الإستفادة من الموارد الطبيعية للحفاظ على رخاء الأثرياء. أما الصدفة المريبة هي إجماع عدة عوامل على هذه الفكرة و التي أعادها فيروس كورونا إلى الواجهة من جديد أبرزها نصب جورجيا الغامض و أولى الوصاية المنحوتة عليه و التي تقول أبقوا عدد الجنس البشري أقل من خمسمائة مليون نسمة في توازن دائم مع الطبيعة. هذه الوصية أثارت جدل كبيراً و طرحت السؤال عينه، هل هذا يعني أنه من الضروري التحكم بأعداد البشر؟ و من المخول القيام بأي شيئ قد يؤثر على مصير البشر؟.
المسألة و الجواب مبهمان تماماً كما حقيقة ذلك النصب المجهولة تماماً. فهو من الغرانيت و قد تم إنشائه في العام ١٩٨٠ و الغريب أنه لا يعرف شيئ عن الشخص الذي أنشئه سوى إسمه المستعار ” ر. س كريستيان” وقد كتب على النصب عشر وصايا بثمانية لغات، العربية والعبرية و السواحلية و الإسبانية والصينية والروسية و الإنكليزية. والمثير للريبة أن باقي الوصاية لا تقل غرابة و غموضاً عن الوصية الأولى كأنها توصي بشكل غير مباشر بنظام عالمي جديد موحد. إذ تقول الوصاية بإختصار أنه يجب التحكم بالعاطفة والعقيدة وبالتقاليد و تحديد لغة جديدة معاصرة واحدة إلى جانب تصفية الحسابات في محكمة واحدة عالمية.
بالإضافة إلى ذلك فهذا النصب ليس الوحيد المثير للإهتمام، فهناك تقرير لوغانو الذي ظهر في العام ١٩٩٦ و كأنه أتى ليتمم السلسلة الداعية للحد من تكاثر البشر. حيث جاء فيه أن الرأسمالية في صورتها الليبرالية لن يقدر لها أن تبقى على هذا الحال لفترات زمنية طويلة طالما بقية أعداد البشر تتزايد على هذا النحو. وقد توقف التقرير عند نقطتين مهمتين و هما معدلات الوفيات و معدلات الولادة. فعلى الدول المتقدمة بذل الجهود لزيادة عدد الوفيات في الدول الفقيرة و تقليل نسبة الخصوبة. و هنا لا بد من تسليط الضوء على فكرة مثيرة للإهتمام وهي أن العقبة الوحيدة أمام الحد من هذا الإرتفاع تتمثل في دولة الصين و هنا تأتي المصادفة الغريبة، إنتشار فيروس كورونا المميت في عام 2020 بدء من الصين و انتشر منها إلى العالم بأسره.

في النهاية، لا شك أن هذا الموضوع محاط بالكثير من الشك و الغموض ولكن يبقى التساؤل الأكثر أهمية هو ما مصير البشرية من فيروس كورونا؟ وهل سيتم إجبار البشرية على أخذ اللقاح؟ وهل كل ما ورد صدفة أم أجندة مسبقة تم البدء بتنفيذها؟.