عبود في افتتاح حديقة الكرنتينا بعد إعادة تأهيلها: تمكنا مع المنظمات الدولية من اعادة الامور افضل مما كانت عليه

افتتح محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود و”اليونيسف” ومنظمة “أرض الإنسان – إيطاليا” وجمعية “كتاليتك أكشن”، حديقة الكرنتينا العامة التي أعيد تأهيلها بمبادرة لدعم العائلات والمجتمعات في الكرنتينا بعد انفجار مرفأ بيروت، بالتعاون مع مبادرة “حسن الجوار” في الجامعة الأميركية في بيروت، وبالتنسيق مع محافظ بيروت.

وهدفت إعادة تأهيل الحديقة التي تضررت جراء الانفجار، الى خلق الوعي على أهمية توفير مساحات عامة صديقة وآمنة للاطفال وعائلاتهم والمجتمع المحلي. وتخلل مرحلة التنفيذ، الاعتماد على نهج تشاركي من خلال سلسلة من الأنشطة بمشاركة الأطفال وأعضاء المجتمع المحلي والشباب ومقدمي الرعاية وأصحاب المصلحة الرئيسيين لتشجيع وضمان مساهمة المجتمع في خلق مساحة شاملة صديقة للأطفال.

عبود 
وقال عبود: “لقد أثبتت طريقة العمل المتبعة سابقا في البلدية لجهة التلزيمات عبر المتعهدين فشلها، ووقعنا عند اول مشكلة في المحظور. لذلك ستكون لنا انطلاقة جديدة في ظل علاقة تكامل بين البلدية والناس، فالقطاع الاهلي يجب أن يشارك البلدية في ادارة المرافق العامة، واول خطوة في هذا الإطار تكمن في تأهيل هذه الحديقة التي رممت بمشاركة من الجمعيات الاهلية وبينها جمعية ارض الانسان واليونيسف، وسنضعها في تصرف اهالي المنطقة الذين نأمل منهم ان يعتنوا بها ويحافظوا عليها. إن أبناء المنطقة هم أصحاب الارض وأصحاب الحديقة، وعليهم ان يحموها بسواعدهم. وآمل ان نتمكن يوما ما من تشكيل لجان في الاحياء مع الاهالي لإدارة المرافق والخدمات العامة”.

أضاف: “إن ما حصل في 4 آب كان نكبة كبيرة أصابت بيروت. وقد تابعت منذ سنة كل الاعمال، وحاولنا تحسين الواقع والتخفيف من التداعيات، فلبنان دمر فجأة وحلت ازمة اقتصادية خانقة، وتمكنا رغم هذه الظروف الصعبة، من القيام بالكثير وما عليكم سوى زيارة المنطقة لمعاينة الفرق. لقد تعرضت بيروت لقنبلة ولزلزال دمر نحو 80 الف منزل وهجر نصف سكانها، وتمكنا اليوم من اصلاح 70 بالمئة من تداعياتها رغم الحصار المالي وانهيار العملة ومصادرة اموال المودعين في المصارف بصورة غير شرعية وقانونية. وبالرغم من عجز الدولة اللبنانية، وقفنا والمنظمات الدولية والجمعيات مع الشعب والمجتمع الاهلي وتمكنا من اعادة الامور افضل مما كانت عليه”.

موكو 
بدورها، قالت ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو: “نرى في إمكانية وجود مساحات عامة، مثل حديقة كارنتينا، فرصة لتعزيز المشاركة المجتمعية لمنع العنف والاستغلال وسوء المعاملة وتعزيز التغيير الاجتماعي والسلوكي من أجل ضمان حماية ورفاهية الفتيان والفتيات والنساء”.

أضافت: “تتميز المساحات الصديقة للطفل بكونها مرجعا ملموسا لحقوق الطفل ومثالا مرئيا للخدمات الملائمة له داخل المجتمع، وذلك من خلال استخدام جميع أفراد المجتمع لها بشكل متساو من جهة، وعمل المؤسسات المحلية على الترويج للحوكمة المراعية للأطفال من جهة ثانية”.

ريتشاردي 
وشدد ممثل منظمة “أرض الإنسان” إيطاليا في لبنان لوكا ريتشاردي على أهمية هذا المشروع، وقال: “إن إعادة تأهيل مساحة صديقة للطفل لا تتطلب تطوير المساحة ماديا فحسب، بل تشمل أيضا إعادة تعريف للمكان بأكمله، ليتماشى مع الأولويات، والاحتياجات المحددة من قبل أفراد المجتمع”.

أضاف: “لقد عملت منظمة أرض الإنسان إيطاليا بالتعاون مع جمعية كتاليتك أكشن بالشراكة مع اليونيسف، على إعادة تعريف الحديقة لإعطاءالأطفال تجربة شاملة ومسلية وآمنة، بدلا من مجرد حديقة، مما يعزز تنمية الحواس المختلفة الضرورية لنمو الطفل. هذا المشروع يشكل جزءا من استراتيجية أوسع تنفذها منظمة أرض الإنسان إيطاليا في الكرنتينا بهدف العمل مع الأطفال ومقدمي الرعاية والمجتمع ككل لتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع تداعيات انفجار المرفأ والأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد حاليا”.

دباج 
من جهتها، قالت المنسقة الرئيسية لجمعية “كتاليتك أكشن” جوانا دباج: “كان تركيزنا الأساسي خلال إعادة تأهيل الحديقة على ضمان تلبية حاجات ورغبات المجتمع، وهذا الأمر تم من خلال العمل المباشر مع الأطفال الذين قد يزورون الحديقة، وكذلك مع مقدمي الرعاية والمجتمع المحلي. نعتقد أن للأطفال الحق في الشعور بالأمان واللعب وأن يكون لديهم صوت في إعادة اعمار بيروت”.

أضافت: “من خلال ورش العمل التشاركية، عبر الأطفال عن أفكار تتعلق بالمنتزه ترجمت بشكل مباشر في الحديقة. ونأمل أن تكون ورش العمل التشاركية هذه قد غرست لدى الأطفال والمجتمع الشعور بالإنتماءإلى الحديقة”.

وقد شارك خلال الحدث، الأطفال ومقدمو الرعاية بمجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية والتثقيفية حول مواضيع حماية الطفل وحقوقه في إطار مبادرة “قدوة” التي أطلقتها اليونيسف وتنفذها منظمة “أرض الإنسان” إيطاليا لتشجيع السلوكيات والاعراف التي تعزز الرفاهية والكرامة والمساواة للنساء والفتيات والفتيان في لبنان. 

المصدر: ” الوكالة الوطنية للإعلام “