أخبار عربية – بيروت
منذ انتشار وباء كورونا في مختلف أنحاء العالم في مطلع العام الحالي، انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي رقصة غريبة، أصبحت تعرف باسم “رقصة التابوت”، وقد تداولها الملايين حول العالم.
ويعود مقطع الفيديو المنتشر بكثافة على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أحد طقوس الجنائز في غانا، وهو موجود في “يوتيوب” منذ العام 2015، وقد حظي بنحو 5 ملايين مشاهدة حتى الآن.
وهكذا، فإن الفيديو ليس بجديد، وإن تزامن انتشاره بشكل أوسع مع انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب بوفاة أكثر من 362 ألف شخص حول العالم، إذ غمرت مشاهد الدفن شاشات التلفزيون.
وأصبحت الرقصة أشهر “ميم” (نكتة مصورة) على الإنترنت في الآونة الأخيرة، واستعان بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل أيام عبر صفحته على “فيسبوك” للسخرية من منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، جو بايدن.
كما لجأ رجال الشرطة في بلدان عدة إلى الرقصة الأفريقية الشهيرة للتحذير من مخاطر وباء “كوفيد-19”.
وفي لبنان، قام المحتجون ضد الطبقة السياسية الحاكمة بآداء الرقصة في تعبير رمزي منهم إلى دفن الليرة اللبنانية التي تدنت قيمتها مقابل الدولار بشكل كبير.
ولمعرفة القصة الكاملة للرقصة التي غزت العالم، تحدث موقع “أخبار عربية” إلى مؤسس فرقة “حاملي النعوش” بنيامين إيدو، الذي أكد رغبة الفرقة بزيارة لبنان حيث باتت تحظى الرقصة بشعبية واسعة.
وأضاف مازحاً: “سنأتي ونرقص مع السياسيين الفاسدين لديكم”.
وعند سؤاله عن انطلاقة الرقصة ومصدر فكرتها، قال إيدو: “أكره رؤية الناس يبكون خلال مآتم العزاء.. صوت البكاء لا يفارق أذني. لذلك قررت بحلول عام 2004، حين كنت أدرس في المرحلة الثانوية، أن أضيف هذه الرقصة إلى تلك المناسبات كي يشعر الناس بتحسن”.
وتابع قائلاً إن “أكثر من 90% من شعب غانا يحبون ويقدرون ما نقوم به. نحن نعتبر هذه الرقصة تكريماً للشخص المتوفي ولأسرته”، نافياً أن تكون قد واجهته وفرقته أي إشكالات أو اعتراضات خلال حفلات العزاء.
وأكد إيدو أن الفرقة تؤدي الرقصة بالطريقة التي يختارها الزبائن (أهل الفقيد).
وعما إذا كان يعتقد أن كورونا ساهم في شهرة الفرقة حول العالم، قال: “ما نقوم به هو تكريم الشخص المتوفي وإظهار الاحترام له، وفي نفس الوقت ساهم الفيديو المنتشر على منصات التواصل الاجتماعي في إسعاد الناس خلال فترة الحجر الصحي المفروض بسبب جائجة كورونا”.
وأضاف أن الفيديو الفكاهي شجع الناس على ملازمة منازلهم خلال فترة الحجر، حيث كانت الرسالة منه: “ابقوا في المنزل لتحموا أنفسكم من كورونا أو ارقصوا معنا”.
وأكد إيدو أنه وأعضاء الفرقة سعيدون جداً لنشر دونالد ترمب الفيديو الخاص بهم عبر صفحته لمهاجمة خصمه السياسي، مبدياً امتنانه للرئيس الأميركي.
وعن مشاريع “حاملي النعوش” بعد انتهاء أزمة كورونا، قال إيدو إن الفرقة ستسافر إلى العديد من دول العالم لمقابلة الجمهور والتعرف إليهم عن قرب، كاشفاً عن نيتهم تنظيم مسابقات للذين سجلوا فيديوهات وهم يؤدون “رقصة التابوت” على الإنترنت، حيث سيحصل هؤلاء على جوائز أو حتى توظيفهم في الفرقة.
وترغب الفرقة أيضاً في إنتاج برنامج تلفزيوني أو المشاركة في الأفلام والدعايات.
وختم إيدو حديثه قائلاً إن زيارة لبنان والعالم العربي ستكون في سلم أولوياته بعد انتهاء حظر السفر، موجهاً تحياته إلى اللبنانيين والعرب الذين تابعوا “رقصة التابوت” وتفاعوا معها.