لم تتوقف حتى الساعة الارتدادات التي تسبب بها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا فما زال سكان لبنان يسعرون بهزّات خفيفة بعد الهزّة القوية التي شعروا بها خلال الليل ودفعت بالناس من شدة الرعب للنزول الى الشوارع. ماذا يتوقع الخبراء في الساعات المقبلة وهل نحن فعلاً امام هزات اخرى في هذا الشهر؟ في هذا السياق لفتت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس إلى أن “المنطقة التي تحركت يلتقي بها فالقان، إحداهما نحن موجودين عليه، ولكن لم نتأكد بعد إذا الفالق المتواجدون عليه هو الذي تحرك، أو الذي يلتقي به”.وفي حديث قالت البراكس: “شعرنا بهزة كبيرة في لبنان وستحصل هزات إرتدادية بعد الزلزال قد يشعر بها الناس، الخطر بالنسبة لنا في لبنان بعد الهزة كما هو قبلها، أي أن الخطر على لبنان لن يزداد اكثر مما شعر بع السكان”.وأضافت، “بعلم الزلازل لا نؤكد شيئاً ولا نجزم عدم حدوث هزات، والحديث عن إحتمالات، حدوث شيء في لبنان بعد هزة تركيا إحتمال ضئيل”.وتابعت البراكس، “يجب التكلم بالمنطق وعدم التخويف، وعدم التخفيف، وأقول للناس، قطعنا قطوع، فما حصل هناك كان يمكن أن يحصل عندنا”.وتمنت أن “يكون ما حدث أعطانا درس، خصوصاً للأجهزة المختصة والدولة لتجهيز نفسها لأي احتمال ،وهذا لا يعني أن هزّة ستحصل، ولكن قد تحدث في أي وقت، وليكن هناك صحوة ضمير، فالدول المجهزة تكون كلفة الأضرار بها أقل”.ورأت البراكس أن “التجهيز يحتاج إلى وقت وعمل وإمكانيات مادية وبشرية، والإثنان بنفس الأهمية، وعلى الدولة أن تهتم وترى جهوزية الإغاثة والكثير من الأمور”.أما الخبيرة في علوم الزالزل بمرصد بحنس الدكتورة لمى عيناتي، فأشارت إلى أن “هناك هزات أصغر لا تزال تحصل حتى الآن جراء الزلزال الذي ضرب تركيا، ولكننا لا نشعر بها لأننا بعيدين عنا مركز الزلزال، والموجات تصل إلى لبنان ونقوم بقياسها وإذا كانت كبيرة نشعر بها”.وعن توقع احد الباحثين بحدوث الزلزال قالت: “في طريقة عملنا لا يمكن توقع الزلزال، ولا أعرف الطريقة التي يعمل بها، وقد تفأجئنا بتوقعه هذا، ولكن علمياً لا يمكن التوقع بوقوع الزلزال حتى في اليابان حيث التقدم العلمي هناك”.وأكدت عيناتي أن “التوقعات التي يتم نشرها الآن عبارة عن بروباغندا، فلا يمكننا أن نعرف ماذا سيحصل، لبنان لديه تاريخ قديم بالزلازل ولا يوجد شي تكنولوجي يسمح لنا بتوقع الهزات والزلازل قبل وقوعها”.