ثلاث سنوات مرّت على اندلاع الأزمة الإقتصادية في لبنان ولا تزال كرة الانهيار المالي تكبر وتتوسع جارفة معها كل أمل قد يشعر به اللبناني على أي صعيد، فارتفاع سعر صرف الدولار الموازي وارتفاع نسبة التضخم بشكل كبير والانهيار الحاصل على كل الأصعدة يبدو أنها عوامل ستفرض على لبنان أخذ القرار الصعب بطباعة فئة المليون ليرة، فما هي أسباب أخذ هكذا قرار وما هي التداعيات؟!
في هذا الإطار أشار المحلل الاقتصادي خالد أبو شقرا إلى أنه “نتيجة التضخم الحاصل أصبحت اليوم الفئات النقدية التي حدها الأقصى 100 ألف ليرة غير قادرة على خدمة المستهلكين، وأصبح شراء السلع يتطلب حمل كمية كبيرة من الأموال وهذا يترافق مع خطر التزوير واحتمال خطأ العد”.وقال أبو شقرا في حديث لـ “ليبانون ديبايت”: “عندما يحصل تضخم بالدول تلجأ الى حلين، إما تكبر الفئات النقدية، أو تشطب أصفار، شطب الأصفار اليوم بالعملة اللبنانيةا زلنا بعيدين عنه، فلم نتحدث بعد عن ورقة المئة مليون أو فئات أكبر”.
وأضاف، “اليوم تلجأ الأنظمة النقدية لخلق ورقة أكبر التي هي فئة المليون ليرة بورقة واحدة”.وأشار الى أن “لهذا الأمر ايجابيات تقنية، فهي تسهل عملية الدفع وتحد من الخطأ وتحد من التزوير وتقلل من حمل مبالغ مالية كبيرة وتحد من خطر السرقة، وتبسط على المواطنين التعامل بالنقد”.
ولفت أبو شقرا الى أن “لخطوة ورقة المليون سلبيات معنوية ومنها أنها تشكّل إعتراف بالتضخم وأنه أصبح متجذر في البلد ولا نية لإصلاحه وإلا لما توجهّنا إلى طباعة فئة المليون ليرة بل كنا عالجنا أساس المشكلة”.
وأفاد بأن “نسبة التضخم في لبنان كبيرة جداً، وبحسب الاحصاء المركزي للعام 2022 فقد تجاوز 800%، وإذا قمنا بحساب النسب الصحيحة فقد يكون التضخم تجاوز الـ 2000%”.