انتهت قمة الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتن، الأربعاء، دون الإعلان عن اتفاق واضح بشأن الممرات الإنسانية في سوريا، رغم أنه كان أحد الملفات المطروحة في القمة، وهو ما سيترك ملايين السوريين في مواجهة المجاعة.
العقوبات والمناخ
وكان تصدير النفط بكميات محدوة من المنطقة يسمح للإدارة الذاتية التي تشرف على المنطقة بتوفير بعض الأموال بعض احتياجات السكان، إلا أن العقوبات الأميركية وفي القلب منها “قانون قيصر” أدى إلى نهاية هذا الأمر، وتسبب بقطيعة مع مناطق الحكومة السورية، وهو ما أثر على توفر المواد الغذائية.
وفاقم المناخ من مأساة تلك المنطقة، إذ أدى الجفاف الاستثنائي، المتمثل بتساقط الأمطار إلى مستوى 15 بالمئة مما كان عليه خلال العامين الماضيين، مما أطاح بأكثر من 90 بالمئة من المساحات المزروعة، البعلية منها من مادتي القمح والشعير. ونفاذ مادة الشعير خفض من أسعار المواشي، مما دفع بمالكيها لتصديرها بشكل متسارع، بالذات إلى العراق، مما يهدد بفقدان اللحوم والحليب ومشتقاتها، وهو ما يؤثر على الصحة العامة للأطفال ومستقبلهم الصحي والجسماني.
ويعتقد المراقبون أن اجتماع مجلس الأمن الدولي بعد تاريخ 10 يوليو المقبل، وهو التاريخ الذي تنتهي فيه مهلة قرار مجلس الأمن 2533 الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، سيكون بمثابة اختبار نهائية لجهود التفاوض بين الطرفين.
كان هذا القرار يتجدد بشكل روتيني كل عام منذ 2014، لكن التهديد الروسي باستخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، كان يُجبر باقي دول مجلس الأمن القبول بالفروض الروسية التي تحدد منفذا حدودياً واحداً لدخول المساعدات الأممي، وهو معبر “باب الهوى” بين سوريا وتركيا، وهو ما كانت الولايات المُتحدة تعتبره ابتزازاً سياسياً.
وترى الولايات المتحدة أن وقوع المجاعة في شمال شرق سوريا هي بمثابة مس بالاستقرار في تلك المنطقة وتالياً بؤرة محطمة غير مستقرة تماماً، يُمكن لها ان تستقطب آلاف المتطرفين من أنحاء العالم، وفق مراقبين.
دعوات إنسانية
المنظمات والقوى الدولية أصدرت بيانات ودعوات لروسيا للقبول بالمساومة الأميركية والسماح بافتتاح معبر “اليعربية” على الحدود مع سوريا والعراق، لإدخال جزء من المساعدات الإنسانية، والتي تُقدر بكمية ضخمة للغابة، تقارب 40 ألف طن من المواد الغذائية والحاجات الصحية والأدوات المساهمة في عملية التصنيع الغذائي.
وتقول الناشطة السياسية المدنية بهار سطام إن روسيا تسعى إلى ديناميكية مضادة “في باطن وعيها السياسي، تعتقد تركيا بأن منع المساعدات الإنسانية الدولية ستدفع سكان شرق الفرات إلى تصعيد احتجاجاتهم في وجه سُلطة حُكم تلك المنطقة، وتالياً إمكانية دفع النظام السوري للعودة والسيطرة على تلك المنطقة تحت ساتر الاستجابة للانتفاضة الشعبية”.
لكن سطام أضافت في حديثها “على أن تحرك الشارع في هذه المنطقة ليس مضبوطاً تماماً، لذا فإمكانية استهداف الجماعات المنتفضة لمؤسسات ومصالح روسيا في تلك المنطقة سيبدو أمراً مبرراً تماماً، لأن هذه القواعد تُحمل روسيا أسباب تفاقم هذه المجاعة”.
المصدر: ” سكاي نيوز “