عادت الفوضى الاقتصادية لتلقي بظلالها على الواقع مع انتهاء الاستحقاق، وكان التلاعب بالأسواق السوداء سيد الموقف. إذ وفي منتصف العملية الانتخابية، بدأ سعر صرف الدولار بالارتفاع بشكل ملحوظ، وأمس، ارتفاع سعر المحروقات بشكل كبير، ليظهر أن الانفجار الاقتصادي المالي الذي تم التحذير منه قبل الانتخابات قاب قوسين أو أدنى، ودون حدود أو ضوابط.
الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة اعتبر أن “لا مبرر لارتفاع سعر صرف الدولار بهذا الشكل وفي عطلة نهاية الأسبوع (أي لا تداول بالسوق)، وبالتالي السبب يعود إلى التلاعب الحاصل من قبل جهات نافذة”.
وكشف في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية 3 عوامل تلعب دوراً في ارتفاع سعر الصرف، العامل الأول سياسي، في ظل احتمال تصفية بعض السياسيين حسابات معينة على خلفية نتائج الانتخابات
العامل الثاني ارتفاع أسعار المنتجات عالمياً، وخصوصاً القمح والنفط، وبالتالي زيادة الطلب على الدولار في لبنان للاستيراد.
والعامل الثالث، المضاربات في الأسواق بين التجار والصرافين”.
أما وعن المشهدية المقبلة، فإن الواقع قاتم ما لم تتخذ السلطات الإجراءات لكبح الانهيار، إذ وحسب عجاقة، فإن “المصير مرتبط بشكل مباشر بالسياسة، إذ وفي حال استمر الأداء على ما هو عليه دون الركون إلى خطة إصلاحية تترافق مع خطوات فعلية على الأرض، فإن لبنان لن يكون قادراً على الاستمرار بالاستيراد، وستتراجع الكميات المستوردة، ما يؤشّر إلى عودة طوابير البنزين والخبز وغيرها، أما وفي حال تم تشكيل حكومة بشكل سريع واستُكملت المفاوضات مع صندوق النقد وتم إقرار القوانين المطلوبة وتنفيذها، فعندها نكون قد انطلقنا في مسار إيجابي.