شددت سفيرة لبنان السابقة في الأردن تريسي شمعون على “ضرورة تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين لا ثلث معطلاً فيها لأي طرف”. واعتبرت أن “الوزير جبران باسيل مستسلم لمصالحه الشخصية والسياسية، ويريد من خلال مواقفه تأمين وصوله إلى رئاسة الجمهورية، وهو لا يحق له أن يتحدث باسم المسيحيين، ويسلم أمرنا لحزب الله لأنه لا يمثل المجتمع المسيحي.”
كلام شمعون جاء خلال حديث أجراه معها “لبنان الكبير” تمحور حول الوضع القائم على مختلف الأصعدة، والانتخابات النيابية المقبلة، مشيرة إلى أنها لم تتخذ قرارها بعد في الترشح إلى الانتخابات النيابية المقبلة، وأنها حالياً لا تسعى إلى أي منصب سياسي إنما تحاول من خلال موقعها السياسي دعم الشباب المعارضين “الذين لديهم فرصة للتغيير، وبناء بلد على قدر طموحاتهم، وذلك يترجم من خلال صناديق الاقتراع.”
وأسفت لما وصل اليه البلد والشعب، لافتة إلى “أننا في أسوأ وضع عرفه التاريخ اللبناني، والمسؤولون في واد والناس في واد آخر، فهم غير مبالين بأوجاع الناس لأن أولوياتهم تحقيق مصالحهم الخاصة، ما جعلهم يضيّعون الاستفادة من الفرص الكثيرة التي عرضت علينا من العديد من الدول، وهذا أسوأ ما يكون في الحالة التي نعيشها”.
وشددت على “ضرورة تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين لا ثلث معطلاً فيها لأي طرف، يكون هدفها العمل على وضع البلد على سكة الإنقاذ بعيداً عن السلبيات والتعطيل لأن الوضع صعب جداً، ولم يعد يحتمل تصرفات غير مسؤولة وغير إيجابية، وهذا ما تضمنته المبادرة الفرنسية”، مشيرة إلى “أننا وصلنا إلى مستوى سيئ جداً على مختلف الأصعدة حتى إنه لم يعد بإمكاننا الوقوف مجدداً دون مساندة المجتمع الدولي الذي يطلب منا حكومة وفق معايير معينة تبدأ بالإصلاحات، ليقدموا لنا المساعدة، وإلا إذا أتت الحكومة على شاكلة حكومة الرئيس حسان دياب، فما النفع منها؟ . المساعدات لن تأتي إلا من باب الإصلاح”.
وتوجهت شمعون إلى معرقلي التأليف، بالقول: “زمن الإقطاع والمحسوبيات ولّى، والمبادئ التي يعملون على أساسها لم تعد تنفع. يجب الخروج من هذه العقلية التقليدية”، معتبرة أن “من أفشلوا المبادرات الخارجية، خائفون على مصالحهم ودورهم في الحكومة لأنه اذا سارت الأمور وفق المبادرات، لن يكون لهم دور كما يريدون.”
ورأت أن “السلطة الحاكمة بلا ضمير وترتكب جرائم عدم التشكيل والصرف من الاحتياط وعدم السير بخطة مستدامة”، متسائلة: “كيف يمكن أن تقبل السلطة بأن نتحول إلى مزبلة؟ كيف يمكنها رؤية الناس يجوعون ويُذلون ويهاجرون ويبحثون عن حبة دواء، ولا يحركون ساكنًا. كل ذلك، لأنهم لا يتمتعون بحس وطني، ولا يهتمون بالشأن العام، ولا بحماية الناس، وتأمين حياة كريمة لهم”.
وأشارت إلى أن “بعض المسؤولين لا يريدون حلولاً، بل يريدون إفقار الناس أكثر فأكثر للاستفادة من أصواتهم في الانتخابات النيابية”.
واعتبرت أن “الوزير جبران باسيل مستسلم لمصالحه الشخصية والسياسية، ويريد من خلال مواقفه تأمين وصوله إلى رئاسة الجمهورية”، مؤكدة أن “باسيل الذي صُنف الأكثر كراهية بالنسبة للشعب اللبناني، لا يحق له أن يتحدث باسم المسيحيين، ويسلم أمرنا لحزب الله، لأنه لا يمثل المجتمع المسيحي.”
وأسفت “للانقسام الكبير في المجتمع المسيحي، وبين الاحزاب لأن ذلك لا يؤذي المسيحيين فقط غنما تكون له تداعيات على المجتمع اللبناني ككل.”
وتحدثت شمعون عن لوائح انتخابية تتحضر، تتألف من أشخاص مستقلين، “وستبرز أسماء مستقلين من الوجوه السياسية التقليدية، لكن المهم أن تتوحد المعارضة للتغيير في الانتخابات، ونحن ندعم أي حركة إنقاذية.”
ورأت انه “في حال استمرت الامور على ما هي عليه، فنحن سننتقل من السيئ إلى الأسوأ. دولتنا فاشلة بنظر العالم كما بنظر الشعب اللبناني. وهي تفتقر إلى المصداقية، وكل ما تقوم به من ترقيع هنا وآخر من هناك يأتي على حساب الشعب ومن أمواله.”
المصدر: ” لبنان الكبير “