اللواء : حملة شائعات تسبق عودة الحريري وبري: تنازلات أو “الإنفجار الكبير‎”‎ نحو إرشاد رسولي جديد لمسيحيي لبنان.. والجيش ينفي الحكومة العسكرية

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : المتفق عليه، أن اليوم الأوّل من هذا الأسبوع، سيحمل في طيّاته، إشارات لما بعده من أيام، يظن أنها فاصلة بين حقبة ‏تكليف للتأليف استمرت لبضعة أشهر، وحقبة الانتهاء من المراوحة والانتظار والقال والقيل والتحليل والتضليل، ‏وتضييع المواطن، الذي ينصرف كلياً إلى يومه، بدءاً من الغذاء، الذي ينتظر البطاقة التمويلية إلى الدواء، الذي ‏يخضع الإفراج عنه لتقطير مقيت ومميت، فضلاً عن التلاعب بتوفير المحروقات، من المازوت، الضروري للمولدات ‏إلى البنزين الضروري للسيارات العاملة، عمومية أو خصوصية، وصولا إلى تصعيب عملية السفر، بفرض تسعيرة ‏بالفرش دولار‎ (Fresh Dollar) ‎لشراء تذاكر السفر، بكل الشركات العاملة في مطار بيروت الدولي، إلى انتظار ‏وضعية الدولار، مع افتتاح المنصة الرسمية في اسبوعها الثاني بسعر حدّده مصرف لبنان بـ12000 ليرة لبنانية لكل ‏دولار، في وقت يسابق دولار السوق السوداء (الموازية) ليتجاوز الـ13000 ليرة لبنانية لكل دولار‎.‎

حكومياً، سبقت الإشاعات، عودة الرئيس المكلف إلى بيروت.. فما ان سرت إشاعة بأنه موقوف في دولة الإمارات ‏العربية المتحدة حتى سارع الحريري بالرد عليها بتغريدة مختصرة: “يسعد صباحكم بالخير، كيفكم اليوم‎”.‎

وأوضحت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أنه كلما تأخرت عودة التواصل في الملف الحكومي بين رئيسي الجمهورية ‏والحكومة المكلف كلما ازدادت المخاوف من نسف مساعي رئيس المجلس حتى وإن نال وعدا من الأخير بالتحرك في ‏هذا الملف. واكدت المصادر إن إشاعة اجواء عن خروقات دستورية يضر بأي محاولة لاحداث الخرق المطلوب‎. ‎

ولفتت إلى أن الكلام عن لقاء ثلاثي رئاسي يمهد لانطلاق العجلة الحكومية يبقى في اطار التكهنات أو التوقعات معلنة ‏أن مطلع الأسبوع المقبل بقدم فكرة واضحة عما سيكون عليه تطور التأليف‎.‎

وتوقعت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان تتظهر اتجاهات تحرك الرئيس بري للخروج من دوامة الجمود ‏والتعطيل خلال الأسبوع الحالي وذلك بعد معرفة كيفية تفاعل فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف ‏سعدالحريري معها،ومدى تجاوبهما مع المخارج التي تحتويها‎.‎

وتوقعت المصادر ان تتسارع وتيرة الاتصالات والمشاورات بالملف الحكومي بعد عودة الرئيس المكلف الى بيروت ‏من الخارج وترددت معلومات ان بري سيلتقي رئيس الجمهورية قريباقبل ان يجتمع بالحريري لاحقا لتوفير الارضية ‏المناسبة لتسويق وانجاح مبادرته، إلا أنه لم يتم التأكد من هذا الخبر‎.‎

وبينما يتم التكتم حول مضمون مبادرة الرئيس نبيه بري، اشارت المصادر الى هناك اكثر من محاولة للعرقلة من قبل ‏فريق الرئاسة، منها الترويج عن سيناريوهات ونماذج للتشكيل سلمت الى البطريرك الراعي والرئيس بري باعتبار ان ‏مثل هذه الخطوة كانت سببا مباشرا في التسبب بالخلاف والقطيعة بين بعبدا وبيت الوسط. ولذلك فإن الترويج لتوزيع ‏النماذج المحكى عنها، يعني ان النوايا ليست سليمة لتسريع عملية التشكيل، او ان طرحها هو لمحاولة تحسين للشروط ‏بعدما تم حشر الفريق الرئاسي بالزاوية بسبب الفشل الذريع لخطوة رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس النيابي ‏مؤخرا، والتوصية التي صدرت عنه ولم تكن في صالح رئيس الجمهورية بعد انكفاء حلفائه بالوقوف الى جانبه‎.‎

واعتبرت المصادر ان الاجتماعات الثنائية التي حصلت الاسبوع الماضي بين النائب علي حسن خليل مع رئيس التيار ‏الوطني الحر النائب جبران باسيل ومع ممثلين لحزب الله، تناولت موقف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بتكليف ‏بري بالعمل مع الطرفين لتجاوز الخلافات القائمة وكيفية ترجمة مبادرة بري الى الواقع على الأرض وكشفت عن ‏رغبة حقيقية وارادة جدية لدى الثنائي الشيعي لانهاء الازمة على قاعدة الافكار والطروحات التي تتضمنها مبادرة ‏رئيس المجلس‎.‎

وعلمت “اللواء” ان الحريري ابلغ معاونيه في بيروت ومنهم نائب رئيس تيار “المستقبل” الدكتور مصطفى علوش ‏انه سيعود خلال 24 ساعة، بعدما تبلغ ما يتم ترويجه عبر مواقع التواصل. كما علمت ان اتصالاً جرى في الساعات ‏الماضية بين الرئيسين بري والحريري لبحث الافكار الجديدة المطروحة لحل الازمة الحكومية. على ان يحصل لقاء ‏بينهما قريباً‎.‎

جاء ذلك بعد تسريب لائحتين جديدتين وضعهتما رئاسة الجمهورية تضمنتا توزيعتين لأعضاء الحكومة من دون ‏اسماء لكن وفق التوزيع الطائفي للحقائب ومرجعيات تسمية الوزراء. وهو ما اعتبرته اوساط “تيار المستقبل” انه ‏‏”دفع الأمور نحو أزمة جديدة، وان فريق رئيس الجمهورية يثير الاستفزازات كلّما اقترب الحلّ‎”.‎

واشارت مصادر المعلومات إلى ان الحريري متجاوب مع مسعى بري، وان ما تم الاتفاق عليه حتى الآن حكومة من ‏‏24 وزيراً، يُفترض ألّا تتضمن ثلثاً ضامناً لأي طرف لا مباشرة ولا مواربة، وان يكون فيها وزيران مسيحيان ‏مستقلان تماماً يتفق عليهما الرؤساء، تؤول على الاقل حقيبة الداخلية الى واحد منهما كما اصبح ثابتاً‎. ‎
وما يزال يغمز فريق بعبدا من قناة الرئيس المكلف، ويتهمه، دون مواربة، انه لا يريد تأليف الحكومة.. وأنه يرغب ‏في تحميل اللبنانيين أعباء اخفاقات إقليمية ومحلية‎.‎

مؤشرات عين التينة
في مقلب عين التينة، يزيد الصمت المحكم الموقف تعقيداً وترقباً، وسط مؤشرات اربع: 1- مضي الرئيس نبيه برّي ‏في مساعيه، دون كلل أو توقف‎..‎
‎2 – ‎تضمين محادثاته مع المعنيين، مباشرة أو عبر وسائط معروفة، الطلب الرجائي بتسهيل عملية التأليف، التي ‏يفترض ان تكون قضية الجميع، اليوم قبل الغد‎.‎
‎3 – ‎التأليف هو الخيار المتاح، ولا بديل سواه.. في إشارة إلى الاعتراض على فكرة الاستقالات النيابية الجماعية‎.‎
‎4 – ‎بديل فشل مساعي مبادرته انتظار “الانفجار الكبير” الذي لا يبقى ولا يذر، ولا يرحم أحداً، في الموالاة أو ‏المعارضة‎..‎
وينتظر الرئيس برّي عودة الرئيس المكلف لعقد اجتماع معه، والنظر في ما بلغته الاتصالات، وتوجه الرئيس ‏الحريري على هذا الصعيد
‎.‎
‎”‎سان كلو” مسيحي
في الفاتيكان، أعلن أمس الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأوّل انه سيجتمع مع ممثلين عن مسيحيي لبنان في 1 تموز ‏لمناقشة الوضع الصعب في بلادهم. وقال البابا: سألتقي في الفاتيكان مع قادة المجتمعات المسيحية في لبنان لمناقشة ‏الوضع المقلق في البلاد، والصلاة معاً من أجل نعمة السلام والاستقرار‎.‎
وخلافاً لما هو مفترض، فإن الدعوة البابوية لا تشمل رؤساء الأحزاب المسيحية: النائب جبران باسيل (التيار الوطني ‏الحر)، الدكتور سمير جعجع (القوات اللبنانية)، النائب السابق سامي الجميل (حزب الكتائب اللبنانية)، تيار المردة ‏‏(النائب السابق سليمان فرنجية)، وحزب الوطنيين الأحرار وحزب الكتلة الوطنية، إضافة إلى الرابطة المارونية ‏والمجلس الماروني العالمي بل رؤساء الطوائف المسيحية بما يشبه (سان كلو) بابوي في عاصمة الكثلكة، لتحديد ‏الخيارات المسيحية في هذه المرحلة الحافلة في التغييرات بعد مؤتمر “الارشاد الرسولي” في عهد البابا الراحل يوحنا ‏بولس الثاني‎.‎
ولاحظت مصادر سياسية ان دعوة البابا هي أشبه بـ”مؤتمر سان كلو”، ولكن مسيحي تيمناً، لمؤتمر الذي نظم في ‏باريس عام 2007 من قبل وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير لإخراج الملف اللبناني من “حالة الجمود الخطر‎”.‎

مواقف
وطالب بيان الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر الرئيس المكلّف بحسم أمره بتشكيل حكومة تحترم المعايير ‏والأصول الدستورية وتكون قادرة بوزرائها وبرنامجها على تنفيذ الإصلاحات اللازمة‎.‎
وأكدت دعمها لأي خطوة سيتخذها رئيس الجمهورية ويطالبه بدعوة الكتل النيابية الى التشاور في مجمل الأزمات على ‏مرأى ومسمع من اللبنانيين ليكونوا على بيّنةٍ من مواقف كل طرف سياسي وسلوكه ويتأكدوا بأنفسهم من هم الذين ‏يمنعون الحلول والإصلاحات في لبنان‎.‎
وتابع: “يحمّل التيار حكومة تصريف الأعمال المسؤولية عن عدم القيام بواجباتها في مواجهة الأزمة المالية ‏والمعيشية أو في منع الفراغ في المؤسسات ومنها مجلس القضاء الأعلى مما يتسبب بمزيد من التفكك في بنيان الدولة ‏ويضرّ مباشرةً بمصالح اللبنانيين. وسيقوم التيار قريباً بما عليه لتقديم مشروعه لترشيد الدعم وتأمين بطاقة تموينية ‏للمواطنين عبر إقتراح القانون اللازم الى مجلس النواب‎”.‎
واتهم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل “الثنائي المسيحي” (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) بتدمير ‏المسيحيين، معتبرا ان اتفاق مارمخايل واتفاق معراب دمرا الدولة اللبنانية، مشيرا إلى ان خيار المسيحيين هو البقاء ‏والعيش في هذا البلد‎.‎
ودعا إلى مؤتمر “مصارحة ومصالحة” بين اللبنانيين.. وطالب برجال دولة يواجهون الخوف ولا يغذونه‎..‎
وتوقع ألا يتاح للرئيس المكلف تأليف الحكومة، إذا لم يرضخ لشروطهم‎.‎

على صعيد آخر، وبعد زيارة وزير السياحة والشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية الى ‏الرياض، أجرى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان اتصالاً هاتفياً بسفير المملكة العربية السعودية ‏وليد البخاري، شكره فيه على حفاوة الإستقبال التي لقيها المشرفية في زيارته ، مؤكداً “التمسّك بأواصر العلاقات ‏الطيبة والكريمة مع المملكة وهذا ليس بجديد، انما استمرار لما بني منذ عشرات السنين، متمنيا الخير والازدهار ‏للمملكة الكريمة ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الامير محمد بن سلمان ‏العمر المديد”.وأعرب عن “تمنّيه بالوصول الى الوحدة العربية المنشودة التي تجسد طموحاتنا بمواجهة كل ما ‏تتعرض له المنطقة من مخططات تقسيمية‎”.‎

لا حكومة عسكرية
ونفت قيادة الجيش اللبناني ما ذكره (أحد الإعلاميين حسب بيان مديرية التوجيه) عن ان دولة طلبت من قائد الجيش ‏اللبناني تشكيل حكومة عسكرية‎.‎
وجاء في بيان النفي ان ما تقوم به المؤسسة العسكرية ينطلق من: حماية الاستقرار الأمني، وتأمين المساعدات للجيش ‏لتمكينه من أداء مهامه المتشعبة‎.‎
وتجدد قيادة الجيش تأكيدها بأن المؤسسة العسكرية التي تنفذ قرارات السلطة السياسية غير معنية على الإطلاق بكل ما ‏يُنشر من تحليلات ومزاعم خصوصاً أن همّها الأول والأوحد في هذه المرحلة هو تحصين الجيش ورفده بالإمكانات ‏الضرورية لتجاوز هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يمرُّ بها لبنان
‎.‎
ماراتون استرازنيكا: 10500 تلقيح
في اليوم الماراتوني الأوّل لتناول لقاح استرازنيكا السبت الماضي، كشفت الوزير حمد حسن (وزير الصحة في حكومة ‏تصريف الاعمال) انه هو الرقم 100 ألف من الذين اخذوا لقاح استرازنيكا، الذي دار جدل واسع حوله في الأنظمة ‏الطبية واللقاحية العالمية‎.‎
وإذ نوّه بـ”الإقبال الكثيف على الحملة في كل المناطق اللبنانية”، أشار إلى أنّه “تلقيت صورا ومشاهد تبين الحماس ‏والمشاركة، ونأمل أن ينسحب هذا الحماس على كل الفئات العمرية التي تفوق 30 عاما، وبخاصة في المناطق التي ‏كان التسجيل فيها بطيئا على المنصة‎”.‎

وأكد الوزير حسن أنّ “هذا الماراثون سيتكرّر كل أسبوع. وحتى صبيحة هذا اليوم، تلقى 100 ألف مواطن لقاح ‏استرازينيكا، و400 ألف لقاح فايزر، أي أن نصف مليون مواطن ومقيم تلقوا اللقاح حتى الآن في لبنان، و10% من ‏اللبنانيين والمقيمين‎.‎

وتحدث الوزير حسن، ان “الدفعة الأولى مئة وخمسون ألف لقاح نستلمها من شركة فايزر، وان 780 ألفاً مجدولة ‏خلال شهر حزيران، مبشراً بماراتون فايزر قريباً‎.‎
واعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 145 إصابة جديدة بفايروس كورونا و5 حالات وفاة، خلال الـ24 ساعة ‏الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 540277 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020‏‎.‎