فتيات من أجل التغيير يختتم نسخته الثالثة بمبادرة من لي بيروت

انهى “مجتمع بيروت السينمائي”، القسم الأول من النسخة الثالثة من برنامج “فتيات من أجل التغيير”، بالشراكة مع UNESCO وUNFPA وUNODC، في إطار مبادرة “لي بيروت” التي أطلقتها UNESCO.

وأتاح البرنامج مشاركة حوالى 100 فتاة في ضواحي بيروت المجروحة، ساعيا الى بناء قدرات المتضررات في العاصمة غداة انفجار المرفأ. وأبدت المشاركات حماسة على مدار التدريب للغوص في مجال الفنون السمعية – البصرية وتطبيق مواد التدريب خلال تصوير الافلام القصيرة، إذ تولت كل منهن مهمة محددة. كذلك، أجمعت الفتيات على المناخ الايجابي الذي سمح لهن بالتعبير بحرية وشفافية عن مشاعرهن وتطلعاتهن وبنسج صداقات مع زميلاتهن.

إحدى المشاركات ديسيل أيفازيان، قالت: “تعلمنا الاستخدامات الأساسية للكاميرا، وقمنا بتصوير المشاهد من زوايا مختلفة”.

أما كيان مراديان فوجدت أن “التجربة التعليمية كانت ممتعة قائلة: “أحببت التفاعل بين أعضاء الفريق وتكوين صداقات جديدة”.

وأكدت تيريزا خشنيان أن “التحدث والكتابة عن بيروت: هو ما أريد أن أفعله”.

وسلطت مديرة مكتب الأونيسكو في بيروت كوستانزا فارينا الضوء على البرنامج التدريبي الذي استمر ثلاثة أشهر، وأبرزت أهمية هذا المشروع للفتيات، إذ “منحهن الأدوات والمهارات والأهم من ذلك المساحة للتعبير عن أنفسهن بحرية بعد كل ما مرت به”. وقالت: “هذا البرنامج هو جزء لا يتجزأ من مبادرة لي بيروت التي أطلقتها المديرة العامة للأونيسكو، أودري أزولاي، خلال زيارتها بيروت بعد انفجار المرفأ مباشرة. وتهدف المبادرة إلى وضع التعليم والثقافة في صميم جهود إعادة الإعمار. من خلال لي بيروت، تقف الأونيسكو إلى جانب المتضررين من التفجيرات لمساندتهم في النهوض من جديد وإعادة البناء والتقدم بشكل أفضل”.

بدوره، مؤسس ورئيس “مجتمع بيروت السينمائي” سام لحود نوه ب”التزام المشاركات وكفاءتهن وسعيهن لتطوير المهارات”. وشدد على أن “الفتيات أصبحن خريجات البرنامج وأفرادا من عائلة مجتمع بيروت السينمائي”، داعيا إياهن إلى “تطبيق المهارات التي اكتسبنها ونشرها في محيطهن لتعميم رسالة السينما كأداة تغيير في المجتمع”. وأشار إلى أن “النتائج الايجابية ظهرت من خلال الأفلام التي صورتها المشاركات”. 

من جهتها، وفي سياق جلسة‏Drama Therapy، شددت الممثلة والمخرجة زينة دكاش على أهمية التنسيق والانفتاح والتواصل الفعال بين المشاركات وقد منحتهن الادوات لمشاركة هواجسهن بوضوح والتصالح مع مخاوفهن.

ضيفة البرنامج الممثلة ريتا حايك تطرقت الى أبرز محطات سيرتها الحياتية والمهنية، داعية المشاركات الى الايمان بقدراتهن وعدم الاستسلام للواقع، ولفتت الى خطورة وسائل التواصل الاجتماعي لما تمنحه من مفاهيم مغلوطة عن معايير الجمال للصبايا. وتحدثت عن الوجع الذي سببه لها انفجار المرفأ اذ أعادها بالذاكرة لرعب حرب تموز، مضيئة على انتصار ارادة الحياة لتخطي الازمات.

ضيفة الدورة الثانية، الممثلة الشابة جينا أبو زيد، استرجعت انطلاقتها في مجال التمثيل وأبرز الأدوار التي أدتها في أفلام الطلاب القصيرة حيث بدأت تكتشف موهبتها.

أما خلال الدورة الثالثة، فأسدت الممثلة رنين مطر نصيحة للفتيات بتقبل أخطائهن والتسامح مع ذواتهن، لافتة الى انها صادفت خيبات كثيرة لكنها بقيت ترتقب النجاح وتسعى اليه الى ان نالته. ووزعت لهن رسائل ايجابية وهي توكيدات من شأنها ان تعزز ثقتهن بأنفسهن.

وتناول التدريب محاور مختلفة من السرد الروائي، الى دور المرأة في السينما ومجابهة الصور النمطية، أساسيات وتقنيات التصوير، الصوت والموسيقى للافلام، المونتاج وغيرها… وكانت محطة خاصة مع الأخصائية النفسية نسرين الجر عن ادارة الغضب والتصالح مع المشاعر ومعالجة المواقف والحديث الايجابي مع الذات، وهي نقاط تساعد المراهق الذي يبحث عن ايجاد هويته واثبات شخصيته.

وعلى هامش البرنامج تلقت المشاركات حلقة توعوية على التثقيف الاعلامي وسبل استخدام الاعلام الرقمي ومخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، بالتوازي مع تلقي المشاركات كشوفات طبية من فريق الاطباء في مركز قره كوزيان للرعاية الصحية الاولية.

وبنتيجة البرنامج التدريبي المكثف، نفذت المشاركات أفلاما قصيرة من فئات مختلفة، سيتم تقديمها على مهرجانات دولية عدة.

“لي بيروت” مبادرة دولية رائدة أطلقتها المديرة العامة للأونيسكو أودري أزولاي، من بيروت عقب تفجير المرفأ في 27 آب 2020 ، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف والصناعات الإبداعية. لخلق بيئة معلومات تمكينية ومفتوحة، والتي تعرضت جميعها لأضرار كبيرة في الانفجار المميت.

“مجتمع بيروت السينمائي” هي جمعية غير ربحية تعمل بشكل وثيق مع صانعي الأفلام اللبنانيين والدوليين ومع منظمات سينمائية لتمكين صناعة السينما في لبنان والعالم العربي. تماشيا مع رسالتها ورؤيتها، تنظم BFS فعاليات سينمائية في لبنان والخارج للتعريف بثقافة السينما كانعكاس إبداعي لحقوق الإنسان والقيم، وتوفير منصة للشباب والنساء للتعبير عن أنفسهم وتحطيم الحدود من خلال مشاركة مخاوفهم وتحدياتهم وأحلامهم وطموحاتهم. 

المصدر: ” الوكالة الوطنية للإعلام “