أخبار عربية – بيروت
قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الأحد، إن وقت التغيير قد حان، داعياً إلى إعلان لبنان “دولة مدنية”، عشية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يدعو إلى إصلاح النظام السياسي.
وقال عون في كلمة إلى اللبنانيين في الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير: “لأنني مؤمن أن الدولة المدنية وحدها قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية، أدعو إلى إعلان لبنان دولة مدنية”.
وتعهد “الدعوة إلى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلاً إلى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن عون قوله إن “تحول لبنان من النظام الطوائفي السائد إلى الدولة المدنية العصرية، دولة المواطن والمواطنة، يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصات التي تكبل أي إرادة بناءة وتفرمل أي خطوة نحو الإصلاح”.
ولفت عون إلى أن “شباب لبنان ينادون بالتغيير، أصواتهم تصدح في كل مكان تطالب بتغيير النظام، فهل نصغي إليهم؟ هؤلاء الشباب هم لبنان الآتي، ولأجلهم ولأجل مستقبلهم أقول نعم حان الوقت” لاتخاذ هذه الخطوة.
اعتداء جديد في ساحة الشهداء
ميدانياً، أقدم مناصرون لثنائي “حزب الله” و”حركة أمل”، الأحد، على تحطيم وكسر معدات تقنية، فيما كان ناشطون يستعدون لعقد مؤتمر صحافي في ساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية.
وكان الناشطون في استعداد لإقامة مؤتمر صحافي يتحدثون فيه عن تحرك مرتقب في مطلع سبتمبر المقبل، لكنهم فوجئوا بعرقلة النشاط.
وتعرض المعتدون لعدد من الشبان الذين يعملون على تركيب الأجهزة الإلكترونية فأصيب أحد المشاركين بجرح في عنقه.
إلى ذلك، انطلقت مسيرة بالدراجات النارية من الضاحية الجنوبية لبيروت ترفع رايات طائفية وأعلام “حركة أمل” و”حزب الله”.
زيارة ماكرون
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من وقوع اشتباكات في منطقة خلدة جنوب العاصمة بيروت، مساء الخميس، بين مسلحين من “حزب الله” وآخرين من “تيار المستقبل”، وتسببت في وقوع قتلى وجرحى.
كما تأتي قبل يوم واحد من زيارة مرتقبة يجريها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى لبنان غداً الاثنين.
وكان ماكرون، أول رئيس دولة يزور لبنان بعد الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، وحملت الطبقة السياسية المتهمة بالفساد مسؤوليته، حض المسؤولين اللبنانيين على البدء بإجراء إصلاحات سياسية بنيوية.
ويصل ماكرون مجدداً إلى بيروت مساء الاثنين، وأشار الجمعة إلى أن “القيود التي يفرضها النظام الطائفي” التي أدت إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد (سياسي) وحيث يكاد يكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات”.
وأقر الرئيس اللبناني الأحد بأن “النظام الطائفي القائم على حقوق الطوائف وعلى المحاصصة بينها كان صالحاً لزمن مضى ولكنه اليوم صار عائقاً أمام أي تطور وأي نهوض بالبلد، عائقاً أمام أي إصلاح ومكافحة فساد، ومولداً للفتن والتحريض والانقسام لكل من أراد ضرب البلد”.