هل فكرت يوما بأن تناولك لشطيرة “برغر” يساهم في تلوث الهواء، وزيادة البصمة الكربونية التي تسبب تغيّر المناخ.
تعرّف “البصمة الكربونية” بأنها إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة بشكل مباشر، أو غير مباشر، وتنتج عن فرد أو منظمة أو حدث أو منتج معين.
ويتم حساب هذه البصمة بجمع الانبعاثات الناتجة عن كل مراحل عمر المنتج أو الخدمة (إنتاج المواد، التصنيع والاستخدام، ونهاية العمر الافتراضي)، بحسب تقرير مركز نظم الاستدامة، بجامعة ميشيغان بالولايات المتحدة.
وتتكون انبعاثات إنتاج الطعام، بشكل أساسي، من ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز والميثان، والتي تنتج بالأساس عن الممارسات الزراعية.
وتتصدر اللحوم قائمة البصمة الكربونية للأطعمة، بنسبة تقدر بحوالي 57 في المئة، في حين تأتي الألبان في المرتبة الثانية بنسبة 18.3 في المئة، فيما تصل النسبة في الخضراوات إلى 2.6 في المئة، و1.6 في المئة للفواكه.
ويشير تقرير جامعة ميشيغان إلى أن الطعام يمثل نسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة من البصمة الكربونية للأسرة، وعادة ما ترتفع هذه النسبة في الأسر ذات الدخل المنخفض، كما تمثل عملية الإنتاج حوالي 68 في المئة من انبعاثات الطعام، بينما يمثل النقل 5 في المئة.
ويقول التقرير إن إلغاء نقل الطعام لمدة عام واحد، في منزل بالولايات المتحدة، يمكن أن يؤدي إلى توفير ما يعادل كمية غازات الدفيئة الناتجة عن القيادة المسافة 1000 ميل، في حين أن التحول إلى وجبة نباتية يوما واحدا في الأسبوع، يمكن أن يوفر ما يعادل القيادة لمسافة تصل إلى 1160 ميلا.
كما يمكن أن يقلل النظام الغذائي النباتي بشكل كبير من البصمة الكربونية للفرد، لكن التحول إلى تناول لحوم أقل كثافة في الكربون مثل الدجاج، يمكن أن يكون له تأثيرا خطيرا أيضا، فعلى سبيل المثال، تعد انبعاثات غازات الدفيئة من لحوم البقر لكل كيلوغرام، أكبر 7.2 مرة من تلك الخاصة بالدجاج.
أحد أسباب هذا المستوى المرتفع من الانبعاثات الناتجة عن تناول اللحوم، يعود إلى أن الأبقار والأغنام تنتج كميات كبيرة من الميثان كمنتج ثانوي عن عملية الهضم، إذ يعد الميثان أقوى بـ 34 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
ولا يتوقف الضرر عند انبعاث الميثان، لكن في سبيل تربية المواشي، يتم تدمير مساحات شاسعة من الغابات لتوفير مساحات للرعي، ولزراعة محاصيل تستخدم كغذاء لهذه الحيوانات، وهو ما ينتج عنه في النهاية تدمير أنظمة بيئية حيوية ومتنوعة بيولوجيا تلتقط ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون.
ويكشف الاستهلاك العالمي للحوم، أن ثمة مؤشرات طفيفة على تباطؤ استهلاكها، ورغم ذلك تتسارع الجهود للحدّ من تناول اللحوم، فقد التزمت أكبر سلسلة من متاجر تيسكو العملاقة في المملكة المتحدة، بزيادة مبيعات “بدائل اللحوم” بنسبة 300 في المئة.
كذلك أدرج مطعم “ذا كانتين” في المملكة المتحدة، البصمة الكربونية لكل نوع من الطعام، في القائمة التي تقدم للزبائن، حتى يتنامى الوعي بخطورة تناول أطعمة لها بصمة كربونية مرتفعة كاللحوم، ليصبح بذلك المطعم الأول في المملكة المتحدة الذي يطبق هذا الالتزام.
وبدأت سلسلة “بانيرا بريد” الأميركية لمطاعم الوجبات السريعة عام 2020، بتطبيق نظام وضع العلامات المناخية في 2000 موقع من فروعها بالولايات المتحدة، مما يسمح للعملاء بتحديد الخيارات منخفضة الكربون.
المصدر:”سكاي نيوز”