معركة إدلب الكبرى.. من المشاركون فيها وما أهميتها بالنسبة لكل طرف؟

أخبار عربية – (بيروت)

مع قرع طبول الحرب، تتجه أنظار السوريون ومعهم العالم إلى محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا.

أهمية “معركة إدلب الكبرى”

وتعد معركة إدلب “أم المعارك” بالنسبة للنظام السوري الذي استعاد السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بدعم من روسيا وإيران، بينما تعتبر “معركة حياة أو موت” بالنسبة للمعارضة التي لم يبقى تحت سيطرتها سوى تلك المحافظة.. أما المدنيين العالقين في المحافظة، وعددهم أكثر من مليونين، فيخشون من أن تتحول إدلب إلى حلب أو غوطة أخرى، خصوصاً بعد تخلي معظم دول العالم بما فيها الجارة التركية عنها.

المحافظة سقطت بيد “جيش الفتح” الذي تكون من عدة فصائل معارضة جهادية في 28 آذار/مارس 2015، بعد 4 أيام فقط من انطلاق المعركة ضد قوات النظام، والتي كانت حينها منهارة بفعل الضربات المتتالية في جنوب ووسط البلاد. والسيطرة على إدلب كانت بمثابة أكبر نصر عسكري حققته المعارضة منذ بداية الثورة، إلا أن هذه النعمة تحولت إلى نقمة مع التدخل العسكري الروسي في سوريا أواخر العام نفسه. وأدى تدخل موسكو في الحرب السورية إلى ترجيح كفة الحسم العسكري لصالح النظام وحلفاؤه، وسط تقلس ملحوظ في المساحة التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون.

فيديو يظهر لحظة دخول مسلحي “جيش الفتح” إلى إدلب عام 2015

المتحاربون

من جانب النظام السوري وحلفائه، يشارك في المعركة عشرات الآلاف من عناصر الجيش السوري النظامي، الذي أرسل تعزيزات عسكرية ضخمة إلى ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب وريف اللاذقية.

كذلك، تشارك ميليشيات مختلفة الجنسيات مدعومة من إيران في المعركة مثل “حزب الله” بشقيه اللبناني والعراقي، و”لواء الإمام الحسين” الذي اندمج في الفرقة الرابعة التابعة لنظام الأسد، بالإضافة لجماعات طائفية أفغانية مدعومة من طهران. كما يشارك “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني في المعركة المرتقية.

يذكر أن روسيا لن تشارك في الهجوم بقوات برية، بل تكتفي بتأمين الغطاء الجوي لقوات النظام عبر طائراتها الحربية وصواريخها التي تنطلق من على متن البوارج الحربية الروسية المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط.

أما من جانب المعارضة السورية، فقد توحد 11 فصيلاً معارضاً في إدلب تحت مسمى “الهيئة الوطنية للتحرير” بقوة قوامها 55 ألف عنصر، مهمتهم الرئيسية التصدي لأي هجوم وشيك من النظام وداعميه.. هذا عدا عن 30 ألف عنصر من الجيش السوري الحر الموجودون داخل إدلب.

من جهتها، “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) المدعومة من قطر، حشدت 10 آلاف مسلح بحسب ما أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وفشلت مساعي تركيا في إقناع الهيئة في حل نفسها تفادياً للمعركة الكبرى.

كيف ستبدأ المعركة وماذا ممكن أن يحصل؟

من المتوقع أن يستهدف هجوم النظام وحلفاؤه، بحسب مصدر في التحالف الإقليمي الداعم للأسد، الأجزاء الجنوبية والغربية من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، دون مهاجمة مدينة إدلب نفسها.

أما إذا لجأ النظام إلى مهاجمة إدلب المدينة، فسيكون ذلك على الأرجح عبر هجوم كيماوي، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تحذير الأسد عبر “تويتر” من تنفيذ أي هجوم “متهور” في إدلب. كما أكد البيت الأبيض أن واشنطن سترد بسرعة حال استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية.

ميزان الربح والخسارة

في الخلاصة.. الخاسر الأكبر من معركة إدلب هم المدنيون الأبرياء، أما الرابح الأكبر فليس نظام الأسد ولا المعارضة، بل الدول المعادية للشعب السوري وللعرب بشكل عام، وفي مقدمتها إيران وقطر اللتين تدعمان طرفي النزاع السوري وتمولان جماعات إرهابية لقتل الأبرياء وأخذهم كدروع بشرية!