نشر الجيش الأميركي الفرقة 101 المحمولة جواً في أوروبا لأول مرة منذ ما يقارب الـ80 عاماً، في إشارة إلى ارتفاع مستوى التوتر بين روسيا وحلف الناتو، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وتم تدريب وحدة المشاة الخفيفة الملقبة بـ “النسور الصارخة” على الانتشار في أي ساحة معركة في العالم في غضون ساعات وهي جاهزة للقتال.
وانضمت شبكة “سي بي إس نيوز” إلى نائب قائد الفرقة العميد جون لوباس، والعقيد إدوين ماثيديس، قائد فريق اللواء القتالي الثاني على متن طائرة هليكوبتر بلاك هوك، التي طارت إلى أقصى حدود أراضي الـ”ناتو” على بعد حوالي ثلاثة أميال فقط من حدود رومانيا مع أوكرانيا.
ومنذ اللحظة التي شن فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمليته العسكرية على أوكرانيا في 24 شباط، تقدمت قواته شمالًا من شبه جزيرة القرم، وهي منطقة أوكرانية سيطرت عليها موسكو في عام 2014. ولأكثر من سبعة أشهر تحاول روسيا الدفع على طول ساحل البحر الأسود إلى منطقة خيرسون بهدف الاستيلاء على مدينتي الموانئ الأوكرانية الرئيسية ميكولايف وأوديسا.
وهدفهم هو قطع كل مداخل الأوكرانيين إلى البحر، تاركين البلاد وقواتها العسكرية بلا شواطئ.
هذا التهديد القريب جداً من أراضي الناتو في رومانيا هو السبب في إرسال واحدة من أكثر فرق الهجوم الجوي الأميركية قوة مع بعض المعدات الثقيلة.
وقال لوباس لشبكة سي بي إس نيوز، “نحن مستعدون للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو، وأتينا بقدرات فريدة من قدراتنا وأصولنا الجوية، نحن قوة مشاة ولكن مرة أخرى نجلب قدراتنا وأصولنا معنا”.
وفي اتجاه الشمال على طول ساحل البحر الأسود في رومانيا، هبطت طائرة بلاك هوك في موقع عمليات أمامي حيث كانت القوات الأميركية والرومانية تقصف أهدافاً خلال مناورة هجومية برية وجوية مشتركة. وكان الهدف من التدريبات إعادة تشكيل المعارك التي تخوضها القوات الأوكرانية كل يوم ضد القوات الروسية عبر الحدود مباشرة، حيث تعتبر المناورات الحربية القريبة جدًا من تلك الحدود هي رسالة واضحة لروسيا وحلفاء أميركا في الناتو بأن الجيش الأميركي موجود هنا.
وقال الجنرال الروماني لوليان بيرديلا لشبكة سي بي إس نيوز: “المعنى الحقيقي بالنسبة لي، لوجود القوات الأميركية هنا، هو كما لو كان لديك حلفاء في نورماندي قبل وجود أي عدو هناك”، في إشارة إلى معركة الحرب العالمية الثانية التاريخية على الساحل الشمالي في فرنسا.
وأقامت القوات الأميركية موقعا في القاعدة الجوية للجيش الروماني. وإجمالاً تم نشر حوالي 4700 جندي من القوة 101 المحمولة جواً لتعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو.
وقال ماتيديس لشبكة “سي بي إس نيوز”، إنه وقواته كانوا أقرب القوات الأميركية للقتال في أوكرانيا. ومن وجهة نظرهم، كانوا “يراقبون عن كثب” القوات الروسية ويضعون أهدافًا للتدرب عليها، ويقومون بتدريبات تحاكي بالضبط ما يجري في الحرب. وتابع هذا الوضع “يبقينا على أصابع أقدامنا”.
وقال قادة “النسور الصارخة” إنهم مستعدون دائماً للقتال الليلة”، وأثناء وجودهم هناك للدفاع عن أراضي الناتو إذا تصاعد القتال أو كان هناك أي هجوم على الناتو، فإنهم مستعدون تماماً للعبور إلى الحدود إلى أوكرانيا.