استئناف الملاحة في قناة السويس بعد تعويم السفينة الجانحة

أخبار عربية – الإسماعيلية

عادت حركة الملاحة مجدداً بقناة السويس، مساء الاثنين، بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر الملاحي.

وقال مصدر ملاحي لوكالة “رويترز” إن السفن تتحرك جنوباً صوب البحر الأحمر، بعد تعويم السفينة “إيفر غيفن” التي يبلغ طولها 400 متر في وقت سابق الاثنين.

وقالت وكالة شحن مصرية إن 43 سفينة استأنفت العبور من البحيرة المرة الكبرى التي تفصل بين قطاعين من القناة.

وقال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس لقناة “النيل” التلفزيونية المصرية في وقت سابق: “المركب سليمة وليس بها أي مشاكل، وفتشنا قاع وتربة قناة السويس، والحمد لله سليمة وليس بها أي شيء، وستمر فيها السفن اليوم”.

وكانت السفينة “إيفر غيفن” قد انحرفت وأغلقت القناة بالعرض في قطاع جنوبي منها، صباح الثلاثاء الماضي، إثر رياح قوية مما أدى إلى توقف حركة الشحن في أقصر طريق للشحن البحري بين أوروبا وآسيا.

وقال مصدر في قناة السويس إن فرق الإنقاذ التابعة لهيئة قناة السويس والعاملة مع فريق من شركة “سميت سالفدج” الهولندية، تمكنت من إعادة تعويم السفينة جزئياً في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين وضبطت اتجاهها بطول بالقناة. وبعد عدة ساعات عادت لفترة وجيزة بعرض القناة، قبل أن تتمكن القاطرات من تعويمها بالكامل مع تغير المد.

وقال بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة “بوسكاليس”، وهي الشركة الأم لشركة “سميت سالفدج” التي ساعدت في جهود تعويم السفينة الجانحة بعد إعادة تعويمها: “ضغط الوقت لإتمام هذه العملية كان واضحاً وغير مسبوق”.

وقالت الشركة إنه تم تكريك نحو 30 ألف متر مكعب من الرمال لإعادة تعويم سفينة الحاويات التي تزن 224 ألف طن وإن 11 قاطرة وقاطرتان بحريتان قويتان استُخدمت لسحب السفينة.

وأكدت شركة “إيفر غرين”، التي تستأجر السفينة “إيفر غيفن”، أنه تم إعادة تعويم السفينة بنجاح وستوضع في بحيرة تقع بين قسمين من القناة لفحصها للتأكد من صلاحيتها للإبحار.

وقالت شركة “برنارد شولت شيب مانجمنت” (بي إس إم) التي تتولي الإدارة الفنية لسفينة الحاويات إنه ليس هناك تقارير عن حدوث تلوث أو أضرار بالشحنة.

طابور

وقالت قناة “النيل” التلفزيونية إن 400 سفينة على الأقل تنتظر عبور القناة ومن بينها عشرات من سفن الحاويات وسفن البضائع الصب وناقلات النفط وناقلات الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال.

وذكرت الهيئة في وقت سابق أنه سيكون بمقدورها تسريع مرور قوافل السفن عبر القناة بمجرد تعويم “إيفر غيفن”. وقال ربيع للتلفزيون المصري: “مش هنضيع ثانية”.

وأضاف أن مرور السفن المنتظرة قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام، وقال مصدر بالقناة إن أكثر من مئة سفينة ستتمكن من دخول القناة يومياً. لكن شركة “ميرسك” للشحن ذكرت أن الاضطرابات في نشاط الشحن العالمي قد يستغرق زوالها أسابيع وربما عدة أشهر.

وذكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر أنهت الأزمة، قائلاً: “بإعادة الأمور لمسارها الطبيعي، بأيد مصرية، يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان الملاحي المحوري”.

وانخفضت أسعار النفط الخام بأكثر من واحد في المئة لتصل إلى 63.85 دولار للبرميل بعد إعادة تعويم السفينة. وارتفعت أسهم شركة “إيفر غرين” المؤجرة للسفينة والمدرجة في تايوان بنسبة 1.75 بالمئة عند الإغلاق بعد إعادة تعويم السفينة جزئياً في وقت سابق من اليوم.

ويمر نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية في قناة السويس وهي مصدر أساسي للعملة الصعبة لمصر. وتوقف حركة الملاحة يكبد القناة خسائر تتراوح بين 14 و15 مليون دولار يومياً.

وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً بعد جنوح السفينة، وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية مما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلاً بسبب قيود “كوفيد-19”.

وشركة “ميرسك” إحدى شركات الشحن التي غيرت مسار شحناتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح مما يعني زيادة فترة الرحلات حوالي أسبوعين ودفع تكاليف وقود إضافي.